- الأوسمة
- 5
الشخصيات :
الأب :
الابن :
المهندس محمد :
الفلسطيني :
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
بعد رؤية عرض فيديو على الشاشة أمام الجماهير يحكي حال العراق التي آلت إليه مع قوات الاحتلال من هدم وتقتيل وتشريد ، يختم المنظر بخروج الأب وابنه وقد حملا متاعهما خارجين من بغداد فرارا .
يفتح الستار : على الرجل وابنه , وعلى ظهورهما متاعهما , وقد جهدا في السير ..-
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
الأب : هيا يا بني شد من عزيمتك ولا تستطل الطريق .
الابن : ( يقف الابن ويضع متاعه ) لقد سرنا كثيراً يا أبي ... وخلفنا بغداد وراءنا ... أفما لهذا الطريق نهاية ... ؟؟
الأب : نهايته الأمن والعيش الرغيد ..
الابن : كنت أحسبك يا أبي .. آخر من يهاجر ... !!
الأب : ( يلتفت إليه الأب ويلقي متاعه ) ينبغي أن نفكر بعقولنا لا بعواطفنا يا بنــي ...
الابن : نترك أرضنا .. يا أبي ..؟
الأب : تراب نستبدله بتراب ...
الابن : وأهلي وأقاربي .. ..؟؟
الأب : ما بقي إلا رفاتهم ..
الابن : أنت من يقول هذا يا أبي ...؟ ( بنبرة حزن ويأس )
الصابر .. حين قتلت أختي الرضيعة فلم تنبس بكلمة سخط ..!!
الأب: ما أقســى قلوبهم ...
الابن :المحتسب .... حين اقتادوا أخي أسيراً فلم تجزع لك نفس ..!!
الأب : فك الله أسره ..
الابن : (بنبرة قوة وشجاعة )
أبي النفس .... من قبل أن يدهمنا العدو ومن بعد ما جاءنا فلم تحن لك هامة !!
الأب : يا بني أنت صغير .... ولم أخرج بك إلا جزعاً على مستقبلك.... وخوفاً على حياتك
الابن : لا يا أبي ... لا أتصور مستقبلاً بعيداً عن بغداد.
لا يقر لي قرار بمنأى عن الرافدين .
محمد : ( صوت من خارج المسرح ) يا عم ...... يا عم ( يدخل مسرعا ) .....يا عم حــارث ..؟
الأب : ( وظهره إلى حيث يدخل محمد ) كأني أسمع داعياً ..؟
الابن : ( ووجه حيث يدخل محمد ) نعم يا أبي ... إنه المهندس محمد ..
الأب : رئيس الدائرة الصناعية ..!!
محمد: السلام عليكم ...
الأب وابنه : ( يلتفتان نحوه ) وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته ..
محمد : أنا منذ الصباح في طلبكما .. وقد سألت عنكما كل غاد ورائح ... لم الرحيل الآن يا عم ...؟ !!
الأب: لأعزّ نفسي ..... وأحفظ ما تبقى من ولدي ...
محمد: أنت سيد عشيرتك ...وارتحالك بعدهم مؤذن بضياع ...
الأب :وما الذي آسى عليه في بلد.... لا أرى خلاله بصيص أمل ...
محمد : لا يا عم حارث .. قد كان مظلما من قبل ... حين كممت الأفواه , وقطعت الأرزاق .... حين كنا نتنفس الرعب والخوف .. فلا نجد إلا معتقلات تؤوينا .. أو قبوراً جماعية توارينا .
الأب : آه ... رب يوم بكيت منه فلمــا * صرت في غيره بكيت عليه .
محمد : كفكف دموعك يا عم ... فقد وعدتنا قوات التحالف بعيش رغيد ..
الأب : أيـــن ...؟
محمد: في العراق الجديد ....
الأب: العراق الجديد ..!؟
محمد : نعم يا عم .. فلتطلب نفسك .... وألق عصاك ...
أنت الآن في عراق الحرية وتعدد الآراء...
الأب: آراؤهم هم ... ولا رأي لنا ...
محمد:عراق الاقتصاد المفتوح والشركات العالمية .
الأب: لهم خيرنا .... وعلينا شرهم ...
محمد:عراق التكنولوجيا والتقدم العلمي ..
أتهــاجر بعد كل هذه الأعطيات .؟؟
الابن : أعطيات من محتل ؟؟
محمد: هم اليوم محتلون .. لكنهم غداً مرتحلون ...
( ملتفتا نحو الأب ) ولأن نتعامل معهم خير لنا من أن نتعارك معهم .
الأب : نعم يا مهندس محمد ......... هم أقوى مناّ ولا طاقة لنا بهم ..
الابن : لكن يا أبي ....الله مولانا ولا مولى لهم ...
محمد : لقد ملكوا نواصي الأمور هنا ... وأيَّ مقاومة ...... هي إلقاء للنفس في التهلكة .
الابن : أنت من علمني الشجاعة يا أبي ونصرة الحق ..
الأب : قد يكون الهروب شجاعة أحيانا ًيا بني ..
الابن : ولماذا لم يهرب الدرة محمد.....؟
الأب : قتلوه وأباه ....
الابن : لماذا لم يهرب ... المهندس يحي عيّاش ...
والدكتــور الرنتيسي ...
والشيــخ المقعد ... أحمد يــاسين
الأب : أولئك كانوا كباراً يا بني وأنت ما زلت صغيراً ...
الابن : أنا لي همة الكبار ونفسي * نفس حرٍّ ترى الشهادة مغنم .
محمد: موت مثلك في هذه الحروب خسارة ...
الابن : بل تجارة ...أو ما ترون أبطال الحجارة........؟!
محمد: ( ساخرا ، مستنكرا )..الحجارة ...! أبطال ....
** تطفأ الأنوار ويتجه الأب إلى الجمهور ويسرح مع هذه العبارة .
الأب : الحجارة ... أبطال الحجارة ....؟ أحرجوا من بيده سيجارة ... أسقطوا من الدعيّ خماره ... كشفوا عن الباغي مآله ... إيـّـــه ... أبطال الحجارة !!
الفلسطيني: ( يخرج من خلف المسرح في زيه واقفا خلف الأب مخاطبا اياه ) نعم أبطال الحجارة ... إباء وجسارة ..... جئنا للكون بشارة ..... نشد على الباغي إساره ....
( مخاطباً الأب)..وهبنا صدورنا للموت .... حين هرب الكبار .... فكان لأزيز الصدر صوت ..... أرعب الباغي وطار ..
الأب : حرمتم الأمن .... والحياة الرغيدة....
الفلسطيني : لا تسقني مــاء الحياة بذلةٍ * بل فاسقني بالعزِّ ماء الحنظل .
شتـان شتان بين موت بعزِّ ... وحياة في ذلَِّ ( مشيراً إلى محمد)..
محمد : تعيشون في رعب ومذلة .
الفلسطيني : بل نحن من صنع لهم الرعب والمهانة .
الابن : فعيشتموهم في سعار وصرع .
محمد: كان بوسعكم أن تسرّعوا عجلة السلام .
الفلسطيني : أي سلام ...؟ سلام الشرفاء ...أم استسلام الجبناء ...؟ .. أتصدق دعوى القرد ، انه يحسن الميزان .
محمد: ألا ترى أنهم يطالبون بإحلال السلام .
الفلسطيني : كلما ضاق بهــم الحال ... وشعروا بانهزام ..... هتفوا ... السلام السلام .
محمد : نعم .. يريدون حقن الدماء .
الفلسطيني : دماؤهم هم .. ليتفرغوا لسفك كل دم ثائر ، فلا يبقى إلا أصحاب الدم البارد (ويشير إليه).
محمد : لا .. هؤلاء أتوا ليحررونا ... ويهودكم مغتصبون أذلاء..
الفلسطيني : يهودنا ربائب يهودكم، كلهم في الكفر سواء .
الابن : ( يردد بقوة ) كلهم في الكفر سواء . كلهم في الكفر سواء .
الأب : ( بصوت حزين ) نعم كلهم في الكفر سواء .
محمد : هاه ... كلهم في الكفر سواء ؟!!
الفلسطيني : نعم كلهم الكفر سواء .
فهل من عودة لكتابنا – لشرعنا – لعلمائنا ؟
هل من أوبة لربنا – ليمحو ذنبنا – وينصر جندنا .
هل من نصرة لمجدنا – لعزنا – لذخرنا .
( وهو خارج من حيث أتى ) فإما حياة تسر الصديق وإما ممات يغيض العدا
الأب : ( خارج من المسرح من حيث أتى ) يا بني إني عائد فهيا بنا .
** يخرج الأب وابنه وقد خرج الفلسطيني ...ويبقى ومحمد واقفا واجما يتأمل الموقف وقد نزع خوذته.
ســـــــــــــــــتار