الافق الجميل

تاج المنتدى
الإدارة
إنضم
15 سبتمبر 2010
المشاركات
45,314
الأوسمة
5
العمر
38
الإقامة
تلمسان
هواياتك
كرة القدم، الشطرنج، كتابة الخواطر، المطالعة
وظيفتك
موظف بقطاع التجارة
شعارك
كن جميلا ترى الوجود جميلا
بـــحيرة الأزهـار

أحسَّتْ "عُلا" بالضِّيق، فالانتظار صَعْبٌ وقاسٍ، كانت تنظر من زجاج النّافذة إلى باب الحديقة؛ لعلّه يُفْتَحُ وترى أباها قد عاد من السَّفر!
كانت كلّ دقيقة تمضي ببطء بالغ، قالت لها أمُّها:
ـ "مابك، تبدين منزعجة".. أهكذا تستقبلين والدك؟!!"..
ارتاحت لكلام أمّها، ثم نظرتْ حولها في أرجاء الغرفة، خطرت لها فكرة؛ جرت مسرعة لتنفيذها، قالت في نفسها: "سأجمع طاقة من أزهار المرج الجميلة… أضعها في إناء على طاولة والدي؟..".
خرجت "عُلا" بعد أنْ أخبرتْ أمّها، كانت الأزهار البيضاء تبدو مثل بحيرة من الثلج النّاصع! خفق قلبُ "عُلا" بفرحٍ وهي تقترب من المرج، شدّها هذا المنظر الرائع.. صارت الأزهار واضحة أمام "عُلا" كانت تتلألأ كعقد من اللؤلؤ!! خطرت أفكار كثيرة في ذهن "عُلا":
ـ "سأجعلها تظهر مثل كرةٍ جميلة من الأزهار"..
"سيفرح بها أبي كثيراً… سأصنع منها عقداً.. عقداً من الزّهر وأطوّق بها عنق أبي".
وقفت "عُلا" بجانب أزهار المرج.. كانت أزهار كثيرة متفرقة تحيط مكان وقوفها! جلست لتقطف بعضها… وحين مدّت يدها لتقطف أول زهرة رأت زهرة أخرى أكبر وأجمل.. قالت:
ـ "تلك الزّهرة أجمل من هذه…".
ثمّ نهضت ودنت من الزّهرة الثّانية، لكنها لم تقطفها لأنّها شاهدت أجمل منها أيضاً.. وهكذا كانت تمضي من زهرة إلى أخرى!! تعبت ولم تقطفْ أيّ زهرة! هاهي عند الطرف الغربي من بحيرة الأزهار، ألقتْ نظرةً طويلة عليها، كانت عيناها تلمعان بفرح واضح.. رأت الأزهار أجمل من قبل.. نَقّلَتْ عينيها فيما حولها، وعادت تحدّق في بحيرة الأزهار، كلّمت نفسها بصوت واضح:
ـ "هذه الأزهار مثل الأسماك ستموت إذا خرجت مِنْ مرجها"..
عادت "عُلا" دون أن تقطف أيّة زهرة… وبينما كانت تمشي في طريق العودة؛ أدهشتها رؤية الأزهار البيضاء الجميلة على طول الطّريق.. رأَتْها "عُلا" وكأنّها تمشي خلفها!! كانت مسرورة جداً وتساءلت: "هل تمشي الأزهار حقّاً؟!"..
شيء واحد كان يدور في ذهنها.. أن تدعو أباها لزيارة بحيرة الأزهار.
 

الاموره مهره

عضو مجتهد
إنضم
23 مارس 2017
المشاركات
209
الأوسمة
1
موضوع جميل جدا الله يعطيك العافية انها قصص جميلة جدا وممتعة جدا حيث ان قصص اطفال يحب ان يستمع اليها الاطفال والكبار ايضا حيث ان بها العديد من الحكم مثل هذه القصة الجميلة
سيّدة عاشت مع ابنها الوحيد


في سعادة ورضا حتّى جاء الموت


واختطف روح الابن


حزنت السيدة حزنا شديدًا لموت ولدها.


ذهبت من فرط حزنها إلى حكيم القرية


وطلبت منه أن يخبرها الوصفة الضرورية


لاستعادة ابنها إلى الحياة


مهما كانت أو صعبت تلك الوصفة


أخذ الشّيخ الحكيم نفسًا عميقًا ـ وهو يعلم استحالة طلبهاـ ثمّ قال: أنت تطلبين وصفة؟


حسنًا. أحضري لي حبّة خردل واحدة


بشرط أن تكون من بيت لم يعرف الحزن مطلقًا!


وبكل همة أخذت السيدة


تدور على بيوت القرية كلها وتبحث عن هدفها


حبة خردل من بيت لم يعرف الحزن مطلقًا


طرقت السيدة بابًا ففتحت لها امرأة شابة


فسألتها السيدة هل عرف هذا البيت حزنًا من قبل؟


ابتسمت المرأة في مرارة وأجابت:


وهل عرف بيتي هذا إلأ كل حزن؟


وأخذت تحكي للسيدة أن زوجها توفي منذ سنة، وترك لها أربعة من البنات والبنين


ولإعالتهم قمت ببيع أثاث الدار


الذي لم يتبق منه إلا القليل


تأثرت السيدة جدًا وحاولت أن تخفف عنها


وقبل الغروب دخلت السيدة بيتًا آخر


ولها نفس المطلب


وعلمت من سيدة الدار أن زوجها مريض جدًا،


وليس عندها طعام كاف لأطفالها منذ فترة.


ذهبت السيدة إلى السوق، واشترت بكل ما معها من نقود طعام وبقول ودقيق وزيت


ورجعت إلى سيدة الدار


وساعدتها في طبخ وجبة سريعة للأولاد


واشتركت معها في إطعامهم ثم ودعتها


وفي الصباح أخذت السيدة تطوف من بيت إلى بيت تبحث عن حبة الخردل وطال بحثها لكنها للأسف لم تجد ذلك البيت الذي لم يعرف الحزن مطلقًا، لكي تأخذ من أهله حبة الخردل.


وبمرورالأيام


أصبحت السيدة صديقة لكل بيت في القرية،


نسيت تمامًا أنها كانت تبحث في الأصل


على حبة خردل من بيت لم يعرف الحزن.


ذابت في مشاكل ومشاعر الآخرين


ولم تدرك قط إن حكيم القرية


قد منحها أفضل وصفة للقضاء على الحزن.


لست وحدك.


إذا كنت حزينا ومهموما، ومهما أصابك فتذكر أن غيرك قد يكون في وضع أسوأ بكثير.


وصفة الحكيم ليست مجرد وصفة اجتماعية لخلق جو من الألفة والاندماج بين الناس.


إنما هي دعوة لكي يخرج كل واحد


من عالمه الخاص ليحاول أن يهب لمن حوله بعض المشاركة. التي تزيد من البهجة في وقت الفرح والتعازي في وقت الحزن.


جَهلَت عيونُ الناسِ ما في داخلي. . فوجدتُ ربّي بالفؤادِ بصيرا


يا أيّها الحزنُ المسافرُ في دمي. . دعني، فقلبي لن يكون أسيرا


ربّي معي، فمَن الذي أخشى إذن. . مادام ربّي يُحسِنُ التدبيرا


وهو الذي قد قال في قرآنه. . وكفى بربّك هاديًا ونصيرا.


قال صالح الدمشقي لابنه:


يا بني، إذا مرَّ بك يوم وليلة قد سلم فيهما دينك، وجسمك، ومالك، وعيالك فأكثِر الشكر للَّه تعالى


فكم من مسلوب دينه، ومنزوع مُلكه، ومهتوك ستره، ومقصوم ظهره في ذلك اليوم، وأنت في عافية.



 

Ahmed Amine

♥•- الإدارة العليا-•♥ Dr.Ahmed Amine🩺
طاقم الإدارة
الإدارة
إنضم
6 أغسطس 2014
المشاركات
7,452
الأوسمة
4
هواياتك
قراءة القران
وظيفتك
طالب طب 🩺
شعارك
الايمان بالله ورسوله
بـــحيرة الأزهـار

أحسَّتْ "عُلا" بالضِّيق، فالانتظار صَعْبٌ وقاسٍ، كانت تنظر من زجاج النّافذة إلى باب الحديقة؛ لعلّه يُفْتَحُ وترى أباها قد عاد من السَّفر!
كانت كلّ دقيقة تمضي ببطء بالغ، قالت لها أمُّها:
ـ "مابك، تبدين منزعجة".. أهكذا تستقبلين والدك؟!!"..
ارتاحت لكلام أمّها، ثم نظرتْ حولها في أرجاء الغرفة، خطرت لها فكرة؛ جرت مسرعة لتنفيذها، قالت في نفسها: "سأجمع طاقة من أزهار المرج الجميلة… أضعها في إناء على طاولة والدي؟..".
خرجت "عُلا" بعد أنْ أخبرتْ أمّها، كانت الأزهار البيضاء تبدو مثل بحيرة من الثلج النّاصع! خفق قلبُ "عُلا" بفرحٍ وهي تقترب من المرج، شدّها هذا المنظر الرائع.. صارت الأزهار واضحة أمام "عُلا" كانت تتلألأ كعقد من اللؤلؤ!! خطرت أفكار كثيرة في ذهن "عُلا":
ـ "سأجعلها تظهر مثل كرةٍ جميلة من الأزهار"..
"سيفرح بها أبي كثيراً… سأصنع منها عقداً.. عقداً من الزّهر وأطوّق بها عنق أبي".
وقفت "عُلا" بجانب أزهار المرج.. كانت أزهار كثيرة متفرقة تحيط مكان وقوفها! جلست لتقطف بعضها… وحين مدّت يدها لتقطف أول زهرة رأت زهرة أخرى أكبر وأجمل.. قالت:
ـ "تلك الزّهرة أجمل من هذه…".
ثمّ نهضت ودنت من الزّهرة الثّانية، لكنها لم تقطفها لأنّها شاهدت أجمل منها أيضاً.. وهكذا كانت تمضي من زهرة إلى أخرى!! تعبت ولم تقطفْ أيّ زهرة! هاهي عند الطرف الغربي من بحيرة الأزهار، ألقتْ نظرةً طويلة عليها، كانت عيناها تلمعان بفرح واضح.. رأت الأزهار أجمل من قبل.. نَقّلَتْ عينيها فيما حولها، وعادت تحدّق في بحيرة الأزهار، كلّمت نفسها بصوت واضح:
ـ "هذه الأزهار مثل الأسماك ستموت إذا خرجت مِنْ مرجها"..
عادت "عُلا" دون أن تقطف أيّة زهرة… وبينما كانت تمشي في طريق العودة؛ أدهشتها رؤية الأزهار البيضاء الجميلة على طول الطّريق.. رأَتْها "عُلا" وكأنّها تمشي خلفها!! كانت مسرورة جداً وتساءلت: "هل تمشي الأزهار حقّاً؟!"..
شيء واحد كان يدور في ذهنها.. أن تدعو أباها لزيارة بحيرة الأزهار.

شكرا لك اخي على هذه القصص الرائعة التي لطالما اتحفتنا بها
وعلى مجهوداتك المبذولة اتجاه هذا القسم
 

الافق الجميل

تاج المنتدى
الإدارة
إنضم
15 سبتمبر 2010
المشاركات
45,314
الأوسمة
5
العمر
38
الإقامة
تلمسان
هواياتك
كرة القدم، الشطرنج، كتابة الخواطر، المطالعة
وظيفتك
موظف بقطاع التجارة
شعارك
كن جميلا ترى الوجود جميلا
اسعدني مرورك القيم
شكرا لك اخي على هذه القصص الرائعة التي لطالما اتحفتنا بها
وعلى مجهوداتك المبذولة اتجاه هذا القسم
 
أعلى أسفل