.
وتُهنا
مع العُمرِ حتى فقَدْنا
هدوءَ الحياةِ وأُنسَ الأحِبّة
فصِرنا نعيشُ
مع الذكريات وبين الحنايا
حنينٌ وغُربة
سنحيا بحُبٍ
وإنُ فرّقتْنا ظروفٌ نراها
معَ العُمرِ صعبة
فلا النبض
يغفو ولا الشوقُ يبلى
ولا البُعدُ يُطفئُ نور المَحبّة
ثم...
تأتيكَ الفِتنةُ
في رداءِ الصَبرِ على ما لا تُطيق
فإمَّا أنْ تَصبرَ وإمَّا أنْ تُفتَنْ
فإنْ صَبُرتَ فُزتْ، وإن فُتِنْتَ صِرتَ خسرانا.
ولا يكونُ صَبْرَكَ بالتَقبُّلِ المُطلَقِ للأذى!
وإنَّما بالوعيِ بسيادتِه في وقتِهْ
فتكونُ حَربكَ
ألّا تسمحَ لوقتِ الأذى بالاستطالةِ
ما دُمتَ تَملِكُ إنهاءَهْ
ولا تسمحَ لسيفهِ بِبَتْرِ رُوحكَ شِقَّينِ
لا يَلتئِمانِ بعدَ انتهائِه.
ليكونَ الصبر فِعلٌ وشجاعة
بصيرةً ونفاذ، خُطوةً تليها خطوةْ حتّى الوصول.
امّا الفتنة
تلكَ التي تُورِثُ الهزيمَة
فهي أن تَصبِرَ دونَ فعل، دونَ نظَرٍ واستبصار
دونَ رفضٍ ولو بالقلبِ
حتّى يحين موعِد الرفضِ بالجوارح كُلّها.
فإنَّ هذا صبرٌ وذاك صبرْ!
وإنَّما شَتَّان..
بعضُ الصبرِ يُورِثُ الهزيمَةَ البَيِّنَة
وبَعضُهُ معركة صامِتة في حربٍ
تعرف بالصمتِ كيفَ تَخرُجُ مِنها مُنتَصرًا..
يليه ...
كن انتقائياً
فالانتقاء فن !
واخترْ بعناية ما يستحق أن يكون
في حياتك
وإياك واستنزاف نفسك ووقتك
في أماكن أو دروب أو صداقات أو اهتمامات
ليست لك
ولا تشبهك ولا تُعبر عنك
فإن من يعرف قدر نفسه يعز عليه
أن يمضي بها في سُبل
لا ينتمي إليها
وبعد...
سَألَ نحويٌّ طَالِبهُ:
مَاعَلاماتُ الشَّوقِ المُضمرِ؟
فأجَابَ :
الدَّمعُ المُقدَّرُ في العَينَينِ
المَانعُ من كِتمانهِ تعذَّر الوَصلِ وثِقلُ البَوحِ!