مرحبا بكم في منتديات طموحنا

أزيد من عشر سنوات من العطاء ..

محمد خلفاوي

♥•- اداري سابق -•♥
الأوسمة
1
الحالة الفكرية في العصر العباسي:

من بين المجالات العلمية التي بزغت إبان العصر العباسي علمي الطب والصيدلة، ويرجع ذلك إلى الترجمة التي بلغت في العصر العباسي شأنًا عظميًا منذ خلافة أبى جعفر المنصور الذي كلف "جورجيس بن بختيشوع النسطورى" بتعريب كتب كثيرة في الطب عن الفارسية، وتوارثت أسرته بعد ذلك الترجمة والتأليف والتدريس. ويعتبر عهد الخليفة المأمون العصر الذهبي لازدهار حركة الترجمة والإنفاق عليها بسخاء، وقد برز في مجال الترجمة والتأليف "أبو يعقوب يوحنا بن ماسويه" الطبيب المسيحي الدمشقي، الذي عهد إليه الرشيد بترجمة الكثير من كتب الأطباء والحكماء مثل: "أبقراط"، و"جالينوس"، وغيرهما وخلف "يوحنا" تلميذه حنين بن إسحاق العبادي الملقب بشيخ تراجمه العصر العباسي. ولم يقتصر تأثير حركة الترجمة العلمية على إثراء المكتبات والمدارس بجل تراث القدماء، ولكن التأثير ظهر في صورة أهم من ذلك، وهى استيعاب القديم، والانطلاق بخطى سريعة إلى عهد جديد في التأليف الطبي. وبلغ التأليف بعد ذلك قمته كمًا وكيفًا بفضل عدد كبير من المبرزين في علوم الطب تميزوا بغزارة إنتاجهم، وعظمة ابتكاراتهم، وسلامة منهجهم وتفكيرهم.
مفهوم الحركة العلمية:
شهدت الحركة العلمية في العصر العباسيازدهارا كبيرا في شتى الميادين، يعود سببه إلى ظهور الكثير من العلماء والمفكرين في مختلف العلوم وانتشار حركة الترجمة واهتمام الخلفاءبها، إضافة إلى التوسع في التعليم العام وبناء المدارس والمؤسسات الثقافية مثل دور العلم والربط فضلا عن المساجد. ومن العلماء البارزين في اللغةوالأدبوالشعرالخليل بن أحمد الفراهيديفي علم النحووالعروضنظم الشعروالجاحظفي الأدب والبلاغةوالأصمعيفي الأدب واللغة, كما تميز الإمام بن ثابت الكوفي المعروف بابي حنيفةوالقاضي أبي يوسف في علم الفقه. أما شعراء هذا العصر فمن أبرزهم أبو العتاهيةوعباس بن الأحنفوأبو تمام الطائيوالبحتريوالمتنبيوالشريف الرضيوأبو العلاء المعريوأبو نواسومن المؤرخينالبارزين محمد بن جرير الطبريواليعقوبيوبرز في الجغرافيةالمسعوديأما في الرياضياتوالفيزياءفقد برز أبو الحسن بن الهيثموفي علم الجبرمحمد بن موسى الخوارزميوفي الكيمياءجابر بن حيانوغيرهم كثيرون ممن ترجمت مؤلفاتهم إلى اللغات الأوربية واستفيد منها في النهضة الأوربية الحديثة. وقد اهتم الخلفاء بالعلم والعلماء فقربوهم وشجعوهم فكان لذلك أثره الكبير على الرقي الفكري في هذا العصر، وأبرزهم الخليفة هارون الرشيدالذي اشتهر بتقريبه العلماء والفقهاء والأدباء والشعراء والكتاب وتشجيعهم على البحث والتأليف وتوفير كل ما يحتاجون إليه في بحوثهم ودراساتهم.
أهم رواد الحركة العلمية في العصر العباسي :
أبو القاسم الزهراوي :خلف بن عباس الزهراوي هو فخر الجراحة العربية، ويعتبر كتابه "التصريف لمن عجز عن التأليف" أكبر مؤلفاته وأشهرها؛ فهو موسوعة طبية تقع في ثلاثين جزءًا ومزودة بأكثر من مائتي شكل للأدوات والآلات الجراحية التي كان يستخدمها الزهراوي ومعظمهما من ابتكاره، ولقد حظي هذا الكتاب باهتمام كبير لدى أطباء أوروبا وترجم إلى اللاتينية.ابــن سـيـنا: أبوعلي الحسين بن عبد الله بن سينا وهو الملقب بالشيخ الرئيس، والعالم الثالث للإنسانية بعد أرسطو والفارابي. ومؤلفاته تمتازبالدقة والتعمق والسلاسة وحسن الترتيب، وهى كثيرة أشهرها كتاب القانون في الطب الذي فضله العرب على ما سبقه من مؤلفاته لأنه يجمع بين خلاصة الفكر اليوناني، ويمثل غاية ما وصلت إليه الحضارة العربية الإسلامية في مجال الطب. ويقع الكتاب في خمسة أجزاء تتناول علوم التشريح، ووظائف الأعضاء، وطبائع الأمراض، والصحة،والعلاج. وكتب ابن سينا في الطب ظلت المرجع العالمي لعدة قرون، واعتمدتها جامعات فرنسا وإيطاليا وبلجيكا أساسًا للتعليم حتى أواخر القرن الثامن عشرابـن الـنـفيس :هو علاء الدين أبو الحسن على بن أبى الحزم القرشي المصري، وكتب ابن النفيس في الطب عديدة ومتنوعة منها: كتاب في الرمد: وثان في الغذاء، وثالث في شرح فصول أبقراط، ورابع في مسائل "حنين بن إسحاق"، وخامس في تفاسير العلل والأسباب والأمراض، ومن أشهر أعمال ابن النفيس "موجز القانون"، وهو اختصار "القانون" لابن سينا وفى كتاب "شرح تشريح القانون" اهتم ابن النفيس بالقسم المتعلق بتشريح القلب والحنجرة والرئتين وتوصل إلى كشف الدورة الدموية الرئوية.

الأسباب التي أدت إلى نهضة الأدب في العصر العباسي الأول :
1- الامتزاج بين أبناء الأمة العربية وغيرهم من الأجناس الأخرى ونشأة جيل جديد من المولدين يحمل الخصائص العربية والأجنبية مثل بشار بن برد وابن الرومي.
2- انتشار التطور الحضاري المادي مثل بناء القصور والحدائق والتماثيل والنفورات ووصف الشعراء لكل هذه المظاهر مما أثرى الدرس الأدبي.
3- الرقي الثقافي الذي اتسعت آفاقه عن طريق التأليف والترجمة ومجالس العلم والثقافة.
4- تشجيع الحكام والخلفاء للأدب وتقديرهم للأدباء والشعراء وإعطائهم الأموال الكثيرة.
5- تنافس الأدباء والشعراء فيما بينهم لنيل المكانة والحظوة لدى الحكام والخلفاء.
مظاهر ازدهارالحركةالعلمية:

-1 امتزاج الثقافة العربية بثقافات الأمم السابقة.
2- ترجمة كتب العلوم المختلفة إلى العربية والإضافة عليها.
3- ظهور علم الكلام للرد على الملا حدة والزنادقة.
-4
ازدهار الثقافة الدينية.
-5
ازدهار العلوم اللغوية.
-6
الاهتمام بالتأليف البلاغي والنقدي ورواية الشعر والنوادر والأخبار.
-7
ظهور مذهب المحدثين فيالشعر وتعدد اتجاهات الشعراء وأغراضهم.
8-تجدد أساليب النثر، وتنوع فنزنه ( الخطابة، الكتابة، التأليف).
*عوامل نهضة الأدب فيالعصرالعباسي:
- تحول الإنسان العربي من حياة بدوية ساذجة إلى حياة حضرية جديدة.
- امتزاج الثقافة العربية بالثقافات الأجنبية من فارسية وهندية ويونانية.
- امتزاج الدماء ما بين العرب وغيرهم أدى إلى نشأة جيل جديد له صفات عصرية.
*مظاهر تطور الأدب:
- استخدام اللغة سهلة النطق خفيفة الوقع على السمع.
- الميل إلى التفنن الفكري فيالصور والمعاني
- رجحان جانب الصنعة على العاطفة.
- تميز الخيال بالتعقيد وخضع لما قدمته الحياة.
- التطرق إلى موضوعات جديدة أملاها العصرعليهم.
- التزاوج بين الأفكار وتوليد المعاني وشيوع ترف الحياة فيالأدب.

الحواضر التي ازدهرت فيها الحركة العلمية:
كان عصر العباسي يموج بالحركة العلمية، والنشاط الثقافي، والذي لم يتأثر بالانقلابات السياسية التي كانت تحدث في حركة الدولة، وكان الازدهار العلمي يمشى قُدما إلى الإمام، يموج بالحركة والنشاط، وشهدت فترة المعتضد، وهي امتداد لفترة عمه وأبيه، تألق عدد كبير من النابهين في اللغة والأدب والتاريخ والجغرافيا والحديث، يأتي في مقدمتهم "الحافظ بن أبي الدنيا" المتوفّى (281هـ = 894م) صاحب "حلية الأولياء"، و"المبرد" اللغوي المشهور المتوفى (285هـ = 894م) إمام النحاة في عصره، وصاحب كتاب "الأمل"، و"ابن واضح واليعقوبي"، المتوفَّى (292هـ = 905م)، وكان من أكابر مؤرخي عصره، ونبغ "ثابت بن قرة" الرياضي المشهور، وابن الفقيه الهمداني الجغرافي، وكلاهما قد تُوفي في سنة (287هـ = 900م).

ولمع في مجال الشعر كوكبة من أعظم شعراء العربية، مثل: "ابن الرومي"، المتوفّى سنة ( 283هـ = 896م)، الذي اشتهر بقدرته على توليد المعاني وابتكار الأخيلة الجديدة، و"البحتري" المتوفى سنة (284 هـ = 897م) صاحب الديباجة الشعرية الرائعة، والموسيقى العذبة الجميله المكتبات فيالعصر العباسيمعامتداد الفتوحات الإسلامية اطلع العرب والسلمون على حضارات الأمم السابقة وترجمواما استطاعوا إليه سبيلا" فألفوا وأبدعوا حتى أنتجوا للعالم اجمع حضارة لا يزالالعلم الحديث يرتكز على قواعدها والمبادئ التي سارت عليها .
وكان نتيجة ذلكازدهار حركة التأليف والترجمة وإنشاء المكتبات في مختلف أرجاء العالم الإسلاميلأغراض مختلفة ، وأصبحت المكتبات تحوي عشرات الآلاف من المجلدات والمخطوطات ، وفيهذا الصدد تقول ( زيغريد هو نكه ) في عام 891م بلغ عدد دور الكتب في بغداد وحدهااكثر من مائه دار

الـــخــــاتـــمــــــــــــة


وفي الأخير يمكن القول ان العصر العباسي هو العصر الذهبي الحقيقي في الجانب الفكري والعلمي حيث ظهرت في هذا العصر مختلف العلوم علمية كانت أو أدبية كالفلسفة، الترجمة ، وغيرها من العلوم ومن الخلفاء الذين اهتموا بالعلوم والمعارف نذكر منهم الخليفة المنصور والمأمون والرشيد حيث سخروا كل ما لديهم من إمكانات من أجل هذا المجال في النصف الأول من العصر العباسي وتعد بغداد مكان ظهور مختلف العلوم التي تدرس اليوم في مختلف بقاع العالم كما يؤرخها الباحثون والعلماء المعاصرين







او يمكنك تحميله من الرابط في ورود

من هنا
 
أعلى