- إنضم
- 15 سبتمبر 2010
- المشاركات
- 45,313
- الأوسمة
- 5
- العمر
- 38
- الإقامة
- تلمسان
- هواياتك
-
كرة القدم، الشطرنج، كتابة الخواطر، المطالعة
- وظيفتك
-
موظف بقطاع التجارة
- شعارك
-
كن جميلا ترى الوجود جميلا
الـــــشــاب الـمـقطوع الـيد
كان في قديم الزمان تاجر يتردد فيتجارته على إحدى المدن، ويبيت في أحد الفنادق. ولما كان حديثه ممتعا، كانيجتمع حوله نزلاء الفندق وعماله، فيروي لهم من حكاياته الجميلة. وفي إحدىالليالي حكى لهم قصة غريبة حصلت معه. قال: أنا ابن تاجر مصري، ولما أصبحتشابا تسلمت العمل مكانه. ذات يوم جاءني شاب أنيق الثياب ومعه قليل منالسمسم، عرضه عليّ لأشتري منه، واتفقنا على السعر، واشتريت كل ما عندهبخمسة آلاف درهم. ولكنه لم يقبض الثمن، وغاب وعاد بعد شهر. فدعوته لتناولالغداء، فاعتذر لي ولم يأخذ الدراهم، وكرر هذا ثلاث مرات، وفي المرةالرابعة غاب سنة، ولما دعوته قبل دعوتي لتناول الطعام في بيتي.بدأ يتناول الطعام بيده الشمال، فدهشت لذلك وسألته عن السبب، فأراني يدهاليمنى فإذا هي مقطوعة الزند بلا كف. وسألته عن سبب قطعها فقال: لقد جئتبتجارة من بغداد إلى القاهرة، وقضيت في مصر أسابيع أستمتع بجمال مصروآثارها العريقة.. وكنت يوما عند أحد التجار، فدخلت عليه امرأة جميلة تشتريقطعة من القماش، فطلب التاجر الثمن سلفا فرفضت وخرجت فورا، فلحقتهاوأعطيتها الثمن على أن تحضره إلي في الأسبوع القادم، أو تقبله هدية. فأخذتالقماش وشكرتني، وانشغل بالي بالتفكير فيها طول الليل.
وفي اليوم المحدد أسرعت إلى حانوت التاجر، فأقبلت وسلمتني ثمن القماشودعتني لزيارتها في تلك الليلة. وسألت التاجر عنها فأخبرني أنها بنت أمير،مات وترك لها مالا وفيرا.
ولما ذهبت لزيارتها في قصرها، أدخلني الخادم قاعة فخمة ذات سبعة أبواب،فجلست أتطلع مبهورا، مرة في السقف المزين بالطلاء الذهبي، وطورا بالجدرانالمغطاة بأجمل اللوحات، وتارة أخرى بحوض محاط بأربع حيات وأربعة طيور منالذهب ينصب الماء من أفواهها.
جاءت الصبية الجميلة ودعتني إلى العشاء، وتحادثنا، وفي نهاية السهرةاعترفنا بحبنا واتفقنا على الزواج.
فطلبت القاضي والشهود وقالت: اشهدوا أن مهري خمسون دينارا كل يوم، فوافقت،وتم الزواج. وكنت أعطيها كل يوم خمسين ديناراً ، حتى فقدت كل ما أملك ولميعد معي ما أدفعه لها.
وبينما كنت أمشي في السوق أفكر في الأمر، زين لي الشيطان أن أسرق جنديا مربجانبي وكان معه كيس مليء بالذهب، فضربني الجندي على رأسي فوقفت وتجمعالناس ليعرفوا الخبر. وصادف مرور الوالي، فأخبروه أني لص، ولما فتشني وجدالكيس في جيبي، فقادني إلى مقره وأمر بقطع يدي. حاولت الاعتذار ووعدتبالتوبة ولكنه لم يسامحني، وقطعت يدي. وعدت إلى البيت بعد لفها، ولم أبحبالسر لزوجتي. لكنها عرفت أن يدي مقطوعة وسألتني عن السبب، فأخبرتها أنيسرقت الجندي بسببها. فأخذتني إلى خزانة فتحتها فوجدت فيها المال الذيأعطيته لها، وأعطتني ورقة مؤرخة في اليوم الثاني لزواجنا وفيها وهبتني كلما تملك من مال وعقار. وبكت لأنها عرفت أني بذلت يدي في محبتها.. ومن شدةحزنها مرضت ولم ينجح الأطباء في شفائها، وماتت بعد فترة..
ثم دعاني الشاب إلى مرافقته في تجارة كبيرة إلى بلاده، فأتيت معه، وعاودهالحزن واشتد عليه الألم والمرض، ومات.
وبقيت هنا لأكون قريبا من قبره أزوره كل يوم وأضع على قبره باقة من الزهور.