- إنضم
- 15 سبتمبر 2010
- المشاركات
- 45,376
- العمر
- 40
- الإقامة
- تلمسان
- هواياتك
-
كرة القدم، الشطرنج، كتابة الخواطر، المطالعة
- وظيفتك
-
موظف بقطاع التجارة
- شعارك
-
كن جميلا ترى الوجود جميلا
لماذا يكثر الحديث عن الايالة الجزائرية
الدولة العثمانية امبراطورية كبيرة اسقطت عدة ممالك و ملكت عدة مقاطعات، لكن عندما يتعلق الأمر بالجزائر فنرى الجزائريين يتمسكون بفكرة أنها دولة مستقلة متكاملة الأركان حكامها أتراك. بينما يراها العلويون و فرنسا أنها مقاطعة تركية لا سيادة و لا استقلالية و لا شخصية دولية لها
فكيف نفسر هذا التباين ؟
الحقيقة متعلقة بنشوء الإيالة و وضعها بالنسبة للدولة العثمانية، إذ كانت الجزائر أول الأمر لا يحكمها بايات عاديون كسائر المقاطعات، بل بيلربايات و باشوات، و هؤلاء يعتبرون من كبار موظفي الدولة العثمانية ، و كثير منهم يتولى قيادة كامل الاسطول البحري العثماني بعد ترك وظيفته في الجزائر. اذ كان هذا البلد نقطة دفاع رئيسية ضد أوروبا الغربية لاسيما اسبانيا التي كانت ترفع لواء المسيحية.
مع الوقت انشغلت الدولة العثمانية بأوروبا الوسطى و إيران، و على هذا الأساس بدأت الجزائر بالاستقلال في أمورها سياسيًا و صارت الوظيفة في الجزائر بعيدة عن اهتمامات السلطان الأولية. لذلك صار حكام الجزائر يتعاملون مع التحديات الجيوستراتيجية و الجيوسياسية بمفردهم دون الرجوع إلى السلطان، و هذا أثر على الجزائر سلبًا ، اذ كانت البلاد تتعرض للهجوم دون وصول مساعدات من الاستانة، و هذا أدى بالدايات الى الاستقلال عن الدولة العثمانية سياسيًا و قد تفهم السلاطين العثمانيين هذا الأمر، و أكتفى بالاعتراف الاسمي و الروحي من الجزائر فقط.
و هكذا اكتملت الشخصية الدولية الجزائرية فصارت تتعامل دبلوماسيًا مع الدول الأجنبية دون الرجوع إلى السلطان، إذ كانت الحروب بين الجزائر و العلويين و الأوروبيين لا تعني السلطان العثماني في شيء…
و كان أبرز مثال على ذلك ما جاء في كتاب مبارك الميلي عندما قابل الداي بابا عبدي باشا المبعوث الخاص العثماني، عندما قام هذا الأخير بذكر ألقاب السلطان حتى ذكر "ملك الجزائر"، فثار الداي في وجهه وسط الحظور صارخًا "ملك الجزائر ؟ ملك الجزائر ؟ إذا كان ملكًا للجزائر فماذا أكون إذًا " تبع ذلك بهرج كبير و رفض طلب السلطان ابرام الصلح مع اسبانيا و هولندا.
لهذا نصف مرحلة الدايات بمرحلة الدولة الجزائرية المكتملة الأركان، و كما قال مولود معمري، فإن هؤلاء الدايات كانوا أتراكًا جزائريين، يتكلمون لغة الجزائريين و يلبسون البرنوس و ادمجوا الجزائريين في مفاصل الدولة، لكنهم فشلوا في اقامة ملك وراثي.