anfal bega

عضو نشيط
إنضم
1 أبريل 2014
المشاركات
87
هواياتك
الرسم الكرتوني
وظيفتك
طالبة
شعارك
لا تسقني ماء الحياة بذلة بل فاسقني بالعز كاس الحنظل ، م
بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته



سوف أضع هنا قصص واقعية عن ناس تابوا وإنشاء الله أن نعتبر من قصصهم ونجدد توبتنا فجميعنا مقصرين وجميعنا خطاؤن وخير الخطائون التوابون

وأرجوا التفاعل في هذا الموضوع ووضع قصص عن التوبة إذا وجدت

وجميع القصص التي سأضعها في هذا الموضوع منقولة من أحد المواقع

((1))-توبه الشيخ سعيد بن مسفر

في لقاء مفتوح مع الشيخ سعيد بن مسفر - حفظه الله - طلب منه بعض الحاضرين أن يتحدث عن بداية هدايته فقال: حقيقة.. لكل هداية بداية.. ثم قال: بفطرتي كنت أؤمن بالله ، وحينما كنت في سن الصغر أمارس العبادات كان ينتابني شيء من الضعف والتسويف على أمل أن أكبر وأن أبلغ مبلغ الرجال فكنت أتساهل في فترات معينة بالصلاة فإذا حضرت جنازة أو مقبرة، أو سمعت موعظة في مسجد ازدادت عندي نسبة الإيمان فأحافظ على الصلاة فترة معينة مع السنن ثم بعد أسبوع أو أسبوعين أترك السنن .. وبعد أسبوعين أترك الفريضة حتى تأتي مناسبة أخرى تدفعني إلى أن أصلي. وبعد أن بلغت مبلغ الرجال وسن الحلم لم أستفد من ذلك المبلغ شيئا وإنما بقيت على وضعي في التمرد وعدم المحافظة على الصلاة بدقة لأن من شب على شيء شاب عليه. وتزوجت .. فكنت أصلي أحيانا وأترك أحيانا على الرغم من إيماني الفطري بالله.. حتى شاء الله- تبارك وتعالى - في مناسبة من المناسبات كنت فيها مع أخ لي في الله وهو الشيخ سليمان بن محمد بن فايع - بارك الله فيه - وهذا كان في سنة 1387هـ نزلت من مكتبي - وأنا مفتش في التربية الرياضية - وكنت ألبس الزي الرياضي والتقيت به على باب إدارة التعليم وهو نازل من قسم الشئون المالية فحييته لأن كان زميل الدراسة وبعد التحية أردت أن أودعه فقال لي إلى أين؟ وكان هذا في رمضان - فقلت له : إلى البيت لأنام.. وكنت في العادة أخرج من العمل ثم أنام إلى المغرب ولا أصلي العصر إلا إذا استيقظت قبل المغرب وأنا صائم.. فقال لي: لم يبق على صلاة العصر إلا قليلا فما رأيك لو نتمشى قليلا؟ فوافقته على ذلك ومشينا على أقدامنا وصعدنا إلى السد (سد وادي أبها) - ولم يكن آنذاك سدا - وكان هناك غدير وأشجار ورياحين طيبة فجلسنا هناك حتى دخل وقت صلاة العصر وتوضأنا وصلينا ثم رجعنا وفي الطريق ونحن عائدون.. ويده بيدي قرأ علي حديثا كأنما أسمعه لأول مرة وأنا قد سمعته من قبل لأنه حديث مشهور.. لكن حينما كان يقرأه كان قلبي ينفتح له حتى كأني أسمعه لأول مرة.. هذا الحديث هو حديث البراء بن عا** رضي الله عنه الذي رواه الإمام أحمد في مسنده وأبو داود في سننه قال البراء رضي الله عنه: خرجنا مع النبي صلى الله عليه وسلم في جنازة رجل من الأنصار فانتهينا إلى القبر ولما يلحد فجلس رسول الله صلى الله عليه وسلم وجلسنا حوله وكأن على رؤوسنا الطير وفي يده عود ينكت في الأرض فرفع رأسه فقال: استعيذوا بالله من عذاب القبر - قالها مرتين أو ثلاثا - ثم قال : " عن العبد المؤمن إذا كان في انقطاع من الدنيا وإقبال من الآخرة نزل إليه ملائكة من السماء بيض الوجوه…" الحديث. فذكر الحديث بطوله من أوله إلى آخره وانتهى من الحديث حينهما دخلنا أبها وهناك سنفترق حيث سيذهب كل واحد منا إلى بيته فقلت له : يا أخي من أين أتيت بهذا الحديث؟ قال : هذا الحديث في كتاب رياض الصالحين فقلت له : وأنت أي كتاب تقرأ؟ قال: اقرأ كتاب الكبائر للذهبي.. فودعته.. وذهبت مباشرة إلى المكتبة - ولم يكن في أبها آنذاك إلى مكتبة واحدة وهي مكتبة التوفيق- فاشتريت كتاب الكبائر وكتاب رياض الصالحين وهذان الكتابان أو كتابين أقتنيهما. وفي الطريق وأنا متوجه إلى البيت قلت لنفسي: أنا الآن على مفترق الطرق وأمامي الآن طريقان الطريق الأول طريق الإيمان الموصل إلى الجنة، والطريق الثاني طريق الكفر والنفاق والمعاصي الموصل إلى النار وأنا الآن أقف بينهما فأي الطريقين أختار؟. العقل يأمرني باتباع الطريق الأول.. والنفس الأمارة بالسوء تأمرني باتباع الطريق الثاني وتمنيني وتقول لي: إنك ما زلت في ريعان الشباب وباب التوبة مفتوح إلى يوم القيامة فبإمكانك التوبة فيما بعد. هذه الأفكار والوساوس كانت تدور في ذهني وأنا في طريقي إلى البيت.. وصلت إلى البيت وأفطرت وبعد صلاة المغرب صليت العشاء تلك الليلة وصلاة التراويح ولم أذكر أني صليت التراويح كاملة إلا تلك الليلة. وكنت قبلها أصلي ركعتين فقط ثم أنصرف وأحيانا إذا رأيت أبي أصلي أربعا ثم أنصرف.. أما في تلك الليلة فقد صليت التراويح كاملة .. وانصرفت من الصلاة وتوجهت بعدها إلى الشيخ سليمان في بيته، فوجدته خارجا من المسجد فذهبت معه إلى البيت وقرأنا في تلك الليلة - في أول كتاب الكبائر - أربع كبائر الكبيرة الأولى الشرك بالله والكبيرة الثانية السحر والكبيرة الثالثة قتل الصلاة وانتهينا من القراءة قبل وقت السحور فقلت لصاحبي: أن نحن من هذا الكلام؟ فقال : هذا موجود في كتب أهل العلم ونحن غافلون عنه.. فقلت: والناس أيضا في غفلة عنه فلا بد أن نقرأ عليهم هذا الكلام. قال: ومن يقرأ؟ قلت له: أنت . قال : بل أنت .. واختلفنا من يقرأ وأخيرا استقر الرأي علي أن أقرأ أنا فأتينا بدفتر وسجلنا في الكبيرة الرابعة كبيرة ترك الصلاة. وفي الأسبوع نفسه، وفي يوم الجمعة وقفت في مسجد الخشع الأعلى الذي بجوار مركز الدعوة بأبها- ولم يكن في أبها غير هذا الجامع إلا الجامع الكبير- فوقفت فيه بعد صلاة الجمعة وقرأت على الناس هذه الموعظة المؤثرة التي كانت سببا - ولله الحمد .. في هدايتي واستقامتي وأسأل . الله أن يثبتنا وإياكم على دينه إنه سميع مجيب............. ((2))-توبه شاب بعد سماع تلاوه في الحرم.
كان متأثرا من قصته.. كيف لا وقد أتى على محرمات كثيرة الخمر.. الزنا.. الرقص.. الخ. كل هذه كانت من معشوقاته. ونتركك – عزيزي القارئ- مع مجريات الأحداث التي مرت على التائب ع.أ.س وهو يحدثنا فيقول: من كرم الله على عباده أنه يمهلهم ولا يهملهم.. وقد سبقت رحمته غضبه وإلا فما الذي يمنعه سبحانه أن ينزل عذابه وعقابه بعباده متى شاء (إنما أمره إذا أراد شيئا أن يقول له كن فيكون) ولعل الله أراد بي خيرا فقد كنت دائم التفكير في سوء الخاتمة وأسأل نفسي سؤالا: ما الذي يمنعني من الصلاة مثلا؟ فكانت نفسي والشيطان عونا علي. تنقلت من دولة إلى دولة.. اليونان إلى فرنسا إلى هولندا وكندا وأمريكا وغيرها.. وفي أمريكا أمضيت ما يقرب من ثلاث سنوات.. لا أذكر أني صليت سوى جمعة واحدة في المسجد. وكان داعي الفطرة السليمة والبيئة التي عشت فيها صغيرا يدعوني إلى الله .. ولكن الشيطان استحوذ علي فأنساني ذكر الله. أمضيت تلك السنين في أمريكا وأنا بين مد وجزر.. هناك أصدقاء ملتزمون كانوا يزورونني لحرصهم على هدايتي فكان عندي الميل لهؤلاء وأتمنى أن أكون مثلهم في تعاملهم وسلوكهم وطاعتهم لربهم.. وفي المقابل كنت دائم الاستعداد لتلبية دعوة الشيطان.. فتجدني كل عطلة أسبوعية أطارد المراقص المشهورة من الديسكو والروك آندرول.. لم أكن أتناول الخمر في البداية.. وكان الجهاد صعبا في بيئة موبوءة بالفساد والانحلال. وقعت في الفخ.. وأخذت أعاقر الخمر.. أشرب من جميع الأصناف.. ولا بد أن يقترن الشراب بفعل الفاحشة والزنا والعياذ بالله فبقيت على هذه الحال حتى كانت عودتي إلى موطني. تزوجت من فتاة طيبة القلب صالحة ومن أسرة محافظة.. رجعت بعد الزواج إلى أمريكا مصطحبا زوجتي وعدت إلى ما كنت عليه قبل الزواج دون علم زوجتي وكان لرفقاء السوء دور كبير وللأسف فهم متزوجون قبلي.. أشاروا على أن نستأجر شقة لممارسة المحرمات.. وكانت البداية أن رفضت نفسي هذا الوضع المشين المزري.. اتجهت فورا إلى زوجتي الحبيبة قلت: لا بد من العودة إلى السعودية في اقرب فرصة ممكنة.. لم أعد أحتمل.. وجاء بعض الأصدقاء يثنوني عن عزمي في العودة رفضت جميع المغريات وتفوقت في الدراسة وعدت إلى بلادي.ز وبقيت على ما كنت عليه فالله لم يأذن لي بعد في الهداية فكنت أفعل المحرمات وسافرت عدة سفرات بقصد السياحة. وبعد سنة تقريبا من هذا الحال قدر الله أن أجد في سيارتي شريطا للشيخ "علي جابر" وفيه آيات من القرآن الكريم ودعاء القنوت وبدأ الشيخ يدعو وكان الوقت صباحا وأنا ذاهب إلى عملي حتى وجدت نفسي ابكي مثل الطفل بكاء شديدا ولم أستطع قيادة السيارة فوقفت بجانب الطريق أستمع إلى الشريط وأبكي.. وكأني أسمع آيات الله لأول مرة. بدأ عقلي يفكر وقلبي ينبض وكل جوارح تناديني: اقتل الشيطان والهوى.. وبدأت حياتي تتغير.. وهيئتي تتبدل .. وبدأت أسير على طريق الخير وأسأل الله أن يحسن ختامي وختامكم أجمعين....
((3))-توبه شاب مدمن للمخدرات....
هذه القصة ذكرها الشيخ العوضي في درس له بعنوان "فوائد غض البصر"

كان شابا يافعا.. شجاعا.. يعرفه كل أولاد الحارة بالنخوة.. بالشهامة.. كان دوما لا يفارق ذلك المقهى المنزوي والذي تظلله تلك الشجرة الكبيرة .. أولاد الحارة يخافونه.. ويستنجدون به في وقت الأزمات.. كانت عصاه لا تخطئ .. وكانت حجارته كالسهام.. كانت أخباره في كل الحارات.. كان إذا دخل ذلك المقهى وأخذ (مركازه) الذي اعتاد الجلوس عليه.. وشاهده (القهوجي) ترك كل شيء في يده وأحضر "براد الشاهي" (أبواربعة) الذي تعود أن يتناوله باستمرار وخاصة بعد صلاة المغرب.. إنه لا يخافه ولكنه يحترمه.. يحترم نخوته.. وشهامته. ظل ذلك الشاب طويلا على هذه الحال.. بلا منافس .. غير أن هذه الأحوال لم تعجب مجموعة من أشرار الحي.. كيف يأخذ هذا الشاب كل هذه الشهرة.. كل هذا الحب والاحترام.. لا بد من حل ل**ر شوكته.. لتحطيم معنوياته.. أحلامه.. سمعته.. فكر كبيرهم مليا وقال: إنني لا استطيع مقاومة ذلك الشاب .. ولكن لدي سلاح سهل وبسيط .. إذا استخدمته .. دمرته به.. إنها المخدرات .. ولكن كيف..؟ قفز واحد من تلك المجموعة الشريرة وصاح: (براد الشاهي) .. (براد الشاهي) .. إنه يحب أن يتناوله يوميا بعد صلاة المغرب. تسلل واحد منهم بخفية وسرعة إلى ذلك المقهى ووضع كمية من الحبوب المخدرة في (براد الشاهي) وجلسوا في (المركاز) المقابل يراقبون تصرفاته.. لقد وقع في الفخ.. وتمر بالصدفة دورية الشرطة.. ترى حالته غير طبيعية فتلقى القبض عليه.. إنها المخدرات. وكم كان اندهاش قائد الدورية .. إنه يعرفه تماما.. كيف تحول بهذه السرعة إلى تلك الملعونة.. الحبوب المخدرة. وأدخل السجن ولكن لا فائدة.. لقد أدمن .. نعم أدمن.. ولم يستطع الإفلات من حبائلها.. إنه في كل مرة يخرج من السجن.. يعود إلى ذلك المقهى ويقابل تلك المجموعة.. استمر على تلك الحال عدة سنوات.. وكانت المفاجأة. لقد فكر والداه وأقاربه كثيرا في حاله.. في مصيره.. في سمعتهم بين الناس.. وكان القرار.. أن أصلح شيء له هو الزواج ومن إحدى البلاد المجاورة.. يحفظه .. ينسيه ذلك المقهى وتلك الشلة.. وابلغوه ذلك القرار فكان نبأ سارا.. أعلن توبته .. عاهد والديه.. بدأ في الترتيب للخطوبة .. لعش الزوجية.. اشترى – فعلا- بعض الأثاث.. دخل مرحلة الأحلام.. الأماني.. زوجة.. بيت… أسرة… أبناء… ما أجمل ذلك. وتحدد موعد السفر ليرافق والده للبحث عن زوجة.. إنه يوم السبت لكن الله لم يمهله.. نام ليلة الخميس وكان كل تفكيره في الحلم الجديد.. في الموعد الآتي .. حتى ينقضي هذا اليوم.. واليوم الذي بعده.. إيه أيتها الليلة إنك طويلة .. وكان الجواب … إنها ليلتك الأخيرة… فلا عليك وأصبح الصباح.. واعتلى الصياح.. وكانت النهاية … أن يكون في مثواه الأخير

" سئل سماحة الشيخ محمد ابن عثيمين عن التعبير عن القبر بقولهم: "مثواه الأخير" فاجاب بأن ذلك حرام ولا يجوز، لأنه يتضمن إنكار البعث فالواجب تجنب مثل هذه العبارة. انظر مجلة المجاهد، العدد31

 

IsSmàìl Sàhnounè

♥•- مشرف منبر آدم -•♥ , ♥•-مصمم منتديات طموحنا -•
مشرف
إنضم
30 نوفمبر 2013
المشاركات
2,380
العمر
26
هواياتك
كرة القدم والتصفح على الانترنت
وظيفتك
ابحث عن السعادة
شعارك
"وَأُفَوِّضُ أَمْرِي إِلَى اللَّهِ
اللهم اقبل توبة كل مذنب
شكرا لك على الموضوع الرائع
 

الاموره مهره

عضو مجتهد
إنضم
23 مارس 2017
المشاركات
209
الأوسمة
1
موضوع جميل جدا الله يعطيك العافية انها قصص جميلة جدا وممتعة جدا حيث ان قصص اطفال يحب ان يستمع اليها الاطفال والكبار ايضا حيث ان بها العديد من الحكم مثل هذه القصة الجميلة
كان يراها وهي تذهب وتعود وتتبعها مرات عديده ولكن خجله منعه من الحديث معها وسأل عنها وعن أهلها وأُعجب بأخلاقها
وكان هو شابا عاديا ولم يكن ملفتا للانتباه تقدم اليها وخطبها من والديها وطار قلبه من الفرح فهو على وشك أن يكون له بيت
وأسرة خرج ذات مرة هو وإياها بعد أن دعاها إلى فنجان قهوة وجلسوا في مطعم في مكان منعزل مضطربا جدا ولم يستطيع الحديث
وهي بدورها شعرت بذلك لكنها كانت رقيقة ولطيفة فلم تسأله عن سبب اضطرابه خشيت أن تحرجه فصارت تبتسم له كلما وقعت عيناهما على بعض وفجأه
أشار للجرسون قائلا: ((رجاءا. اريد بعض الملح لقهوتي))! نظرت اليه وعلى وجهها ابتسامة فيها استغراب احمر وجهه خجلًا ومع هذا وضع الملح في قهوته
وشربها سألته لم أسمع بملح مع القهوة رد عليها قائلاعندما كنت فتى صغيرا، كنت اعيش بالقرب من البحر، كنت احب البحر واشعر بملوحته، تماما مثل القهوة المالحه،
الآن كل مره اشرب القهوة المالحه اتذكر طفولتي، بلدتي، واشتاق لأبواي اللذين علماني وربياني وتحملا لأجلي الكثير. رحمهما الله وأسكنهما فسيح جناته فامتلأت عيناها بالدموع
تأثر كثيرا كان ذلك شعوره الحقيقي من صميم قلبه تأثرت بحديثه العذب ووفاءه لوالديه فترقرقت الدموع في عينيها. فرحًا بزوج حنون ووفي أهداها الله إياه حمدت الله
أنه جعل نصيبها على شاب حنون رقيق القلب لطالما طلبت ذلك من الله بصدق في صلاتها لطالما سألته في سجودها أن لا يجعل حياتها همًا ونكدًا مع رجل لا يخاف الله
حقق الله لها أمنيتها. اكتشفت انه الرجل الذي تنطبق عليه المواصفات التي تريدها كان ذكيا، طيب القلب، حنون، حريص، كان رجلا جيدا وكانت تشتاق الى رؤيته
كلما أخرج رأسه الأصلع من خلف باب بيتها وهو يودعها لكن قهوته المالحة شيء غريب فعلًا إلى هنا، القصه كأي قصة لخطيبين. كانت كلما صنعت له قهوة وضعت
فيها ملحًا لانه يحبها هكذا. مالحه بعد أربعين عاما من زواجهما وإنجابهما ستة أطفال، توفاه الله مات الرجل الحبيب إلى قلبها بعد أن تحمل كأبيه أعباء كثيرة لكن
بيتهما وعشهما الدافئ أهدى للمجتمع ستة أطفال اثنان: أطباء جراحة والثالث: مهندس رفيع المستوى والرابع: محامي شريف يقف مع الحق إلى أن يرده لأصحابه،
يقصده الفقراء قبل الأغنياء يحبه القضاة لنزاهته. معروف في الحي أنه النزيه ذي اليد التي لا تنضب والخامسة طبيبة نسائية وتوليد والسادسة لا تزال تكمل
مشوارها الدراسي ومات هذا الأب العظيم، بعد أربعين عامًا من حياة الحب والود مع رفيقة دربه لكنه قبيل موته ترك لزوجته رسالة هذا نصها: ((أم فلان، سامحيني،
لقد كذبت عليك مرة واحدة فقط القهوة المالحه! أتذكرين أول لقاء في المقهى بيننا؟ كنت مضطربا وقتها وأردت طلب سكر لقهوتي ولكن نتيجه لاضطرابي قلت ملح بدل سكر!
وخجلت من العدول عن كلامي فاستمريت! أردت اخبارك بالحقيقه بعد هذه الحادثه ولكني خفت أن اطلعك عليها كي لا تظني أنني ماهر في الكذب!
فقررت الا اكذب عليك ابدا مره اخرى لكني الآن أعلم أن أيامي باتت معدودة فقررت أن أطلعك على الحقيقه انا لا احب القهوة المالحه! طعمها غريب!
لكني شربت القهوة المالحه طوال حياتي معك ولم اشعر بالاسف على شربي لها لان وجودي معك وقلبك الحنون طغى على اي شيء لو ان لي حياه اخرى في هذه الدنيا
اعيشها لعشتها معك حتى لو اضطررت لشرب القهوة المالحه في هذه الحياة الثانية لكن ما عند الله خير وأبقى وإني لأرجو أن يجمعني الله بك في جنات ونعيم
دموعها اغرقت الرساله. وصارت تبكي كالأطفال يوما ما سألها ابنها: أمي ما طعم القهوة المالحه؟ فاجابت: إنها على قلبي أطيب من السكر، إنها ذكرى عمري الذي مضى، وفاضت عيناها بالدموع


 
أعلى أسفل