هل تعلمون أجمل قلب في زمن القلوب المخادعة؟إنّه أجمل و أنظف و أرقّ قلب, هل تعلمون من هو؟
إنّه أوفى قلب, يستمع إلى أحزانك و شكواتك, يهتمّ بك و ينسى نفسه.
هل علمتم من هو ؟ لا ؟ حسنا إليكم تلميحا اخر, إنّه قلب يضحّي بثمرة فؤاده من أجلك
إنّه قلب لا يهمّه سواك في هذه الدّنيا, هو القلب الذي ليس له مثيل
إنّه المعجزة الإلاهية في زمن الفتن
إنّه قلب الأمّ, نعم قلب الأمّ
إنّه قلب نبضاته مرتبطة كلّ الارتباط بقلوب أبنائه,فإذا أصاب هذه القلوب شيء تألّم هذا القلب المعجزة"ولدي حبيبي هل أصابك مكروه"
ضحّى بفؤاده و تمرّغ في دروب الحياة لتَتَنفَّسَ الصُّعداء من أجل أن تصرخ في وجهه"أفّ لك أيّتها الأمّ"
هل علمتم من هو إنّه قلب الأمّ
صرخ الرجل في أمه قائلاً: لقد قرفت منك، لا أطيقك ولا أطيق سماعك.. وتدندن له بعض نسائه بالشر تجاه أمه، ويطاوعه هواه وشيطانه أن يصيبها بمكروه!وقلب الأم يقول: ولدي حبيبي هل تريد شيئاً؟ هل ينقصك شيء؟ هل أعطيك شيئاً من سواد قلبي، من علقة قلبي، من روحي كلها.. هل تريد شيئاً؟والابن ينظر بامتعاض إليها قائلاً في نفسه: ما لهذه العجوز الشمطاء تنغص على حياتي وتقض مضجعي.. متى أتخلص منها!!وما زال قلب الأم ينبض بكل حب وعطاء، وما زالت خناجر الشر تتربص بها، تكيل لها بمكيال الشر مقابل مكيال الخير. وما زاد هذا القلب إلا إصرار وتمسكاً وإيماناً بمهمته، ولكن اجتمعت كل الشروروأرادت هذه الشرور أن تتخلص من هذا القلب، فما عاد هذا زمانه، فقد انقضى مثل زمن هذا القلب فلا بد له من نهاية.والأم تشعر بكل ذلك، فتقرر الخروج والهروب وهي تكفكف دموعها من نفسها وقلبها، وتقول: سيشتاق لكم قلبي يا أبنائي.. أرجوكم كونوا بخير وسأزوركم إذ لم تزوروني وأتفقدكم كل لحظة وكل وقت. إنّه قلب الأمّ
أغرى امرؤ يوما غلاما جاهلا ...... بنقوده كيما ينال به ضرر
قال ائتني بفؤاد أمك يا فتى ...... ولك الجواهر والدراهم والدرر
فمضى وأغمد خنجرا في صدرها ..... والقلب أخرجه وعاد على الأثر
لكنه من فرط سرعته هوى ........ فتدحرج القلب المضرج إذ عثر
ناداه قلب الأم وهو معفر ...... ولدي حبيبي هل أصابك من ضرر؟؟؟؟
فكأن هذا الصوت رغم حنوه ...... غضب السماء على الغلام قد انهمر
فارتد نحو القلب يغسله بما ...... لم يأتها أحد سواه من البشر
واستل خنجره ليطعن نفسه ...... طعنا فيبقى عبرة لمن اعتبر
ويقول يا قلب انتقم مني ولا ...... تغفر فإن جريمتي لا تغتفر
ناداه قلب الأم كف يدا ولا ...... تذبح فؤادي مرتين على الأثر!
ابراهيم المنذر
فإلى كلّ من جرح هذا القلب ناسيا فضبه عليه,عليك بتقوى الله في أمّك,ولا تنس أنّ الرّسول صلّى الله عليه وسلّم أوصى بالأمّ في أحاديث كثيرة
و إلى كلّ من أغضب أمّه,لايزال الوقت مبكّرا , فاذهب و اطلب الغفران و الرّضوان منها,فلا شكّ أنّها ستستقبل ذلك بصبر رحب و قلب مفتوح
المفضلات