قصة حول شكر النعمة

الافق الجميل

تاج المنتدى
الإدارة
إنضم
15 سبتمبر 2010
المشاركات
45,376
العمر
40
الإقامة
تلمسان
هواياتك
كرة القدم، الشطرنج، كتابة الخواطر، المطالعة
وظيفتك
موظف بقطاع التجارة
شعارك
كن جميلا ترى الوجود جميلا
شـــــكـــــر الـنــعـــمــــة
تقابل ثلاث رجال...الرجل الأول أبرص.. وعلى جلده بقع كثيرة بيضاء.والرجل الثاني أقرع... ليس في رأسه شعر. الرجل الثالث أعمى... لا يرى شيئا.
دعا الرجل الأبرص ربه وقال: ربّ اشفني من هذا البرص الذي غطا جلدي وغيرشكلي.
ورفع الرجل الأقرع وجهه إلى السماء، ودعا ربه، وقال: اللّهم اشفني من هذاالقراع.. وأملأ رأسي بالشّعر مثل بقية الناس. ودعا الرجل الأعمى ربه وقال: يا رب اشفني من العمى واجعلني أرى مثل بقية الناس. وفي تلك اللحظة هبط ملك من السماء أرسله الله تعالى ليمتحن الرجال الثلاثة.
كان الملك في صورة إنسان مضيء الوجه.تقدّم الملك من الرجال، وسأل كل واحد منهم عن حاجته، وعن أحب المال إليه.قال الرجل الأبرص: أريد لجسمي لونا حسنا. وأحب المال إلى الإبل.
وقال الرجل الأقرع: أمّا انا أريد شعرا غزيرا يملأ رأسي. وأحب المال إليّالبقر.
وقال الأعمى: أمّا أنا فأتمنّى أن يشفي الله عينيّ ويردّ إليّ بصري. وأحبالمال إليّ الغنم.
مسح الملك جلد الأبرص بيده، فإذا به يصير حسن اللون، ثم أعطاه ناقة حاملا.
ومسح الملك على رأس الأقرع. فإذا بشعر ناعم جميل يظهر في رأسه. ثم أعطاهالملك بقرة حاملا.
ومسح الملك على عيني الأعمى فارتدّ بصيرا، وصار يرى، ثم أعطاه الملك شاةولادة. ومرّت سنوات. وصار للرجل الأول عدد كبير من الجمال، وصار للرجلالثاني قطيع من البقر، وصار للرجل الثالث أغنام كثيرة.وأراد الله – سبحانه وتعالى – أن يمتحن الرجال الثلاثة.. أرسل الله إليهمالملك بشكل رجل مسكين.
ذهب الملك إلى الرجل الأول، وقال به: أسألك بالذي أعطاك اللون الحسن، والمالالكثير، أن تعطيني ما يساعدني على السّفر.ردّ الرجل: هذا مال أجدادي، ورثته عنهم، وعليّ حقوق كثيرة... ولا مال لكعندي.
ترك الملك الرحل الأول، وتوجه إلى الرجل الثاني، وقال له: أسألك بالذي أعطاكالشعر الجميل والمال الكثير أن تساعد أخاك الفقير بشيء ممّا عندك.أجاب الرجل الثاني: إنّما ورثت كل هذا عن أجدادي.. فابتعد عني.ذهب الملك إلى الرجل الثالث، وقال له يستعطفه: أسألك بالذي ردّ إليك بصرك أنتعطيني شاة ممّا عندك، أشرب من لبنها في سفري.فقال الرجل الثالث: كنت أعمى فردّ الله إليّ بصري، فخذ ما شئت، واترك ماشئت، فوالله لا أمنعك شيئا رزقني الله به!.فقال له الملك: أبق مالك عندك... لقد امتحنكم الله – أنتم الثلاثة – ورضيالله عنك، لأنّك تشكر النعمة، وتتصدّق من مالك الذي رزقك الله به، وسخط اللهعلى صاحبيك... لأنهما أنكرا نعمته، ومنعا الصدقة... فأعادهما الله إلى ماكانا عليه من مرض وفقر.
 
أعلى أسفل