مرحبا بكم في منتديات طموحنا

أزيد من عشر سنوات من العطاء ..

nessrin

عضو ذهبي
السّلام عليكم و رحمة الله

[ السّعادة .. ^^ ]

هذا المصطلح الذّي أرّقني و أتعبني و أضناني التّفكير فيه .. السّعادة !
هل منّا عاقل لا ينشد السّعادة و راحة البال ؟ هل منّا عاقل لا يرغب في أن يحي حباةً طيّبة هنيئة ؟ !
بلى ! بلى!
و لكن !!!

لكن ماذا؟ هل يتعذّر ؟ هل يتعسّر ؟ هل يستحيلْ ؟ ..
أكادُ أرى - الجميع - يائس بائس بل حزين كئيب بل متذمّر منكسر بل ..
و إن حدث فمتعة لا تدوم و سرور لا يطول ..

فما هي السّعادة الحقّة ؟ !
ما السّبيل لتحقيقها ؟!
و هل من السّهل بلوغها - و لو بأقلّ درجة - ؟ !!

قال جلّ و علا : [ مَنْ عَمِلَ صَالِحاً مِّن ذَكَرٍ أَوْ أُنثَى وَهُوَ مُؤْمِنٌ فَلَنُحْيِيَنَّهُ حَيَاةً طَيِّبَةً وَلَنَجْزِيَنَّهُمْ أَجْرَهُم بِأَحْسَنِ مَا كَانُواْ يَعْمَلُونَ ]

و قال عزّ من قائل : [ فَمَنِ اتَّبَعَ هُدَايَ فَلا يَضِلُّ وَلا يَشْقَى. وَمَنْ أَعْرَضَ عَن ذِكْرِي فَإِنَّ لَهُ مَعِيشَةً ضَنكًا وَنَحْشُرُهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ أَعْمَى ]

و قال سبحانه و تعالى : [ فَمَن يُرِدِ اللهُ أَن يَهْدِيَهُ يَشْرحْ صَدْرَهُ للإِسْلامِ ]

إذا السّعادة هي بالقرب من الله - و هذا حتما ما لايخفى على أحد .. و لكن !!!!!

[ نحنُ بحاجة للكثير الكثير الكثير من الصّبر ^^ ]

يقول ابن القيم - عن شيخ الاسلام بن تيمية - رحمهما الله :
[ والله ما رأيت أحداً أطيب عيشاً منه قط، مع ما كان فيه من ضيق العيش،
والحبس، والتهديد، والإرهاق،
وهو مع ذلك من أطيب الناس عيشاً، وأشرحهم صدراً، وأقواهم قلباً، وأسرَّهُم نفساَ،
تلوح نضرة النعيم على وجهه،
وكنا إذا اشتد بنا الخوف، وساءت منا الظنون، وضاقت بنا الأرض أتيناه،
فما هو إلا أن نراه، ونسمع كلامه، فيذهب ذلك كله، وينقلب انشراحاً، وقوة، ويقيناً، وطمأنينة،
فسبحان من أشهد عباده جنته قبل لقائه، وفتح لهم أبوابها في دار العمل،
فآتاهم من روحها، ونسيمها، وطيبها ما استفرغ قواهم لطلبها والمسابقة إليها]

و يقول الشيخ الشنقيطي -حفظه الله- :
[إذا أراد الله أن يسعد العبد ، رزقه إنشراح الصدر بذكره
وطمأنينة القلب بالإنابة إليه وشكره]


clear.gif



إذاً سعادة الدّنيا هي نعمة من نعم الله على عباده المؤمنين دون سواهم ، هي السّكينة ، الطّمـأنينة ، الانشراح ، الرّضا ، .. هي الحياة الطّيبة ،

لا هي في كثرة المال و البنين و لا في الجاه و الحسب و النّسب ، و لا في الحُسن و البهاء و الجمال ..
و كما يقول الدّكتور راتب النابلسي :
[ .. السكينة تسعدُ بها ولو فقدت كل شيء وتشقى بفقدها ولو ملكت كل شيء ]

clear.gif


و قال أيضا :

[ هذه السكينة لا تعز على طالب كائناً من كان في أي زمان ومكان، وفي أي حال ومآل،
وجدها إبراهيمُ عليه الصلاة والسلام في النار،
وجدها يوسفُ عليه الصلاة والسلام في الجُبِّ، كما وجدها في السجن،
وجدها يونس عليه الصلاة والسلام في بطن الحوت في ظلمات ثلاث،
وجدها موسى عليه الصلاة والسلام في اليم، وهو طفلٌ مجرد من كل قوة وحراسة،
وجدها أصحاب الكهف في الكهف، حينما افتقدوها في الدور والقصور،
ووجدها نبينا عليه الصلاة والسلام وصاحبه في الغار، والأعداء يتعقبونه، ويَقُصُّون الآثار، ويجدها كل مؤمنٍ أوى إلي ربه يائساً ممن سواه، قاصداً بابه وحده من دون كل الأبواب ]

..

فأين وجدناها نحن ؟
23.gif
، بل مازلنا نكدّ و نجدّ بحثا عنها ^^

ذاك أنّنا استوحشنا طريق الحقّ ، فمن يتّخذه سبيلا كمن يمشي على الشّوك حافيا نهارا و ليلا ..
هي تلك الخطوات الأولى ، لكن من اعتاد سلوكه و بحث جادّا عن نعل يقيه فبعض الألم لن يمنعه من الوصول ،

[ الهدرة ساهلة ^^ .. الله يقدّرنا برك / فالله المستعان و عليه التّكلان ]

(هُوَ الَّذِي أَنْزَلَ السَّكِينَةَ فِي قُلُوبِ الْمُؤْمِنِينَ لِيَزْدَادُوا إِيمَانًا مَعَ إِيمَانِهِمْ)

clear.gif

[ الصّور منقولة من مقال أعجبني .. ]

أسعد الله الجميع ..
 

عابرُ سبيل

-•♥الادارة♥•-
الأوسمة
1
السعادة التي نصبو إليها نجدها في انشراح الصدور وإن ضاقت بنا الدور، يحس بها المرء لما يقوم بالطاعة ابغاء وجه الله ، ولاتوجد لذة مثل لذة العبادة،فهي أغلاها وأعلاها
قال الله تعالى [ من عمل صالحا من ذكر أو أنثى وهو مؤمن فلنحيينه حياة طيبة ....] قمة السعادة
اللهم إننا نسألك أن توفقنا لطاعتك ورضاك وتجنبنا سخطك

 
أعلى