الافق الجميل

تاج المنتدى
الإدارة
إنضم
15 سبتمبر 2010
المشاركات
45,287
الأوسمة
5
العمر
38
الإقامة
تلمسان
هواياتك
كرة القدم، الشطرنج، كتابة الخواطر، المطالعة
وظيفتك
موظف بقطاع التجارة
شعارك
كن جميلا ترى الوجود جميلا
( الحكيم )


اذا كنتَ في حاجةٍ مرسلاً

فأَرسلْ حكيماً ولا تُوصه


الشخصيات في المشهد :-
أحمد : البائع .
حسين : الحكيم .

*** يفتح الستار على احمد وهو في دكانه في ناصية الشارع وهو قائم عند بضاعته يرتبها ويردد ( يافتاح . ياعليم يارزاق ياكريم ) فيدخل حسين من يسار المسرح جهة داره متجها الى السوق خارج المسرح جهة يمين المسرح مارا باحمد .
احمد : ( وقد رأى حسين ) من ؟ حسين ؟ ( يتجه إليه ) السلام عليكم ورحمة الله وبركاته .
حسين : وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته . مرحبا يا احمد
احمد : ( يصافح حسين فيمد له حسين شماله ) المصافحة باليمين يا حسين .
حسين : وأين اضع النقود؟ تظن أني أحمق؟ تريد أن أفقدها فيحل بي غضب أبي.
احمد : إن النقود مكانها الجيب، فهو آمن لها وأفضل لك. والا فكيف تصافح الناس؟
حسين : مكانها الجيب ... هاه ... حسنا سأفعل. ( يفعل ثم يصافح أحمد )
*** يخرج حسين من المسرح وهو يردد ( النقود مكانها الجيب ) متجها إلى السوق ، بينما أحمد يردد عبارات ( يافتاح ياعليم يارزاق ياكريم .. من يشترى الطيب الجميل من يشتري الحلي والحلل - وهي تردد في كل فترة صمت وغياب لحسين ) وبعد برهة يعود وقد تلطخ جيبه وثوبه من جهة احمد بصباغ أحمر .
احمد : ماذا بك ياحسين؟ مال لثوبك هكذا ؟
حسين : ( ينظر لثوبه مندهشا - وقد إستدار جهة الجمهور ) أوه ... انه الأيس كريم لقد ذاب في جيبي.
احمد : الأيس كريم؟! .... مالك يا احمد لاتحسن التصرف؟ مثل هذا لايوضع في الجيب بل يوضع في اليد.
حسين : أغبي أنت ؟! وكيف اصافح الناس؟
احمد : أصلحك الله . إن هذه الأغراض لاتوضع في الثوب والا أفسدته . ضعها في يدك وليست المصافحة ضرورة.
حسين : (يخاطب نفسه - نعم أضعها في يدي ليست المصافحة ضرورة ) حسنا سأفعل ثانية.
أحمد : حسين مالك هكذا !؟
حسين : مالي هكذا ؟ ماذا تعني ؟
أحمد : لم لا تفكر في السلامة أولاً !!؟
حسين : إني أكره هذه الكلمة .
أحمد : أي كلمة ؟
حسين : فكر في السلامة أولا .
أحمد : ولم تكرهها !؟
حسين : أذهب إلى شهار أجد ( يشير إلى لوحة يتخيلها ) أمامي فكر في السلامة ، أذهب إلى قروى أجد أمامي فكر في السلامة ، أذهب إلى الشهدا إلى الفيصلية إلى المثناة إلى أي مكان أذهب أجد : فكر في السلامة أولا . لماذا لا أفكر في قروى الخالدية أفكر في مكاني حيثما كنت ، أنهم حمقى ( يخرج تاركا أحمد دون تعليق )
أحمد : ( ينظر إليه ) مسكين هذا لقد ضقت به ذرعا ، لا بد لي من حل ، لماذا إبتليت به ؟ ليس له طريق إلا من عندي . ( يفكر قليلا ) لقد وجدت الحل ، ليس أمامي غيره .( يخرج ورقة يكتب عليها - مكتوب من قبل - المتجر للتقبيل ، ثم يعلقها على ناصية دكانه )
حسين :( يدخل ثم يقرأ الإعلان تهجيا ) المتجر للتقبيل - يضحك - من أجل إخينا أحمد نفعل ذلك ولا نبالي ( يقترب من المتجر فيقبله .
أحمد : حسين.. ماذا بك ؟
حسين : إكراما لك يا أحمد .
أحمد : تقبل الجدار يا حسين ؟ أي حماقة هذه .
حسين : تكتب للتقبيل ثم تلومني ، أينا أحمق يا هذا !؟

*** يخرج حسين متجها إلى السوق ..
احمد : سبحان الله لا يكاد يفقه ، يضع الأشياء في غير موضعها ، يفسر الأشيا بغير معانيها ، (يردد ) يافتاح يا عليم ......

*** ثم بعد برهة يدخل حسين من جهة السوق وهو يحمل خروفا بين يديه ذاهبا به الى البيت وقد بدا عليه التعب
احمد : ماذا بك؟ هل الخروف مريض؟.... هل به أذى؟ .... هل كسرت رجله؟
حسين : أعوذ بالله. مالك تتفاءل عليه بالشر ؟
احمد : اذا مالك تحمله بين يديك.
حسين : وهل تريد أن اضعه في جيبي . فيذوب ، فيتسخ الثوب ... أتظن أني أحمق !!!؟
احمد : لا... ولكن مثل هذا، الناس يربطونه في حبل ويجرونه خلفهم ، أليس له أرجل أربع يسير عليها ؟ لم تعطلها ؟
حسين : إيه... لقد شاهدت من يفعل ذلك، فسخرت منه .. حسنا سأفعل ( يضع الخروف ويربطه بعمامته ويجره خلفه ) . هيا هيا لقد تأخرنا على الوالدة ، لا بد وأنها قلقه ، هيا .
*** ثم يخرج حسين متجها إلى داره و يعود وهو يسحب دجاجة ربطها بحبل من رجلها ليبيعا في السوق .
حسين : هيا أيتها الدجاجة المطيعه ، كي نبيعك في السوق القريبة ، فنشتري بثمنك علفا لأختك السمينة .
احمد : مالك يا حسين ؟! لقد عذبت هذه الدجاجة المسكينة. اتق الله.
حسين : وماذا أصنع بها ؟
احمد : أحملها .
حسين : تريد أن أحملها فتعذبني هي ؟! الناس يفعلون في الدواب هكذا. ألا تعقل أنت؟!!
احمد : حسنا انا أعتقها من هذا العذاب بكم تبيعها؟
حسين : ( - مخاطبا نفسه - أبيعها ؟ فكرة جيدة ، وصفقة رابحة ، وراحة من السوق ) نعم أبيعها ... بخمسة عشر ريالا.
احمد : حسنا . خذ ، واحد -إثنان - ثلاثة ، كم الساعة؟
حسين : اثنى عشر
احمد : ثلاثة عشر - أربعة عشر- خمسة عشر . قبضت الثمن ؟
حسين : نعم ( يعطيه الدجاجة ، يتقدم قليلا جهة الجمهور يعد المبلغ : واحد -إثنان - ثلاثة ... ) ستة أين الباقي ؟!! (بعد تفكير طويل ) لقد خدعني. ولكن سأنتقم منه ( ويعود له ثانية ) ايه يا احمد بكم تبيع هذه (ويشير الى سلعة من بضاعة أحمد )؟
احمد : بعشره
حسين : ( مخاطبا نفسه - ثمن بخس ...) خذ ، واحد -إثنان - ثلاثة -أربعة- خمسة - ستة . كم الساعة ؟
احمد : اثنتان .
حسين : 3-4-5-6- ( ببطء ) 7-8 -9 كم الساعة ؟
احمد : ثلاثة .
حسين : 4-5-6-7 ( ببطء شديد وهو يظن المبلغ لايكفي ) -8-9- ( انتهى ما بيده ويجد آخر في جيبه ) 10 ، هل قبضت الثمن .
أحمد : نعم .
حسين : ( يتقدم جة الجمهوروقد أخذ السلعة ويراجع نفسه ) لقد أخذ كل الذي معي عشرين ريالا؟ كيف حصل هذا؟
** من خلف الستار تسمع الأبيات التالية ملحنة من شخص واحد : ( أثناء ذلك تخفت الأنوار حتى تطفى ويغلق الستار على نهاية الأبيات)
اذا كنتَ في حاجةٍ مرسلاً
وإِن ناصحٌ منك يوماً دنــــا
وإن بابُ أَمـرٍ عليك الْتَوَى
وذو الحقِ لا تنقصن حَقَّـــهُ
ولا تذكر الدهر في مجــلـسٍ
ونُـصَّ الحديثَ إلى أّهلـــــه
ولا تَحْرِصَنَّ فَرُبَّ امرىٍْ
وكم من فتى سااقِطٍ عقْلُهُ
وربَّ امرىٍْ خِلْتَهُ مائقاً


فأَرسلْ حكيماً ولا تُوصهِ
فلا تَنــأَ عنـه ولا تُقْــصِهِ
فشاوِرْ لبيبـــاً ولا تَعْصِـهِ
فإِنَّ القطيعةَ في نقصِـــــهِ
حديثاً إذا أَنت لم تُحْصِـهِ
فإِن الوثيقةَ في نَصِّـــــــهِ
حريصٍ مضاعٍ على حرصِه
وقد يعجب الناس من شخصه
ويأتيك بالأَمرِ مِن فَصِّــــــــهِ

 
أعلى أسفل