قصة جدتي تزغرد

الافق الجميل

تاج المنتدى
الإدارة
إنضم
15 سبتمبر 2010
المشاركات
45,367
العمر
39
الإقامة
تلمسان
هواياتك
كرة القدم، الشطرنج، كتابة الخواطر، المطالعة
وظيفتك
موظف بقطاع التجارة
شعارك
كن جميلا ترى الوجود جميلا
[h=1]جـــــدّتي تـزغرد[/h]جدتي اسمها الحاجة (آمنة)، كلّ الناس في جباليا يعرفونها، وهي تعرف كل أهالي جباليا.
جدتي الحاجة (آمنة) تحبّ كل النّاس في جباليا، وهم يحبونها، كلّ الشباب والأطفال، وحتّى الرجال ينادونها: "جدتي" لأنّها ساعدت أمهاتهم في أثناء ولادتهم، وهي أول مَنْ حَمَلَ أجسادهم الصغيرة في أول لحظة مِنْ حياتهم، وهي أول مَنْ تطلق زغرودةَ فرحٍ، ودائماً نراها مبتسمة لم تبكِ مرّةً في حياتها فهي تزغرد عند الولادة لأنّ قادماً جديداً حلّ في جباليا فتقول:
-"الحمد الله زاد عددنا واحداً".
وتزغرد عندما يموت واحدٌ من المخيم شهيداً من أجل الوطن فتقول:
-"الحمد لله، لقد صعد واحدٌ منا إلى السماء وإذا سألها أحدُ الأولاد: "ماذا يفعل الشهيد في السماء يا جدتي؟".
تقول لــه: "انظر إلى هذه النجوم الكثيرة، إنّها أرواح الشهداء تضيء لنا أيامنا".
قلت لها ذات يوم: "أريد أن أصعد إلى هناك لأصبح نجماً، ماذا أعمل؟"
نظرت إليّ وكانت تصنع من الخيطان مقلاعاً،
قالت: هذا مقلاع سأدرّبك كيف تضرب به من سرق أرضنا وقتل أباك"
قلت: "هل صعدَ أبي إلى النّجوم؟"
هزّت رأسها قائلة: "نعم".
كانت يداها تعملان بنشاط ومهارة، لقد أنهت المقلاع.. كان جميلاً فقد رسمت بالخيوط الملونة العلم الوطني، كنت أرغب أن تعطيني هذا المقلاع لأضرب به جنود العدو، لكن يبدو أنها وعدت إحدى الفرق الضاربة بعدد من هذا السلاح، فقد سحبت من تحت الفِراش عدداً كبيراً من المقاليع التي حاكتها، خبّأتها في صدرها وخرجت بسرعة غداً سيلبي أهالي جباليا نداء الانتفاضة بالإضراب العام.. وسيصعد بعضهم إلى السماء وستزغرد جدّتي.
 
أعلى أسفل