قصة اداء الواجب

الافق الجميل

تاج المنتدى
الإدارة
إنضم
15 سبتمبر 2010
المشاركات
45,376
العمر
40
الإقامة
تلمسان
هواياتك
كرة القدم، الشطرنج، كتابة الخواطر، المطالعة
وظيفتك
موظف بقطاع التجارة
شعارك
كن جميلا ترى الوجود جميلا
أداء الـــــواجــــب
كان في أحد البلاد قاض مشهور بالعدل والذّكاء. انتشر خبر القاضي العادل فيكل مكان. وصل الخبر إلى الملك. سعد الملك أن في مملكته قاضيا حكيما يحكمبين الناس بالعدل. قال الملك:لا أكتفي بما أسمعه عن ذلك القاضي، أريد أنأتأكّد بنفسي من عدالته، وأعرف طريقته في الحكم بين الناس.لبس الملك ثوب رجل عاديّ ليتنكّر حتى لا يعرفه الناس. ركب الملك حصانه،وغادر قصره وسار في الطريق من غير حرّاس ولا جنود. شاهد الملك شحاذا يمديده للناس، فسألهم أن يتصدّقوا عليه ببعض المال. أشفق الملك على الشحاذ،وطلب منه ان بركب الحصان خلفه لينقله إلى المدينة. ركب الشحاذ خلف الملكوهو لا يعرف. وصل الحصان إلى المدينة وعليهالرجل ومن خلفه الشحاذ. التفت الرجل للشحاذوقال: وصلنا المدينة، يمكنك الآن أن تنزل، لكن حاذر أن تقع على الأرض!. أجاب الشحاذ بأعلى صوته:الحصان حصاني، كيف تطردني أيها الرجل؟! انزل أنت الآن من فوق حصاني. ثم صاحالشحاذ واستغاث، فتجمع الناس حولهما. قال الشحاذ للناس:هذا حصاني. وقالالرجل:بل هو حصاني. احتار الناس ولم يعرفوا أيّ الرجلين صادقا في كلامه. قال أحد الناس:هيا إلى القاضي؛ فهو الذي سيحكم بينكما بالعدل. أخذ الناس الرجل والشحاذ إلى دار القضاء. كان القاضي جالسا يحكم بين الناس. وقف الرجل أمام القاضي وقصّ عليه قصّته. سمع الشحاذ كلام الرجل، فصاح وقالللقاضي:هذا الرجل كذّاب، الحصان حصاني، وأنا ركّبته معي لأدلّه على الطريق.قال القاضي:اتركا الحصان عندي، واذهبا الآن، ثمّ ارجعا إليّ صباح الغد. انصرف الرجلان، فوضع القاضي الحصان في الإسطبل.في صباح اليوم التالي جاء الرجل والشحاذ إلى دار القضاء، نهض القاضي منمجلسه وقال للرجل الشحاذ:اتبعاني. سار القاضي، وسار خلفه الرجل والشحاذ.. وصل الثلاثة إلى الإسطبل. دخل القاضي والرجل والشحاذ الإسطبل، وكان الحصانموجودا. بقي الثلاثة في الإسطبل بعض الوقت، ثم عاد القاضي ومعه الرجلان إلىدار القضاء. حكم القاضي برد الحصان للرجل، وأمر جنوده أن يجلدوا الشحاذويحبسوه.في المساء ذهب الرجل إلى بيت القاضي وسأله:كيف عرفت الحقيقة؟.
فقال القاضي:الأمر بسيط، عندما دخلتما الإسطبل معي هذا الصباحلاحظت أنالحصان يقترب منك ويشمّك ويتمسّح بك، بينما لم يبد أي حركة نحو الرجلالآخر، فأدركت – دون شك – أن الحصان لك. ابتسم الرجل وقال للقاضي:أتدري منأنا؟. قال القاضي:لا.فقالالرجل:أنا الملك، جئت متنكّرا لأتأكّد من عدلك. اختر المكافأة التي تحبّها. قال القاضي:اعذرني أيّها الملك؛ فلن أختارشيئا، إنّما أؤدي واجبي!.
 
أعلى أسفل