قصة سر الثوب الاسود

الافق الجميل

تاج المنتدى
الإدارة
إنضم
15 سبتمبر 2010
المشاركات
45,376
العمر
40
الإقامة
تلمسان
هواياتك
كرة القدم، الشطرنج، كتابة الخواطر، المطالعة
وظيفتك
موظف بقطاع التجارة
شعارك
كن جميلا ترى الوجود جميلا
ســـرّ الـثــوب الأَســـوَد
كان في قديم الزّمان، في أحد بلاد آسيا حاكمٌ عظيم الشأن، وكان له ولد وحيد اسمه إبراهيم.
عندما تقدّم الحاكم في السّن استدعى ولده الوحيد، وقال له: "لقد كبرتُ يا ولدي وصرتُ هرمًا، ولن أستطيع الإستمرار في الحُكم. لذا يجب أن تستعدّ لتتسلّم الحكم قريبًا". وتابع الأب كلامه: "وعليك قبل ذلك أن تتزوّج، وتصبح رب عائلةٍ... وأنصحك بالبحث عن فتاةٍ عاقلةٍ ذكيةٍ تصلح لأن تشاركك مسوؤليات الحياة والحكم".
اقتنع الأمير إبراهيم بكلام والده، فامتطى حصانه، وسار يبحث عن فتاةٍ تصلح أن تكون زوجةً له. وفي طريقه صادف كثيرًا من الفتيات الجميلات، ولكنّه لم يعجب بأيّة واحدةٍ منهنّ. وتابع طريقه. وإذا به يرى، ذات يومٍ، فتاةً مزارعةً تقطف ثمار التّفاح من أحد البساتين. فأعجبه وجهها الجميل الحزين.
نزل الأمير عن حصانه، واتّجه نحو الفلاّحة الجميلة الحزينة وسألها: "مَن أنتِ؟"
فأجابت: أنا مُزارعة أهتمّ بهذا البستان، وأقطف ثماره، وأنتَ ماذا تعمل ؟". فأجابها: "أنا أبحث عن فتاةٍ أتزوّجها... هل تقبلين الزّواج مني؟"
احمرّت وجنتا الفتاة، وصمَتَت لحظةً. ولكنّها استعادت رباطة جأشها وقالت: "حسنا... ولكن ألا تستطيع أن تصنع شيئًا ما بيديك؟" أجابها الأمير: "أنا لم أفكّر بهذا الأمر من قبل".
استغربت الفتاة كلام الأمير وقالت له: "أنا لا أتزوّج رجلاً ليست له مهنة، أو عمل مُعيّن". فكّر الأمير في كلام الفتاة مليّاً، وامتطى حصانه بسرعةٍ وعاد إلى قصر أبيه ليخبره بما جرى معه، مُبديًا إعجابه بالفتاة المزارعة لأنّها ذكية وعاقلة وتصلح لأن تشاركه حياته العائلية والسّياسية. وقال لأبيه: "أريد أن أتعلّم مهنةً نافعةً لكي أنال إعجابها فتوافق على الزّواج منّي..".
فما كان من الوالد العجوز إلاّ أن أحضر لإبنه أعظم نسّاجٍ للثياب في البلدة ليعلّمه هذه الحِرفة. واستطاع الأمير خلال مدةٍ قصيرةٍ أن يتعلّم هذه المهنة، وأن يصنع ثوبًا جميلاً أخضر.
أخذ الأمير الثّوب الجميل وسار قاصدًا الفتاة ليثبت لها أنّه تعلّم مهنةً تجعله زوجًا مناسبًا. وكان الثوب مُتقَن الصّنع، فأعجب الفتاة ووافقت على الزّواج من الأمير. وعادا معًا إلى القصر لإتمام مراسيم الزّفاف.
بعد الزواج، طلبت الفتاة إلى الأمير أن يتعرّف بمشاكل الناس وأن يسعى لحلّها، فوافقها. وارتدى ثيابًا تدلّ على أنه نسّاج، وسار وسط الناس، لكنّه وقع في يد عصابةٍ من قطّاع الطرق، ولمّا عرفوا أنه ابن حاكم البلاد طمعوا في أمواله، وأصرّوا على ألا يتركوه حتى يعطيهم ما يطمعون به..
طلب إليهم إبراهيم أن يعطوه فرصةً لصناعة ثوبٍ يبيعه للأميرة وهي تعطيهم ما يشاؤون من الأموال. واستطاع الأمير أن ينتهي من صناعة الثوب خلال مدةٍ قصيرةٍ.
أخذ زعيم العصابة الثوب وسار به إلى قصر الأمير وسلّمه إلى الزّوجة، فأدركت أنّ الثوب من صُنع زوجها، وأن اللّون الأسود يدلّ على أنّه في خطرٍ. فتسلّمت الثوب وأعطت زعيم العصابة كيسًا من المال، وأمرت الجنود أن يلحقوا به ويستدلّوا على مكان وجود الأمير. وبالفعل، استطاع الجنود أن يقبضوا على زعيم العصابة وأعوانه.
وهكذا خرج الأمير من سجنه وعاد إلى القصر، فاستقبلته زوجته الذّكية بالترحاب والحفاوة.
ازداد إعجاب الأمير بزوجته، وعاش الزوجان حياةً ملؤها السّعادة والهناء، وأنجبا بنات وبنين.
 

الاموره مهره

عضو مجتهد
إنضم
23 مارس 2017
المشاركات
209
موضوع جميل جدا الله يعطيك العافية انها قصص جميلة جدا وممتعة جدا حيث ان قصص اطفال يحب ان يستمع اليها الاطفال والكبار ايضا حيث ان بها العديد من الحكم مثل هذه القصة الجميلة
سيّدة عاشت مع ابنها الوحيد


في سعادة ورضا حتّى جاء الموت


واختطف روح الابن


حزنت السيدة حزنا شديدًا لموت ولدها.


ذهبت من فرط حزنها إلى حكيم القرية


وطلبت منه أن يخبرها الوصفة الضرورية


لاستعادة ابنها إلى الحياة


مهما كانت أو صعبت تلك الوصفة


أخذ الشّيخ الحكيم نفسًا عميقًا ـ وهو يعلم استحالة طلبهاـ ثمّ قال: أنت تطلبين وصفة؟


حسنًا. أحضري لي حبّة خردل واحدة


بشرط أن تكون من بيت لم يعرف الحزن مطلقًا!


وبكل همة أخذت السيدة


تدور على بيوت القرية كلها وتبحث عن هدفها


حبة خردل من بيت لم يعرف الحزن مطلقًا


طرقت السيدة بابًا ففتحت لها امرأة شابة


فسألتها السيدة هل عرف هذا البيت حزنًا من قبل؟


ابتسمت المرأة في مرارة وأجابت:


وهل عرف بيتي هذا إلأ كل حزن؟


وأخذت تحكي للسيدة أن زوجها توفي منذ سنة، وترك لها أربعة من البنات والبنين


ولإعالتهم قمت ببيع أثاث الدار


الذي لم يتبق منه إلا القليل


تأثرت السيدة جدًا وحاولت أن تخفف عنها


وقبل الغروب دخلت السيدة بيتًا آخر


ولها نفس المطلب


وعلمت من سيدة الدار أن زوجها مريض جدًا،


وليس عندها طعام كاف لأطفالها منذ فترة.


ذهبت السيدة إلى السوق، واشترت بكل ما معها من نقود طعام وبقول ودقيق وزيت


ورجعت إلى سيدة الدار


وساعدتها في طبخ وجبة سريعة للأولاد


واشتركت معها في إطعامهم ثم ودعتها


وفي الصباح أخذت السيدة تطوف من بيت إلى بيت تبحث عن حبة الخردل وطال بحثها لكنها للأسف لم تجد ذلك البيت الذي لم يعرف الحزن مطلقًا، لكي تأخذ من أهله حبة الخردل.


وبمرورالأيام


أصبحت السيدة صديقة لكل بيت في القرية،


نسيت تمامًا أنها كانت تبحث في الأصل


على حبة خردل من بيت لم يعرف الحزن.


ذابت في مشاكل ومشاعر الآخرين


ولم تدرك قط إن حكيم القرية


قد منحها أفضل وصفة للقضاء على الحزن.


لست وحدك.


إذا كنت حزينا ومهموما، ومهما أصابك فتذكر أن غيرك قد يكون في وضع أسوأ بكثير.


وصفة الحكيم ليست مجرد وصفة اجتماعية لخلق جو من الألفة والاندماج بين الناس.


إنما هي دعوة لكي يخرج كل واحد


من عالمه الخاص ليحاول أن يهب لمن حوله بعض المشاركة. التي تزيد من البهجة في وقت الفرح والتعازي في وقت الحزن.


جَهلَت عيونُ الناسِ ما في داخلي. . فوجدتُ ربّي بالفؤادِ بصيرا


يا أيّها الحزنُ المسافرُ في دمي. . دعني، فقلبي لن يكون أسيرا


ربّي معي، فمَن الذي أخشى إذن. . مادام ربّي يُحسِنُ التدبيرا


وهو الذي قد قال في قرآنه. . وكفى بربّك هاديًا ونصيرا.


قال صالح الدمشقي لابنه:


يا بني، إذا مرَّ بك يوم وليلة قد سلم فيهما دينك، وجسمك، ومالك، وعيالك فأكثِر الشكر للَّه تعالى


فكم من مسلوب دينه، ومنزوع مُلكه، ومهتوك ستره، ومقصوم ظهره في ذلك اليوم، وأنت في عافية.



 
أعلى أسفل