- إنضم
- 15 سبتمبر 2010
- المشاركات
- 45,313
- الأوسمة
- 5
- العمر
- 38
- الإقامة
- تلمسان
- هواياتك
-
كرة القدم، الشطرنج، كتابة الخواطر، المطالعة
- وظيفتك
-
موظف بقطاع التجارة
- شعارك
-
كن جميلا ترى الوجود جميلا
المشهد الأول
[يفتح الستار على محمد وهو جالس يذاكر . ثم يدخل عليه والده وهو رجل كبير في السن ]
أبو محمد : لا إله إلا الله . يا الله عفوك وارضاك . "ثم يلتفت ويرى ولده محمد وهو جالس يذاكر ثم يتجه إليه ويقول ] محمد أنت هنيه .
محمد : "يقوم" إيوه يابويه بغيت شيء .
أبو محمد : وبا . أنت هنيه ما سرحت الغنم .
محمد : والله يا بويه أنا عندي اختبار بكره وبذاكر .
أبو محمد : نعم . نعم ما شاء الله تبارك تبي تضيع غنمنا ومصالحنا عشان ها الدراسة . لا بارك الله فيها ولا في ساعتها . وش ها الرجال اللي بيذاكر وينجح تحسب إنك تبى تاخذ الكايه .
محمد : إن شاء الله يا بويه آخذ الكفاءة والثانوية بعد .
أبو محمد : أقول خل عنك ها الخرابيط وإلحق الغنم .
محمد : والاختبار
أبو محمد : أقول خذ اكتابك معك وذاكر عند الغنم .
ولكن انتبه …. الغنم لا تظيها ثم أضيع بوهتك . والا تخليها تطب في الحمى ثم أكسر رجلك .
محمد : أمرك يا بويه حاضر . " ثم يأخذ كتابه ويهم بالخروج إلا أن والده يناديه "
أبو محمد : اسمع يا ولدي يا محمد .
محمد : هاه يا بويه .
أبو محمد : حنا الاله معزومين على العشا عند عمك أبو شليويح .
محمد : طيب يا بويه .
أبو محمد : لا أوصيك يا ولدي يا محمد .
محمد : على أيش .
أبو محمد : لا رحنا عند عمك أبو شليويح وأنا ابوك .
في هذه الأثناء يقاطعه محمد ويقول :
محمد : عارف اللي تبى تقوله يا بوي .
أبو محمد : ويش اللي عارفه يا محمد .
محمد : يخرج منه ورقه ويقرأ منها :
أولاً : أول ما أدخل أقعد في آخر المجلس .
ثانياً : إذا جلست أجلس متربع ولا أتكي أبدا .
ثالثاً : ما أشرب قهوة ولا شاهي . وإذا شربت ما أدجها وإذا دجتها تدج دمي .
رابعاً: إذا دخل المجلس رجال كبير أقوم عنه .
خامساً: ما أهرج ولا أضحك طول الجلسة وإذا هرجت وإلا ضحكت تهد فمي .
سادساً: ما أخرج أبداً حتى لو للحمام .
سابعاً: إذا قلطوا للعشا يقوم الكبار في الأول . والصغار ما يقومون إلا في الأخير .
ثامناً : إذا قلطت على الصحن آكل بأدب ولا أهرج على الأكل .
تاسعاً : أغسل بسرعه وبعدين أعود لمكاني بسرعة .
عاشراً : أقعد وعيني في عنك ولا أرمش . لين نسري .
أبو محمد : ابعدي ولدي . ذيبان . بس اسمع .
محمد : هاه .
أبو محمد : هذي اتفاقية بيني وبينك لو تخالف حتى لو شرط واحد يا ويلك ويا سواد ليلك .
محمد : لا توصي . ولدك ذيب . " ثم يخرج محمد "
يتقدم أبو محمد للجمهور ويقول
أبو محمد : علموا ورعانكم الأدب . ولا تدلعونهم زي ورعان هذي الأيام .
[ ثم يغلق الستار ]
المشهد الثاني
[ يفتح الستار على عبد الله وهو جالس ثم يطرق الباب ]
عبد الله : من ؟ إدخل .
[ يدخل محمد ومعه اثنين من أولاده الصغار مع أحدهم كرة والآخر معه مسدس رش ]
محمد : السلام عليكم ورحمة الله وبركاته .
عبد الله : وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته . تفضل اجلس .
[يجلسون ]
عبد الله : حيى الله محمد . ويش أخبارك عساك بخير .
محمد : الله يبقيك .
عبد الله : ما شاء الله هذولا اعيالك .
محمد : ايه .هذه زياد عمره 10 سنوات . وهذه رامي عمره 7 سنوات .
عبد الله : ما شاء الله تبارك الله . الله يحفظهم .
محمد : الله يخليك .
عبد الله : يتجه إلى زياد ويسأله " تدرس"
زياد : إيه
عبد الله : سنه كم ؟
زياد : طالع رابع .
عبد الله : ما شاء الله . طيب ويش تتمنى تصر في المستقبل .
زياد : انت وش دخل أبوك . أتخرج وإلا ما أتخرج .
محمد : شايف شقاوة العيال يا عبد الله . يا حليلهم .
عبد الله : الله يهديهم ويصلحهم .
رامي : يدخل ويقول " وانت وش الل حشرك . يهدينا ما يهدينا هذا ما هو من اختصاصك .
محمد: شايف شقاوة العيال يا عبد الله . يا حليلهم .
عبد الله : الله يهديهم الله يصلحهم .
يقوم رامي ويرش أخوه زياد بالماء من مسدس الرش . ويتناثر الماء ويرش على أبوه وعلى عبد الله .
ثم يقوم زياد بمحاولة ضرب أخيه بالكرة . ولكنه يختبي خلف عبد الله ويقوم زياد بركل الكرة تجاه عبد الله فتأتي في فناجيل الشاهي فتصدر شيئا من الضوضاء . ويتناثر زجاج الأكواب . ويتدفق الشاهي على الفرش .
عندها يقوم عبد الله بمسك رامي ومحمد يقوم بمسك زياد . فتدور بينهما "زياد ورامي " مشادة كلامية .
محمد : بس . بس فضحتونا . روحوا انقلعوا . روحوا العبوا برى عساكم العمى .
"يخرج الأولاد . ثم يقوم محمد وعبد الله بترتيب البيت . ثم يدور بينهما هذا الحوار "
محمد : أنا آسف يا بو عابد .
عبد الله : على أيش
محمد : على اللي صار .
عبد الله : يا رجال ما صار إلا الخير .لكن يا بو زياد ودي أنصحك نصيحة .
محمد : تفضل . تراك مثل أخوي .
عبد الله : انت مثل ما تقول إنك زعلان على الشيء اللي صار . صح وإلا لا .
محمد : صح .
عبد الله : طيب . تعرف وش سبب اللي صار .
محمد : عارف إنه الدلع . لكن ويش أسوي .
عبد الله :شوف المفروض إنك تعلمهم الأدب والاحترام .
محمد : شوف بصراحة أنا معطيعهم حريتهم . في كل شيء . ما أبغى أعقدهم مثل أبويه يوم عقدني .
عبد الله : يعني إن تربية أبوك كانت تعقيد .
محمد : نعم . أيويه كان معقدنا . أبويه زرع في قلبي الخوف والجبن .
عبد الله : كيف ؟؟
محمد : كان إذا دخل البيت ما حد يتحرك ما حد يتكلم ما حد يضحك ما حد يلعب . كان يقول إذا رحنا عند ناس ممنوع الكلام . ممنوع الضحك . دائماً يقول اللي يدج القهوة وإلا الشاهي أدج دمه . وكنت عند الناس إذا أخذت فنجان الشاهي أو القهوة من شدة حرصي وخوفي من أبويه ومن نظراته لي وهو جالس أدج الفنجان غصب عني وبعدها آكل علقه إنما إيه . لدرجة إني كرهت الشاهي والقهوة . كان كل شيء عنده ممنوع . ممنوع
ووعند الرجوع للبيت تسكب العبرات . ولا تقال العثرات وأربع أربع تسيل الدموع .
عبد الله : طيب كيف زرع فيكم الخوف ؟
محمد : الآن يا بو عابد الواحد مننا ما يعرف يتكلم كلمتين على بعض . إذا جا يتكلم عند ناس حمر وجهه وقام يلخبط في الكلام . ويكلج . كل هذه بسبب سوء التربية .عشان كذا أنا أبغى أولادي يحسون بالحرية ما أبغى أعقدهم وهم صغار . ما أبغاهم يعيشون حالة الخوف والرعب التي عشناها وحنا صغار .
عبد الله : أنا ما أقول لك يا بو زياد عقدهم . زي من أول . ولا أقول لك اترك لهم الحبل على الغارب وأعطهم حريتهم زي ما تقول بدون رادع .
محمد : أجل كيف تباني أسوي ؟
عبد الله : علمهم : كيف يحترمون أبوهم وأمهم . علمهم كيف يتكلمون بأدب مع الكبار والصغار . علمهم كيف يحترمون الكبير . علمهم آداب الزيارة . علمهم آداب الأكل . علمهم الصلاة . علمهم أمور دينهم .
محمد : هذي الأشياء يعرفونها إن شاء الله إذا كبروا .
عبد الله : الطفل وهو صغير تقدر تشكله على كيفك . تقدر توجهه وتعلمه . وهو في سن الطفولة يتقبل منك لأنك والده . لكن إذا كبر فإنه من الصعوبة تغيير الأشياء التي قد رسخت في ذهنه . ويكون غير متقبل منك أو من غير . يا بو حميد الولد وهو صغير يشبه العود وهو لين طري تقدر تعدله على كيفك . لكن العود إذا قسي وخشب فإن أي محاولة لتعديل قد تؤدي إلا كسره
[المشهد الثالث]
[ يفتح الستار ويكون زياد مستلقي على ظهره وأمامه تلفزيون وهو يشاهد مباراة في كرة القدم . ثم يدخل أبوه وهو ينادي عليه وهو لا يرد ]
محمد : زياد . يا زياد . " بعد أن يدخل الأب " أنت هنا وأنا أنادي عليك . ايش فيك ما تسمع .
زياد : " يكلم أبوه وهو مستلقي على ظهره " نعم إيش تبغى .
محمد : هيا وأنا بوك نبا نروح للماقفه نشتري غنم .
زياد : خير ويش عندك الليلة .
محمد : عمك عبد الله يبا يجينا الليلة . وبروح أشتري خيال للعشا .وأباك تروح معي
زياد : أنا والله ماني فاضي .
محمد : ليه ويش عندك .
زياد : بتفرج على المباراة . وبعدين أنا الليلة عندي طلعة مع زملائي يمكن ما أحضر العشا .
محمد : وأنا بوك يبى يجينا ضيفان ولازم تكون موجود .وبعدين زملاك اعتذر منهم . وبعد العشا رح إلهم .
زياد : أنت فيك الخير والبركة . وزملائي أنا أوعدتهم ولا يمكن أتأخر عنهم .
محمد : ومتى تبى تجي إن شاء الله .
زياد : تعشوا وأرقدوا وما علاكم مني . متى ما أجي أجي .
محمد : اله يهديك يا ولدي . زملاك هذولي يبون يضيعونك .
زياد : " يرد بغضب " هذولي زملايه وما حد له دخل أروح مع من أروح . أنا كبرت وما حد له دخل فيه .
محمد : الله يهديك يا ولدي .هيا أنا بروح تبا شيء .
زياد : بيش تبى تروح .
محمد : بروح بالسيارة .
زياد : السيارة أنا أباها . بروح فيها لزملاته .
محمد : وبيش تباني أروح .
زياد : خذلك دباب وإلا تصرف . المهم أنا أبا السيارة . اسمع .
محمد : خير .
زياد : وأنت جاي لا تنسى تجيب لي معك دخان . أنا دخاني غلق .
محمد : الله يهديك يا ولدي . الله يهديك ." ثم يخرج "
بعد قليل يقوم زياد ويقول :
زياد : الله أنا تأخرت على الربع لازم أروح ذحين ." ثم يخرج "
يعود الأب وهو ينادي على زياد . ولكنه حين يدخل لا يجد أحد . ثم يقول :
محمد : الله يهديكم يا عيالي . ليه تسوون فيه كذا وأنا ما قصرت معكم .
"في هذه الأثناء يطرق الباب ."
محمد : من ؟ تفضل .
عبد الله : السلام عليكم ورحمة الله وبركاته .
محمد : وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته . حيى الله عبد الله .
عبد الله : الله يبقيك . بشرني أنت كيف حالك ؟
محمد : الحمد لله . عن إذنك بروح أجيب القهوة . " ثم يقوم ويعود ومه القهوة ويصب لعبد الله فنجان قهوة محمد : سم .
عبد الله : إسلم .
عبد الله : ألا بشرني عن عيالك . زياد ورامي ويش أخبارهم .
محمد : ايـــــــــه . يا عبد الله . خلها على الله .
عبد الله : خير . العيال ويش فيهم .
محمد :ليتني سمعت كلامك . يوم تقول لي الورع إذا كبر ما عاد يسمع الكلام .
عبد الله : ليه ويش اللي صار .
" يقوم محمد . ثم يقوم عبد الله "
محمد : الورعان هذولي أتعبوني يا خوي يا بو عابد . جننوني .
عبد الله : عسى خير يا بو زياد .
محمد : والله يا بو عابد ما عاد ينفعوني بنفعة . ولا يردون علي إلا بأخس الكلام .
عبد الله : كل الإثنين .
محمد : كل الاثنين . زياد ما عاد نشوفه في البيت إلا نادر .
عبد الله . ودراسته ؟
محمد : أي دراسة . الدراسة تركها له اسنتين .
عبد الله : وين يروح ؟
محمد : كل ما نشدته . قال مع زملايه .
عبد الله : وزملاه هذولي تعرفهم . صاحين وإلا مجنن . عاقلين وإلا داشرين ؟؟؟؟
محمد : والله يا بو عابد ما أعلم عنهم . لكن كل ما نشدته قال مع ازملايه .
عبد الله : ورامي ؟
محمد : عسا ما رامي . مغار قدام الدش أربعه وعشرين ساعة . ما يفيدنا بفايدة .
عبد الله : وجايب لهم دش بعد ؟
محمد : ما خليت عنهم شيء . جبت لهم الدش . لبيت لهم كل طلباتهم . أعطيهم مصروف ما يعطيه أحد لورعانه . لكن المصلح الله وأنا خوك .
عبد الله : يا نصحتك يا بو زياد . وقلت لك علم ورعانك الأدب وهم صغار . الورعان بيضيعون وأنا خوك . كنت تزعل علي وتقول الورعان يبون يكبرون ويعرفون مصلحتهم . وأنت كما شفت بنفسك .ما ربيت عيالك وهم صغار ولا عرفوا الأدب بعد ما صارور كبار .
محمد : أي والله إنك صادق يا خوي يا عبد الله .
" ثم يتجه للجمهور وقول"
محمد : يا جماعة الخير علموا اعيالكم الأدب وهم إصغار ولا تسوون مثلي . دلعتهم وهم صغار وضاعوا بعدين وهم كبار . علموهم أمور دينهم . علموهم الأدب علموهم كيف يحترمون الكبير. وانتبهوا لا تدلعونهم وبرضه لا تشدون عليهم . وخير الأمور الوسط . والسلام عليكم .
يوم الأحد
7/4/1421هـ
[يفتح الستار على محمد وهو جالس يذاكر . ثم يدخل عليه والده وهو رجل كبير في السن ]
أبو محمد : لا إله إلا الله . يا الله عفوك وارضاك . "ثم يلتفت ويرى ولده محمد وهو جالس يذاكر ثم يتجه إليه ويقول ] محمد أنت هنيه .
محمد : "يقوم" إيوه يابويه بغيت شيء .
أبو محمد : وبا . أنت هنيه ما سرحت الغنم .
محمد : والله يا بويه أنا عندي اختبار بكره وبذاكر .
أبو محمد : نعم . نعم ما شاء الله تبارك تبي تضيع غنمنا ومصالحنا عشان ها الدراسة . لا بارك الله فيها ولا في ساعتها . وش ها الرجال اللي بيذاكر وينجح تحسب إنك تبى تاخذ الكايه .
محمد : إن شاء الله يا بويه آخذ الكفاءة والثانوية بعد .
أبو محمد : أقول خل عنك ها الخرابيط وإلحق الغنم .
محمد : والاختبار
أبو محمد : أقول خذ اكتابك معك وذاكر عند الغنم .
ولكن انتبه …. الغنم لا تظيها ثم أضيع بوهتك . والا تخليها تطب في الحمى ثم أكسر رجلك .
محمد : أمرك يا بويه حاضر . " ثم يأخذ كتابه ويهم بالخروج إلا أن والده يناديه "
أبو محمد : اسمع يا ولدي يا محمد .
محمد : هاه يا بويه .
أبو محمد : حنا الاله معزومين على العشا عند عمك أبو شليويح .
محمد : طيب يا بويه .
أبو محمد : لا أوصيك يا ولدي يا محمد .
محمد : على أيش .
أبو محمد : لا رحنا عند عمك أبو شليويح وأنا ابوك .
في هذه الأثناء يقاطعه محمد ويقول :
محمد : عارف اللي تبى تقوله يا بوي .
أبو محمد : ويش اللي عارفه يا محمد .
محمد : يخرج منه ورقه ويقرأ منها :
أولاً : أول ما أدخل أقعد في آخر المجلس .
ثانياً : إذا جلست أجلس متربع ولا أتكي أبدا .
ثالثاً : ما أشرب قهوة ولا شاهي . وإذا شربت ما أدجها وإذا دجتها تدج دمي .
رابعاً: إذا دخل المجلس رجال كبير أقوم عنه .
خامساً: ما أهرج ولا أضحك طول الجلسة وإذا هرجت وإلا ضحكت تهد فمي .
سادساً: ما أخرج أبداً حتى لو للحمام .
سابعاً: إذا قلطوا للعشا يقوم الكبار في الأول . والصغار ما يقومون إلا في الأخير .
ثامناً : إذا قلطت على الصحن آكل بأدب ولا أهرج على الأكل .
تاسعاً : أغسل بسرعه وبعدين أعود لمكاني بسرعة .
عاشراً : أقعد وعيني في عنك ولا أرمش . لين نسري .
أبو محمد : ابعدي ولدي . ذيبان . بس اسمع .
محمد : هاه .
أبو محمد : هذي اتفاقية بيني وبينك لو تخالف حتى لو شرط واحد يا ويلك ويا سواد ليلك .
محمد : لا توصي . ولدك ذيب . " ثم يخرج محمد "
يتقدم أبو محمد للجمهور ويقول
أبو محمد : علموا ورعانكم الأدب . ولا تدلعونهم زي ورعان هذي الأيام .
[ ثم يغلق الستار ]
المشهد الثاني
[ يفتح الستار على عبد الله وهو جالس ثم يطرق الباب ]
عبد الله : من ؟ إدخل .
[ يدخل محمد ومعه اثنين من أولاده الصغار مع أحدهم كرة والآخر معه مسدس رش ]
محمد : السلام عليكم ورحمة الله وبركاته .
عبد الله : وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته . تفضل اجلس .
[يجلسون ]
عبد الله : حيى الله محمد . ويش أخبارك عساك بخير .
محمد : الله يبقيك .
عبد الله : ما شاء الله هذولا اعيالك .
محمد : ايه .هذه زياد عمره 10 سنوات . وهذه رامي عمره 7 سنوات .
عبد الله : ما شاء الله تبارك الله . الله يحفظهم .
محمد : الله يخليك .
عبد الله : يتجه إلى زياد ويسأله " تدرس"
زياد : إيه
عبد الله : سنه كم ؟
زياد : طالع رابع .
عبد الله : ما شاء الله . طيب ويش تتمنى تصر في المستقبل .
زياد : انت وش دخل أبوك . أتخرج وإلا ما أتخرج .
محمد : شايف شقاوة العيال يا عبد الله . يا حليلهم .
عبد الله : الله يهديهم ويصلحهم .
رامي : يدخل ويقول " وانت وش الل حشرك . يهدينا ما يهدينا هذا ما هو من اختصاصك .
محمد: شايف شقاوة العيال يا عبد الله . يا حليلهم .
عبد الله : الله يهديهم الله يصلحهم .
يقوم رامي ويرش أخوه زياد بالماء من مسدس الرش . ويتناثر الماء ويرش على أبوه وعلى عبد الله .
ثم يقوم زياد بمحاولة ضرب أخيه بالكرة . ولكنه يختبي خلف عبد الله ويقوم زياد بركل الكرة تجاه عبد الله فتأتي في فناجيل الشاهي فتصدر شيئا من الضوضاء . ويتناثر زجاج الأكواب . ويتدفق الشاهي على الفرش .
عندها يقوم عبد الله بمسك رامي ومحمد يقوم بمسك زياد . فتدور بينهما "زياد ورامي " مشادة كلامية .
محمد : بس . بس فضحتونا . روحوا انقلعوا . روحوا العبوا برى عساكم العمى .
"يخرج الأولاد . ثم يقوم محمد وعبد الله بترتيب البيت . ثم يدور بينهما هذا الحوار "
محمد : أنا آسف يا بو عابد .
عبد الله : على أيش
محمد : على اللي صار .
عبد الله : يا رجال ما صار إلا الخير .لكن يا بو زياد ودي أنصحك نصيحة .
محمد : تفضل . تراك مثل أخوي .
عبد الله : انت مثل ما تقول إنك زعلان على الشيء اللي صار . صح وإلا لا .
محمد : صح .
عبد الله : طيب . تعرف وش سبب اللي صار .
محمد : عارف إنه الدلع . لكن ويش أسوي .
عبد الله :شوف المفروض إنك تعلمهم الأدب والاحترام .
محمد : شوف بصراحة أنا معطيعهم حريتهم . في كل شيء . ما أبغى أعقدهم مثل أبويه يوم عقدني .
عبد الله : يعني إن تربية أبوك كانت تعقيد .
محمد : نعم . أيويه كان معقدنا . أبويه زرع في قلبي الخوف والجبن .
عبد الله : كيف ؟؟
محمد : كان إذا دخل البيت ما حد يتحرك ما حد يتكلم ما حد يضحك ما حد يلعب . كان يقول إذا رحنا عند ناس ممنوع الكلام . ممنوع الضحك . دائماً يقول اللي يدج القهوة وإلا الشاهي أدج دمه . وكنت عند الناس إذا أخذت فنجان الشاهي أو القهوة من شدة حرصي وخوفي من أبويه ومن نظراته لي وهو جالس أدج الفنجان غصب عني وبعدها آكل علقه إنما إيه . لدرجة إني كرهت الشاهي والقهوة . كان كل شيء عنده ممنوع . ممنوع
ووعند الرجوع للبيت تسكب العبرات . ولا تقال العثرات وأربع أربع تسيل الدموع .
عبد الله : طيب كيف زرع فيكم الخوف ؟
محمد : الآن يا بو عابد الواحد مننا ما يعرف يتكلم كلمتين على بعض . إذا جا يتكلم عند ناس حمر وجهه وقام يلخبط في الكلام . ويكلج . كل هذه بسبب سوء التربية .عشان كذا أنا أبغى أولادي يحسون بالحرية ما أبغى أعقدهم وهم صغار . ما أبغاهم يعيشون حالة الخوف والرعب التي عشناها وحنا صغار .
عبد الله : أنا ما أقول لك يا بو زياد عقدهم . زي من أول . ولا أقول لك اترك لهم الحبل على الغارب وأعطهم حريتهم زي ما تقول بدون رادع .
محمد : أجل كيف تباني أسوي ؟
عبد الله : علمهم : كيف يحترمون أبوهم وأمهم . علمهم كيف يتكلمون بأدب مع الكبار والصغار . علمهم كيف يحترمون الكبير . علمهم آداب الزيارة . علمهم آداب الأكل . علمهم الصلاة . علمهم أمور دينهم .
محمد : هذي الأشياء يعرفونها إن شاء الله إذا كبروا .
عبد الله : الطفل وهو صغير تقدر تشكله على كيفك . تقدر توجهه وتعلمه . وهو في سن الطفولة يتقبل منك لأنك والده . لكن إذا كبر فإنه من الصعوبة تغيير الأشياء التي قد رسخت في ذهنه . ويكون غير متقبل منك أو من غير . يا بو حميد الولد وهو صغير يشبه العود وهو لين طري تقدر تعدله على كيفك . لكن العود إذا قسي وخشب فإن أي محاولة لتعديل قد تؤدي إلا كسره
[المشهد الثالث]
[ يفتح الستار ويكون زياد مستلقي على ظهره وأمامه تلفزيون وهو يشاهد مباراة في كرة القدم . ثم يدخل أبوه وهو ينادي عليه وهو لا يرد ]
محمد : زياد . يا زياد . " بعد أن يدخل الأب " أنت هنا وأنا أنادي عليك . ايش فيك ما تسمع .
زياد : " يكلم أبوه وهو مستلقي على ظهره " نعم إيش تبغى .
محمد : هيا وأنا بوك نبا نروح للماقفه نشتري غنم .
زياد : خير ويش عندك الليلة .
محمد : عمك عبد الله يبا يجينا الليلة . وبروح أشتري خيال للعشا .وأباك تروح معي
زياد : أنا والله ماني فاضي .
محمد : ليه ويش عندك .
زياد : بتفرج على المباراة . وبعدين أنا الليلة عندي طلعة مع زملائي يمكن ما أحضر العشا .
محمد : وأنا بوك يبى يجينا ضيفان ولازم تكون موجود .وبعدين زملاك اعتذر منهم . وبعد العشا رح إلهم .
زياد : أنت فيك الخير والبركة . وزملائي أنا أوعدتهم ولا يمكن أتأخر عنهم .
محمد : ومتى تبى تجي إن شاء الله .
زياد : تعشوا وأرقدوا وما علاكم مني . متى ما أجي أجي .
محمد : اله يهديك يا ولدي . زملاك هذولي يبون يضيعونك .
زياد : " يرد بغضب " هذولي زملايه وما حد له دخل أروح مع من أروح . أنا كبرت وما حد له دخل فيه .
محمد : الله يهديك يا ولدي .هيا أنا بروح تبا شيء .
زياد : بيش تبى تروح .
محمد : بروح بالسيارة .
زياد : السيارة أنا أباها . بروح فيها لزملاته .
محمد : وبيش تباني أروح .
زياد : خذلك دباب وإلا تصرف . المهم أنا أبا السيارة . اسمع .
محمد : خير .
زياد : وأنت جاي لا تنسى تجيب لي معك دخان . أنا دخاني غلق .
محمد : الله يهديك يا ولدي . الله يهديك ." ثم يخرج "
بعد قليل يقوم زياد ويقول :
زياد : الله أنا تأخرت على الربع لازم أروح ذحين ." ثم يخرج "
يعود الأب وهو ينادي على زياد . ولكنه حين يدخل لا يجد أحد . ثم يقول :
محمد : الله يهديكم يا عيالي . ليه تسوون فيه كذا وأنا ما قصرت معكم .
"في هذه الأثناء يطرق الباب ."
محمد : من ؟ تفضل .
عبد الله : السلام عليكم ورحمة الله وبركاته .
محمد : وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته . حيى الله عبد الله .
عبد الله : الله يبقيك . بشرني أنت كيف حالك ؟
محمد : الحمد لله . عن إذنك بروح أجيب القهوة . " ثم يقوم ويعود ومه القهوة ويصب لعبد الله فنجان قهوة محمد : سم .
عبد الله : إسلم .
عبد الله : ألا بشرني عن عيالك . زياد ورامي ويش أخبارهم .
محمد : ايـــــــــه . يا عبد الله . خلها على الله .
عبد الله : خير . العيال ويش فيهم .
محمد :ليتني سمعت كلامك . يوم تقول لي الورع إذا كبر ما عاد يسمع الكلام .
عبد الله : ليه ويش اللي صار .
" يقوم محمد . ثم يقوم عبد الله "
محمد : الورعان هذولي أتعبوني يا خوي يا بو عابد . جننوني .
عبد الله : عسى خير يا بو زياد .
محمد : والله يا بو عابد ما عاد ينفعوني بنفعة . ولا يردون علي إلا بأخس الكلام .
عبد الله : كل الإثنين .
محمد : كل الاثنين . زياد ما عاد نشوفه في البيت إلا نادر .
عبد الله . ودراسته ؟
محمد : أي دراسة . الدراسة تركها له اسنتين .
عبد الله : وين يروح ؟
محمد : كل ما نشدته . قال مع زملايه .
عبد الله : وزملاه هذولي تعرفهم . صاحين وإلا مجنن . عاقلين وإلا داشرين ؟؟؟؟
محمد : والله يا بو عابد ما أعلم عنهم . لكن كل ما نشدته قال مع ازملايه .
عبد الله : ورامي ؟
محمد : عسا ما رامي . مغار قدام الدش أربعه وعشرين ساعة . ما يفيدنا بفايدة .
عبد الله : وجايب لهم دش بعد ؟
محمد : ما خليت عنهم شيء . جبت لهم الدش . لبيت لهم كل طلباتهم . أعطيهم مصروف ما يعطيه أحد لورعانه . لكن المصلح الله وأنا خوك .
عبد الله : يا نصحتك يا بو زياد . وقلت لك علم ورعانك الأدب وهم صغار . الورعان بيضيعون وأنا خوك . كنت تزعل علي وتقول الورعان يبون يكبرون ويعرفون مصلحتهم . وأنت كما شفت بنفسك .ما ربيت عيالك وهم صغار ولا عرفوا الأدب بعد ما صارور كبار .
محمد : أي والله إنك صادق يا خوي يا عبد الله .
" ثم يتجه للجمهور وقول"
محمد : يا جماعة الخير علموا اعيالكم الأدب وهم إصغار ولا تسوون مثلي . دلعتهم وهم صغار وضاعوا بعدين وهم كبار . علموهم أمور دينهم . علموهم الأدب علموهم كيف يحترمون الكبير. وانتبهوا لا تدلعونهم وبرضه لا تشدون عليهم . وخير الأمور الوسط . والسلام عليكم .
يوم الأحد
7/4/1421هـ