- إنضم
- 15 سبتمبر 2010
- المشاركات
- 45,376
- العمر
- 40
- الإقامة
- تلمسان
- هواياتك
-
كرة القدم، الشطرنج، كتابة الخواطر، المطالعة
- وظيفتك
-
موظف بقطاع التجارة
- شعارك
-
كن جميلا ترى الوجود جميلا
الـــثــوب الــمــغـــامـــر
في واجهة محل يبيع الملابس، عرضثوب من قماش رقيق وألوان زاهية. وقفت ليلى أمام الثوب وقالت لوالدها: أريدهذا الثوب للعيد، فاشتراه لها. ورجعت ليلى إلى البيت فرحة بثوبها الجديد. وضعت ليلى الثوب مع أثوابها الأخرى في خزانة الملابس، وقالت لنفسها: الثوبالجديد أجمل من الأثواب جميعا، سأرتديه صباح يوم العيد، وأكون أجمل بنت فيالحي. نامت وهي تحلم بأنها تدور به، وتطير في الهواء. أما الثوب الجديد، فقد كان يفكر في تلك الفتاة الأخرى التي وقفت أمامه قبلأن تشتريه ليلى. لقد تطلعت إليه تلك الفتاة طويلا، وبدا عليها أنها أحبتهكثيراً، لكنها لم تكن تملك نقوداً لشرائه.
فكر الثوب في الفتاة الفقيرة، وأحس بحزن شديد من أجلها.
قال الثوب لنفسه: إن خزانة ليلى مملوءة بالملابس، أما الفتاة الأخرى فقدوقفت أمامي وهي تلبس ثوبا قديما، ولا شك في أنها لا تملك غيره. يجب أنأغادر هذا المكان، وأن أذهب إلى الفتاة الأخرى قبل أن يأتي العيد. لقدرأيتها واقفة أمام منزلها وحيدة حزينة عندما كانت ليلى تحملني إلى هنا.
انتظر الثوب حتى نامت ليلى وكل من في البيت، وخرج من الخزانة ليسير بحذر فيالظلام، حتى وصل إلى بيت الفتاة الأخرى. هناك وجد الباب مفتوحا، فدخل بسرعةوأغلقه من خلفه.
كانت الفتاة نائمة عندما داعب الثوب وجهها بقماشه الحريري الرقيق.
استيقظت الفتاة سريعاَ وهي لا تصدق ما تراه. وحين لمست بيدها الثوب، قفزتمن سريرها. احتضنته وقبلته وقالت: " الحمد لله! في صباح العيد سيكون عنديالثوب الجميل لأرتديه مثل باقي البنات".
في صباح العيد، خرجت الفتاة إلى الشارع سعيدة بثوبها الجديد, لعبت كثيرا معصديقاتها ودارت بالثوب وكأنها تطير به في الهواء.
أما ليلى فقد بحثت عن الثوب، وعندما لم تجده قالت: " الحمد لله! عندي أثوابأخرى!". وارتدت للعيد ثوبا آخر.
وفي مساء العيد كان الثوب وحيداً يحدث نفسه: " لكن ماذا يفعل الأطفال الذينلا يملكون أثوابا جديدة للعيد، والذين لم يذهب إليهم في الليل ثوب مغامرمثلي؟".