الموسوعة الشاملة لعلاج جميع مشاكل الحياة الزوجية

بياض الثلج

♥•-مشرفة سابقة -•♥
إنضم
16 سبتمبر 2010
المشاركات
1,466
العمر
37
sm/2.gif

أكثر المشاكل التى تقابل الأزواج تكون فى السنة الأولى وهي فترة الأزمات والتصادمات.

ومن أشهر هذه المشاكل هى الصدمة بأشياء غير متوقعة بعد الزواج لأن غالبا ما يتحدث الطرفان قبل الزواج فى عموم الموضوعات ودون البحث عن تفاصيلها.

ومن اهم نصائح للزوجين للتغلب على هذه المشاكل

على الطرفين أن يعيشوا دور الشركاء فى الحياة الزوجية ولا يقتصر الأمر فقط على إعطاء كل منهما أوامر للآخر.

على كل طرف أن يعبر بقوة عن حبه للآخر.

زيادة مساحة الثقة بينهما والبعد عن روح الشك والغيرة.

الحوار الدائم بين الطرفين والاتصال الهادف بينهما والابتعاد عن الظن.

عدم التحقير من شأن الآخرين.

الإخلاص فى الحب والمشاعر المتبادلة بينهم .

بث نفس مشاعر الحب الموجهة للشريك لأقاربه وأصدقائه ومن حوله .

عدم عمل الطرفين على تصيد أخطاء بعضهم مما يؤدى لزعزعة الثقة بينهما.




ولكن هل يوجد زوجة غبية ....!!!!

إقرأي هذا المقال وأفهميه ثم ستعرفين مااااا أقصد ...

لقد خلق الله إنساااااانا .....!!!!!<<<< لااااا ياشيخ خخخخ
نعم إنها إنسااااان ..

يقول أحد المفكرين ( لقد خلق الله الطفل إنساناً ،،، وليس يكبر ثم يكون إنسانا ) بتصرف ..

وطبيعة تفكيري أن أبدأ من الأساس ولا تهمني المشكلة بظاهرها ... كم يظهر هذا من مقالاتي ...!!!

إذن البنت بالأساس إنسانة لها قيمتها وكيانها وكرامتها وأحاسيسها ومشاعرها وعلاقاتها الإجتماعية بل لوها ذات خاصة سواءاً تقها أو أهانتها و.............


( وكل ما ذكر ليس بجديييد ...)

وأيضاً هي أي الآنسة أخت وعمّة وخاله وبنت أخ وبنت أخت وووووو.............
وقد تكون ذات تأثير في المجتمع بشكل رسمي كمعلمة أو موظفة أو ....
وقد تملك أيضاً ماديات كـــ المااال أو بيت أو مصنع أو .....

وبالتاكيد هي تملك عقل وفكر وعلم و.....

وتملك أيضاً أهداف سواءاً خاصة أو عامة ، سواءاً علمت أو لم تعلم ...!!!!

( وكل ما ذكر ليس بجديييد ...)

إصبروا علي إشوي ....!!!!


ومع كل هذه المزايا الإنسانية للفتاة قد أقول قد لا تكون فهمت حياتها وذاتها وحدود علاقاتها و....

ولكن كيف هالكلااام يالمستشااااااار ....؟؟؟


لقد وضع الله حدود وعلاقات بين كل خلقه ... مثل العلاقة مع الوالدين والأقارب والزميلات والمسلمين والجيران والكفار و............. حتى معه سبحانه يوجد علاقة معه ... .

ولكن حين تجهل البنت مثل هذه الحدود في العلاقات يظهر عندنا المشاكل الموجودة في هذا المنتدى أو غيره ..!!
مثل الوحدة الخيانة الغيرة المفرطة المعصية الغيبة السرقة الإهانة - .............

وأكبر خلل في حياتنا كلها - ومنها هذه الآنسة حين لا تفهم حدود العلاقة مع ذاتهاااااا ....!؟!؟!؟!؟!؟

إن الفتاة حين لا تفهم تطبيق حدود العلاقة مع الوالدين تقع في العقوق أو في تسلط الوالدين ...!!!
وحين لا تفهم تطبيق العلاقة مع الجنس الآخر الذكر قد تقع في مصادمة الفطرة بأن تكره الرجال وتعادي الزواج أو الوقوع في الحرام من خلوة أو..........!!!!

وحين لا تفهم تطبيق العلاقة بينها وبين أخوانها وأخواتها فقد تحصل القلطيعة بينهم أو يتعدون الحدود وتحصل الإهانة .....!!!!
وحين لا تفهم تطبيق العلاقة مع ذاتها قد تقع فريسة لمطامع الناس أو تقع في التعالي والتكبر عليهم ...!!!

وحين لا تفهم تطبيق العلاقة مع الناس قد تظلمهم وهو ظلم لنفسها وقد تفقدهم وتجلس وحيدة ...!!!

وبعد الزواج ....

وحين لا تفهم تطبيق العلاقة مع زوجها فقد يحصل الطلاق العاطفي بينها ... أو يحصل الطلاق الرسمي أو قد يتزوج عليها ...!!!

وحين لا تفهم تطبيق العلاقة مع أولادها فقد يخرجون بلا ثقة ولا هويّة ، وقد يتمردون عليها ويعقونها بسببها ...!!!

والحل في نظري هو الرجوع لسنة المصطفى صلى الله عليه وسلم وقراءة سيرته وقراءة كتب الإتصال والعلاقات الإنسانية و......


طيب يالمستشااااااااار وين الغبااااء ...؟؟؟؟

أرجووووووووووكم أفهموا أنه لا يوجد في الحياة أحد غبي ولكن يوجد شخص ناقص للخبرة في مجال مع أنه قوي الخبرة في مجال آخر ....وفرق بين عبد الله بن عباس وخالد بن الوليد ...!!!


تسير هذه الآنسة في الحياة وهي مازالت تتخبط في علاقاتها مع كل أو بعض من حولها والمشكلة الكبرى أن تكون قد نجحت مع غيرها وفشلت مع نفسها ...!!! أو تكون ممن يوجّه الناس للخير وهي في نفسها تاااائهة ...!!!

ولو علمت العانس مع اني أكره مثل هذا المسمى أن رجوعها لذاتها هو الراحة النفسية التي تستطيعهاااا لأرتاحت وقرت عينها بنفسهااااا .


ثم تدخل هذه الآنسة الغير عالمة بحدود العلاقات إلى عش الزوجية ، وقد تكون وضعته مهرباً لها من حياة صعبة وقاسية في بيت أهلها فتدخل وهي تعيش على أرضية من التفكير بأن فارس أحلامها سيأتي وينقذها من همومها ومشاكلها ويركبها على فرس أبيض وتعيش في سعادة حتى تمووووووووت ..!!!

أليس كذلك يا آنسااات ...!!! فانتبهواااااااااا

تبدأ الزوجة الجديدة بإكمال مشوار الغباء في الحياة الزوجية ، لأنها بدأته قبله فتعيش في شهر عسل لا حظوا شهر وقد تخدرت به ومن ثَمّ تبدأ بالتنازل عن بعض مميزاتها وحدود علاقاتها - كإنسانه وكله من أجل هذا الزوج إلى الآن لم أقل أنه يستحق أو لا اااااا - فتتخدر بهذه العلاقة العسلية وتبدأ بالظلم ...!!

أي ظلم تقصد ...؟؟؟

أقصد ظلمها لنفسها ، وتبدأ بأخذ حقها ووضعه في كفة زوجها وقد تكون جاهلة بذلك ومع أنه لم يغصبها على ذلك - ... سواءاً كان هذا الحق ذاتياً أو مالياً أو شرعياً أو ....

فتتنازل عن حقها المالي فتأخذ أقساط وتعطيها له دون تدوين ذلك مع أن الله أمر بذلك ففرق بين الحياة الزوجية وبين المال والديون بين الناس ...!!!!

وقد تتنازل عن حق ربها فتسمع معه الأغاني وهي راضية وقد تتساهل في الربا معه وقد ترضى بالجنس المحرم معه لأنها تحبه ...!!!!
وقد ترضى أن تهين نفسها وترضى أن يتعدى على ذاتها بالإهانة والضرب ،، لأنها تخاف أن تفقده ...!!!

وقد تهمل في تربية أولادها وعدم تأديبهم ،،، لأن زوجها لايهتمّ بهذا أبدا ,,,!!!!

وقد تبدأ في هضم حقوق نفسها وتتنازل عن أساسيات كيانها وذاتها وتعطيه إياها ، وقد تسعى بتحقيق مصلحة لزوجها خارج إطار حقوقه وهي تحسب أنها تطيعه ...!!!


وتسير الأياااااااااام وهي تسكر بحب هذا الزوج وتهيم به وتطارده وتحبه ولكن بعد أن ألغت ذاتها ....

فتصدم يوم أن :-
تجد زوجها يستولي على مالها ويتزوج به أخرى ...!!! لأنها لم تعرف الفرق بين طاعة الزوج وبين الحدود المالية بينهما ...!!

وتصدم يوم أن :-
تجده يهينها ويضربها فهي لم تفرق بين ( توكيد الذات ) وبين ( طاعة الزوج ) ...!!!

فالآنسة يوم أن تدخل بين الزوجية تحمل مسمّيات يجب أن لاتنفك عنهاااا أبداً فهي إنسانة وصديقة وقريبة و....... فيجب أن لا تتنازل عن هذه الأشياء من أجل أنها أصبحت زوجه ..!!!

أخواتي الكريمات .....


عن عبد الرحمن بن عوف عن الرسول صلى الله عليه وسلم قال ( إذا صلت المراة خمسها وصامت شهرها وحفظت فرجها وأطاعت زوجها قيل لها أدخلي الجنة من أي أبواب الجنة شئت ) رواه أحمد والطبراني

لكنّه لم يأمر بإلغاااء الذات ...!!! فانتبهي

وأخرج الإمام البخاري في صحيحه عن عبد الله بن هشام قال: كنا مع النبي -صلى الله عليه وسلم- وهو آخذ بيد عمر بن الخطاب، فقال له عمر: يا رسول الله، لأنت أحب إليَّ من كل شيء إلا من نفسي، فقال النبي -صلى الله عليه وسلم-: لا والذي نفسي بيده حتى أكون أحب إليك من نفسك. فقال له عمر: فإنه الآن، والله لأنت أحب إليَّ من نفسي، فقال النبي -صلى الله عليه وسلم-: الآن يا عمر(

فالرسول صلى الله عليه وسلم لم يستغرب من كلام عمر بن الخطاب حين قدّم نفسه على والديه وعلى زوجته وعلى جاره وعلى .......... ( وبالتأكيد أن هذا لا يعني إسقاط حقوق الناس بلا سبب )

أوخيّتي الكريمة أرجووووووا أن تفهمي هذه النقاط المهمّة ...

- لن تدخل الزوجة الجنّة إلا بعد رضى زوجها عنها مادام يأمرها بخير ، ولكن هذا لم ولن ولا يكن بتنازلك عن ذاتك ...!!!!
- الجهل هو الذي أوقع الزوجات في جشع الأزواج الذين لا يخافون الله فلا بد من العلم والقراءة والدورااات أوخيّاتي ..
- تقبّل الذات مصادقة الذات إكتشاف الذات محبّة الذات الثقة بالنفس ... هي أهم من أي شيء في حياتك ، فابحثي عنها في النت وأفهميها ...
- الزوج الفاهم العاقل سيساعد زوجته على أن تقوي ثقتها بنفسها وتؤكد ذاتها لأنه هو المستفيد الأول وأولاده من بعده ...
- فرق بين (( توكيد الذات )) وبين (( الغرور والتكبّر )) فانتبهي رعاك الله .
- ( توكيد الذات ) ليس معناه عدم الحب أو التمرّد على الزوج أو الشك فيه أو تحويل الحياة إلى جمود وحسابات دقيقة بل إنها حفظ كيانك وأداء واجباتك وأنت في سعادة .
- توكيد الذات والثقة بالنفس ستخلّصك أوخيّتي من عقدة الذنب وإتهام النفس ولومها حين يخطأ غيرك ، كخيانة الزوج لزوجته فحين لا تعرف الزوجة الفرق بين مراجعة النفس ولوم الذات تقع في الهمّ والغم ..
- إذا لم تكن الزوجة واثقة من نفسها ومؤكدة لذاتها فهذا من أكبر الأسباب التي تجعل الزوج يتضايق من زوجته مع أنه قد يكون من أسباب هذا الضعف وقد يتزوج عليها وهو مخطأ هنا أو يسلك طريقاً حراما لملأ نقص وجده في حياته .
- توكيد الذات هو : قدرة الفرد على التعبير الملائم ( لفظاً وسلوكاً ) عن مشاعره وأفكاره وآراءه تجاه الأشخاص والمواقف من حوله والمطالبة بحقوقه التي يستحقها دون ظلم أو عدوان .



لتقوية الذات ... مهارات متنوعة ولا غنى لك عن القراءة والدورات والمهارات وتطبيقهاااا...

- أن تتكلمي مع نفسك كثيرا وياليت يكون أمام المرآة - وبصوت تسمعينه بأنك واثقة وقوية وجميلة وأنيقة و.......... ( إختاري الصفات التي تحبين أن تكون فيك ولو كنت مقتنعه أنها غير موجودة ( فالفرق هو وجود القناة والإحساس فقط )
- أن تسمي المرآة التي في غرفتك مرآة الثقة .... وتجعلينها شاحن لطاقتك وذاتك ... وحين تقفين أمامها تخيلي نفسك أنها تنشحن بما تريدين ...
- أن تكتبي في أي مكان في غرفتك عبارة تحبينها ( أنا واثقة ) ( أنا كالبدر في طلّته ) ( أنا قوية ) وغيرها ..
- أن تبدأي من الآن بتقوية ذاتك بأن ترفعي رأسك وأن تتجملي لنفسك وليس للناس وأن تكون عنوان للنظافة والرائحة الجميلة وأن تتثقفي وأن تتصلي بالله بقوة ...
- الثقة بالنفس شعور يمكن أن يتولّد من بعض الأفعال البسيطة مثل السير بشموخ والكلام بوضوح والإيمان بالقدرة على التغيير والتأثير والبشاشة في وجه الآخرين والعناية بالمظهر والقدرة على حل المشكلات ووضع الأهداف ومعايشة الآخرين بهدوء ودون إنفعال .
- أشغلي نفسك بما تحبين وأتركي عنك كلام العاطلات عن العمل والفارغات بأنهم لم يجدوا وظيفة ولكن يجب أن يكون إشغالك لنفسك بعمب يدوي تحبينه كالقراءة وكتابة الخواطر الإيجابية أو الروايات الجميلة أو الطبخ أو تعلّم دورات بالمكياج أو الطبخ أو .... وأبتعدي عن النت فهو من أكبر المسببات للضغط النفسي إن لم يستخدم بإيجابية .
- أحذري أن يسرق النت ذاتك بقتل الوقت ، وأحذري أن تسرق الخادمة طاقتك بأن تقوم بكل شيء في البيت وأنت جالسة وتعانين من فراااااااااااااغ .


تذكري أختي ...

- أنك إن لم تؤكدي ذاتك من الآن ، فأول ضحيه هي أنت وبعدها أولادك ، وأتوقع أنك ضحية لأم أهانت نفسها وأنت إبنتهاااا فلنحذر من هذا التسلسل ..!!!
- الأخت التي لم تؤكد ذاتها .... ستحتاجين إلى مشوار طوووويل لتقوية الذات ، ولكن التأثير سيبدأ من أول يوووم ، وستلاحظين تغيّر معاملة الناس لك ، بل وسرور نفسك ورحابة صدرك ورحمة الناس على أخطائهم وليس الإنتقام منهم .


مرااااااااااااااااااجع مهمّة جدا ....


- كتاب ( قوة التحكم بالذات ) وكتاب ( المفاتيح العشرة للنجاح ) د. إبراهيم الفقي ( ولو إستطعت لوزعتهما على جميع الناس ) .
- جميع أشرطة د . موسى الجويسر
- ألبوم من شريطين ( محطات زوجية
 

بياض الثلج

♥•-مشرفة سابقة -•♥
إنضم
16 سبتمبر 2010
المشاركات
1,466
العمر
37
من ثمرات الزواج
للزواج ثمرات عديدة ، منها : سكن كل من الزوجين إلى الآخر، التعارف والتعاون بين الناس، العفة وإشباع الغريزة، ابتغاء النسل الصالح، وفيما يلي أبين ذلك:
الثمرة الأولى : سكن كل من الزوجين إلى الآخر:
وفي هذا المعنى يقول الله تعالى: (وَمِنْ آيَاتِهِ أَنْ خَلَقَ لَكُمْ مِنْ أَنْفُسِكُمْ أَزْوَاجاً لِتَسْكُنُوا إِلَيْهَا وَجَعَلَ بَيْنَكُمْ مَوَدَّةً وَرَحْمَةً إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآياتٍ لِقَوْمٍ يَتَفَكَّرُونَ)[الروم:21].
قال الإمام الشوكاني: أي من جنسكم في البشرية والإنسانية. (لِتَسْكُنُوا إِلَيْهَا) أي تألفوها وتميلوا إليها، فإن الجنسين المختلفين لا يسكن أحدهما إلى الآخر ولا يميل قلبه إليه. (وَجَعَلَ بَيْنَكُمْ مَوَدَّةً وَرَحْمَةً) أي ودادًا وتراحمًا بسبب عصمة النكاح يعطف به بعضكم على بعض من غير أن يكون بينكم قبل ذلك معرفة فضلاً عن مودة ورحمة.[انظر فتح القدير 4/312].
وقال الإمام ابن كثير: خلق لكم من جنسكم إناثًا يكن لكم أزواجًا (لِتَسْكُنُوا إِلَيْهَا)، ولو أنه تعالى جعل بني آدم كلهم ذكورًا وجعل إناثهم من جنس آخر إما من جان أو حيوان، لما حصل هذا الائتلاف بينهم وبين الأزواج، بل كانت تحصل نفرة لو كانت الأزواج من غير الجنس، ثم من تمام رحمته ببني آدم أن جعل أزواجهم من جنسهم، وجعل بينهم وبينهنَّ مودة وهي المحبة، ورحمة وهي الرأفة، فإن الرجل يمسك المرأة إنما لمحبته لها أو لرحمة بها بأن يكون لها منه ولد، أو محتاجه إليه في الإنفاق أو للألفة بينهما وغير ذلك.[تفسير ابن كثير 3/568].
ولا يتحقق هذا إلا بالتزام كل من الزوجين بشرع الله تعالى وهدى نبيه، وذلك بالقيام بواجباتهما.
الثمرة الثانية : التعارف والتعاون بين الناس:
شاء الله تعالى أن يخلق الإنسان مدني الطبع، يميل إلى الجماعة ويكره العزلة، وخلق الناس ذكرانًا وإناثًا وجعلهم شعوبًا وقبائل ليتعارفوا، كما جاء في الآية الكريمة: (يَا أَيُّهَا النَّاسُ إِنَّا خَلَقْنَاكُمْ مِنْ ذَكَرٍ وَأُنْثَى وَجَعَلْنَاكُمْ شُعُوباً وَقَبَائِلَ لِتَعَارَفُوا إِنَّ أَكْرَمَكُمْ عِنْدَ اللَّهِ أَتْقَاكُمْ إِنَّ اللَّهَ عَلِيمٌ خَبِيرٌ)[الحجرات:13].
قال ابن كثير: جعلهم شعوبًا وهي أعم من القبائل، وبعد القبائل مراتب أخر كالفصائل والعشائر والأفخاذ وغير ذلك. (لِتَعَارَفُوا) أي ليحصل التعارف بينهم.[انظر تفسير ابن كثير 4/277].
ولا شك أن الزواج هو أهم أسباب التعارف بين العائلات والأسر ويقوي أواصر الود بينها. والعرب كانوا يقدرون أثر الزواج في هذه الناحية، وزواج النبي صلى الله عليه وسلم من بعض زوجاته كان لهذا الغرض، فاستعان النبي صلى الله عليه وسلم به على توطيد دعائم السلم من ناحية ونشر الدعوة من ناحية أخرى، ولا أدل على هذا من قصة جويرية بنت الحارث التي وقعت في الأسر بعد مقتل أبيها وهزيمة قومها (بني المصطلق) فتزوجها رسول الله صلى الله عليه وسلم فأعتق الصحابة – رضوان الله عليهم – مائة أهل بيت من قومها، وقالوا أصهار رسول الله! فأمن النبي صلى الله عليه وسلم مكرهم ووضعت الحرب أوزارها بينه وبينهم بإسلامهم والسبب زواجه من ابنة سيدهم الذي قتل في غزوة بني المصطلق.
فعن عائشة رضي الله عنها قالت: لما قسم رسول الله صلى الله عليه وسلم سبايا بني المصطلق وقعت جويرية بنت الحارث في السهم لثابت بن قيس بن الشماس - أو لابن عم له - وكاتبته على نفسها". قالت: فأتت رسول الله صلى الله عليه وسلم فقالت : يا رسول الله إني جويرية بنت الحارث بن أبي ضرار سيد قومه، وقد أصابني ما لم يخف عليك، فجئتك أستعينك على كتابتي. قال : فهل لك في خير من ذلك؟ قالت: وما هو يا رسول الله؟ قال: أقضي كتابتك وأتزوجك. قالت: نعم يا رسول الله. قال: قد فعلت. قالت: وخرج الخبر إلى الناس أن رسول الله صلى الله عليه وسلم تزوج جويرية بنت الحارث فقال الناس: أصهار رسول الله صلى الله عليه وسلم فأرسلوا ما بأيديهم. قالت: فلقد أعتق بتزويجه إياها مائة أهل بيت من بني المصطلق، فما أعلم امرأة أعظم بركة على قومها منها"[رواه أحمد].
هذا عن التعارف، أما التعاون فهو واضح، إذ تقوم الزوجة بنصف أعباء الحياة ويقوم الرجل بالنصف الآخر، فالزوجة تهيئ للزوج ما يحتاج إليه ويسعده بالإضافة إلى تربية الذرية ، والزوج يسعى ويكدح لطلب الرزق الحلال لنفسه ولأهل بيته، وتتعاون الأسر مع بعضها البعض لتيسير الزواج لأبنائها.
الثمرة الثالثة: العفة وإشباع الغريزة في الحلال :
وهذا مفهوم قول الله تعالى: (فَالْآنَ بَاشِرُوهُنَّ وَابْتَغُوا مَا كَتَبَ اللَّهُ لَكُمْ)[البقرة:187]، فمعنى قوله تعالى: (وَابْتَغُوا مَا كَتَبَ اللَّهُ لَكُمْ) يعني الجماع، كما قال عبد الرحمن بن زيد ابن أسلم.
وفي الزواج إعفاف النفس عن الحرام وكبح جماحها حتى لا تورد صاحبها مواد الهلكة، ولعل هذا مفهوم قول النبي صلى الله عليه وسلم: "يا معشر الشباب من استطاع منكم الباءة فليتزوج، فإنه أغض للبصر وأحصن للفرج، ومن لم يستطع فعليه بالصوم فإنه له وجاء"[متفق عليه].
وأمر الرجل أن ينظر إلى مخطوبته ليطمئن إلى أن هذه هي التي تسره إن نظر إليها وتكون سببًا في أن يغض بصره ويحص فرجه، فقال صلى الله عليه وسلم: "انظر إليها فإنه أحرى أن يؤدم بينكما".[أخرجه أحمد وابن ماجه والترمذي].
فالإسلام دين الفطرة، وهو فقط ينظم ما فطر عليه الإنسان، ولا يمنعه من ممارسة ما يتفق مع فطرته، بل يرفض الإسلام أن يمتنع المسلم عن ممارسة ما تقتضيه الفطرة بهدف التعبد، ولما ذهب ثلاثة نفر إلى بيوت النبي صلى الله عليه وسلم وسألوا عن عبادته فكأنهم تقالوها، فقال أحدهم: أنا أصوم الدهر لا أفطر، وقال الثاني: وأنا أقوم الليل ولا أرقد، وقال الثالث: وأنا أعتزل النساء. وقف النبي صلى الله عليه وسلم على المنبر وقال: "ما بال أقوام يقولون كذا وكذا، أما إني أصوم وأفطر وأصلي وأرقد وأتزوج النساء، فمن رغب عن سنتي فليس مني".[ أخرجه البخاري وأحمد].
وجعل النبي صلى الله عليه وسلم قضاء الوطر (جماع الزوجة) صدقة، فعن أبي ذر عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: "يصبح كل يوم على كل سلامى من ابن آدم صدقة". ثم قال: "إماطة الأذى عن الطريق صدقة، وتسليمك على الناس صدقة، وأمرك بالمعروف صدقة، ونهيك عن المنكر صدقة، ومباضعتك أهلك صدقة". قال: قلنا: يا رسول الله! أيقضي الرجل شهوته وتكون له صدقة؟ قال: نعم، أرأيت لو جعل تلك الشهوة فيما حرم الله عليه ألم يكن عليه وزر؟ قلنا: بلى. قال: فإنه إذا جعلها فيما أحل الله عز وجل فهي صدقة".[أخرجه أحمد وأبو داود وأصله في مسلم].
الثمرة الرابعة: ابتغاء النسل الصالح والولد المبارك:
والتناسل هو النتيجة الطبيعية لالتقاء الزوجين الذكر والأنثى، وهو حتمي لاستمرار حياة الكائنات، ويعتبر التناسل أهم ثمرات الزواج، ولقد أشار الله تعالى إلى هذا المعنى فقال سبحانه: (فَالْآنَ بَاشِرُوهُنَّ وَابْتَغُوا مَا كَتَبَ اللَّهُ لَكُمْ)[البقرة:187]. قال ابن عباس ومجاهد والحكم بن عيينة والحسن والسدي والربيع والضحاك: معناه ابتغوا الولد، ويؤكد هذا قول النبي صلى الله عليه وسلم: "تزوجوا الودود الولود فإني مكاثر بكم"[أخرجه أحمد وأبو داود والنسائي].
والتناسل يمثل غريزة فطرية عند الإنسان كغيره من الكائنات؛ لأن الله تعالى قدر أن يكون البقاء بالتزاوج ومن ثم التناسل، قال تعالى: (زُيِّنَ لِلنَّاسِ حُبُّ الشَّهَوَاتِ مِنَ النِّسَاءِ وَالْبَنِينَ وَالْقَنَاطِيرِ الْمُقَنْطَرَةِ مِنَ الذَّهَبِ وَالْفِضَّةِ وَالْخَيْلِ الْمُسَوَّمَةِ)[آل عمران:14].
أنبياء الله تعالى والذرية :
الأنبياء بشر لهم من الآمال مثل ما لباقي البشر، لكنهم يتميزون بأنهم يريدون من كل شيء أكمله وأحسنه وغايتهم نبيلة فيطلبون من الله تعالى الذرية لكنهم يقيدون طلبهم بالذرية الطيبة الصالحة التي تكون امتدادًا لهم وسببًا في انتشار دعوتهم، فهذا إبراهيم عليه السلام يقول: (رَبِّ هَبْ لِي مِنَ الصَّالِحِينَ)[الصافات:100]. وهذا زكريا عليه السلام يقول: (رَبِّ هَبْ لِي مِنْ لَدُنْكَ ذُرِّيَّةً طَيِّبَةً إِنَّكَ سَمِيعُ الدُّعَاءِ)[آل عمران:38].
مما ينبغي أن نقف أمامه في دعاء النبيين الكريمين عليهما السلام هو طلب الذرية الطيبة الصالحة وليس مجرد الذرية، ولئن قلنا إن من ثمار الزوج ابتغاء الأولاد الذين هم زهرة الحياة الدنيا، فبهم تسعد النفس، وبسببهم ينشرح الصدر، لكن يجب أن ندرك أن الإسلام في نظرته إلى الأولاد لا يهتم بالكم (العدد) ولا بالنوع (الذكر والأنثى) ولكن بالكيف، فمريم عليها السلام امرأة لكنها أفضل من ملايين الرجال، ووضعت للدنيا بفضل الله أحد أولى العزم من الرسل.
ولهذا يجب على المسلم أن يعني بأبنائه وأن ينشئهم على تعليم الدين، وأن يعلمهم ما ينفعهم في الدنيا والآخرة، وأن يعدهم لمسايرة ركب التطور السريع في الحياة حتى ننشئ نسلاً قويًا صالحًا في جسمه وعقله وروحه وخلقه وحتى نكون أكثر قوة وقدرة على تحمل تبعات مجتمعنا في مسيرته الصاعدة نحو المعالي.
وليكن قدوتنا أنبياء الله – صلوات الله وسلامه عليهم – أنهم حينما طلبوا الذرية لم يطلبوا مطلق كثرة العدد، لكنهم طلبوا ذرية طيبة وصالحة كما سبق فأجيب إبراهيم بإسماعيل وإسحاق، وأجيب زكريا بيحيى – عليهم جميعًا من الله السلام – فالقضية ليست في الكم لكنها في الكيف، وعباد الرحمن الذين توجهوا إلى الله في دعائهم بطلب الذرية طلبوا منه سبحانه أن يرزقهم الذرية التي تقر بها أعينهم وتدخل السرور على نفوسهم، ولا يتم ذلك إلا بالذرية الصالحة القوية، التي يرجى خيرها ويؤمن شرها ويكون جودها مصدر سعادة وقوة للأسرة والأمة جمعاء.
إننا نريد ذرية ذات علم وذات خلق وذات منعة؛ حتى يرهبها أعداؤها، تنتج أكثر مما تستهلك، نريد ذرية متكاملة ومتماسكة، وغير ممزقة ولا متفرقة ولا منقسمة على نفسها.
الذرية المذمومة :
إن الإسلام في الوقت الذي حث فيه على تكثير النسل، وعده نعمة عظيمة وامتن بها على الآباء فقال: (وَاللَّهُ جَعَلَ لَكُمْ مِنْ أَنْفُسِكُمْ أَزْوَاجاً وَجَعَلَ لَكُمْ مِنْ أَزْوَاجِكُمْ بَنِينَ وَحَفَدَةً وَرَزَقَكُمْ مِنَ الطَّيِّبَاتِ أَفَبِالْبَاطِلِ يُؤْمِنُونَ وَبِنِعْمَتِ اللَّهِ هُمْ يَكْفُرُونَ)[النحل:72] قضى بصيانة هذه الكثرة من عوامل الضعف وبواعث الوهن، فالإسلام لا يريد نسلاً كثيرًا يملأ الأرض ضعفًا وجهلاً ومرضًا، ولكنه يريد نسلاً قويًا صالحًا في جسمه وعقله وروحه وخلقه، لا أن يكون غثاء كغثاء السيل المشار إليه في الحديث الشريف لا قيمة له ولا وزن؛ قال صلى الله عليه وسلم: "يوشك الأمم أن تتداعى عليكم كما تداعى الأكلة إلى قصعتها، قال قائل: أوَ مِنْ قلة نحن يومئذ يا رسول الله؟ قال: لا، بل أنتم يومئذ كثير ولكنكم غثاء كغثاء السيل، ولينزعنَّ الله من صدور عدوكم المهابة منكم، وليقذفنَّ في قلوبكم الوهن. قالوا: وما الوهن يا رسول الله؟ قال: حب الدنيا وكراهية الموت".[أخرجه أحمد وأبو داود ورواته ثقات].
وإذا كان الإسلام يطلب من الأمة أن تكون ذات كثرة قوية، فإنه لا سبيل إلى ذلك إلا عن طريق العمل على تنظيم الأسرة تنظيمًا يحفظ للأسرة قوتها، وقدرتها وطاقتها، وحسن أدائها وقيامها بواجبها، ويحفظ للنسل قوته ونشاطه.
 

بياض الثلج

♥•-مشرفة سابقة -•♥
إنضم
16 سبتمبر 2010
المشاركات
1,466
العمر
37
هل فكرت يومًا في أن تجبري زوجك على ممارسة أبوته، وأداء واجبه تجاه أولاده؟ هل عانيت من إهماله لهم؟ هل جربت أيضًا أن تشركيه معك في تحمل المسئولية وجعلتيه أول من يعلم؟
ولكي تجعلي من زوجك ربًا لأسرته وأبًا مثاليًا ؛ إليك بعض الأساليب البسيطة التي يمكنك بها أن تحببي زوجك في القيام بدوره الأبوي، وتشجيعه على الاستمرار فيه، ومنها:
- الزوج أول من يعلم، التزمي بهذه المقولة ليكن على علم بكل ما يخص الطفل، وما يجرى في المنزل.
- كوني صبورة مع زوجك، فمسئولية الأبناء ليست بالأمر الهين، فلا تسخري منه إذا أخطأ، بل اجعلي الأمر يبدو كمزحة.
- اسألي نفسك وأجيبي بصراحة: هل تشعرين أن الطفل ابنكما معًا، أم أنك أكثر امتلاكًا له؟
- ربما يمارس الأب دوره بشكل مختلف حسبما يراه هو، فتقبلي طريقته الخاصة دون تذمر، ولا تنتقديه، ولا تظهري اهتمامك الشديد بالأبناء، فاهتمامك الشديد لا يعطى فرصة للزوج للتدخل.
- احرصي على تنمية حبك لزوجك، وأعطيه الفرصة للشعور بذلك، فلهذين الأمرين الأثر الكبير في تنمية دوره الأبوي.
- احرصي أيضًا على تنمية علاقة الأبناء بوالدهم، وهو كذلك عن طريق:
1 - استخدام الكلمات والتعبيرات التي تربى فيهم الاعتزاز والحب له، وتشعره هو بذلك مثل تقبيل يديه عند قدومه، وعند ذهابهم للنوم، استخدام كلمات مثل حضرتك، يا والدي الحبيب، وغيرهما.
2 - ممارسة بعض الألعاب مع زوجك وأولادك، واللهو سويًا يضفي جوًا من الألفة والمتعة المتبادلة.
3 - الخروج من المنزل لفترة بسيطة، وترك الطفل مع الأب وحدهما يكسب الأب الثقة في قدرته على تحمل مسؤولية تربية ولده.
- حاولي إشعاره دائمًا بأن ابنك هو ابنكما معًا، وذلك بإشراكه معك في بعض المسئوليات المتعلقة به مثل اختيار المدرسة المناسبة، أو دفع المصروفات الدراسية، أو المشاركة في بعض المواد الدراسية، أو الذهاب للطبيب، وإن لم تستطيعي لظروفه أو لرفضه الذهاب، فعلى الأقل تخبريه بكل ما حدث، وتسأليه عن رأيه.
- عند شعورك بالإرهاق والتعب من كثرة أعبائك كأم، فلا تعبري عن ذلك بأسلوب انفعالي عصبي حتى لا تستثيري عناد زوجك، ولكن اطلبي منه العون بكلمات رقيقة تشعره باحتياجك إليه.
- الحديث بين الأب والأم عن تربية الطفل، ورسم خريطة تربوية يشارك فيها الطرفان يكون محيطًا عائليًا سعيدًا، وآمنًا للطفل، فاحرصي على هذا الأسلوب مع زوجك (أكثري من ذكر المواقف أو الأشياء الجميلة عن الأولاد وما فعلوه وما قالوه و...).
- عند دخوله المنزل لا تبادريه بمشاكل الطفل.
أولاً: حتى يكون على استعداد لمشاركتك الحديث والمناقشة.
ثانيًا: حتى لا تثيري عداوته لطفله، ولكن أمهليه حتى يستطيع مناقشة المشكلة، والبحث معك عن حل تربوي لها، ولا تبادري بذكرك للحل حتى يشعر بقيمة رأيه.
- حذار أن ينسيك اهتمامك بطفلك اهتمامك بوالده حتى لا تتحول علاقتهما إلى نوع من الغيرة.
- أظهري لزوجك دائمًا تقديرك لدوره العظيم، وامتنانك وشكرك له على كل ما يبذله لك ولأسرتك، وأعلني ذلك، وكرريه على أولادك ليفعلوا هم أيضًا ذلك.
- اتركي لزوجك فرصة ليقضى وقتًا خارج المنزل (خاصًا به) مع أصدقائه أو في ممارسة بعض هواياته، حتى يستطيع الاستمرار في أداء دوره بكفاءة.
وفى وسط ذلك كله:
لا تنسى أن تعيشي مع زوجك بعض الوقت بعيدًا عن شخصية الأب والأم، بل بشخصية الزوج والزوجة والحبيب والحبيبة، فهذه الأوقات تعين بالتأكيد على القيام بدوركما على أكمل وجه.
 

بياض الثلج

♥•-مشرفة سابقة -•♥
إنضم
16 سبتمبر 2010
المشاركات
1,466
العمر
37
فلسفة الزواج السعيد
الزواج كيان أسرى محكوم «بفلسفة» معينة، وكلما كانت هذه الفلسفة مستندة إلى مرجعية ثابتة حكيمة كانت السعادة من نصيب الزوجين، وكان الاستقرار والصلاح من نصيب المجتمع.
ويتفرد الإسلام بامتلاكه فلسفة معجزة للزواج تجمع بين الواقعية والسمو.. ولا تتصادم مع الفطرة البشرية.
إن الإسلام رغب فى الزواج لبناء الأسرة المسلمة بناء صحيحا قائما على رعاية الحقوق والواجبات، فنظرة الإسلام للزواج نظرة خاصة تقوم على رؤية فلسفية للكون والحياة.
ذلك أن الإسلام دين جماعة وليس دين أفراد، وهذا بنص القرآن الكريم حين تحدث عن الأمة الوسط، واعتبر أن نواة هذه الجماعة أو الطائفة أو الأمة هى رجل وامرأة، وهذه طبائع الأشياء ؛ لأن الله تعالى خلق الزوجين الذكر والأنثى، وخلق التزاوج بين كل زوجين حتى على مستوى النبات والحيوان، ولكن فقط كان الزواج أو التزاوج بالنسبة للإنسان أمرًا مميزًا ، لأنه يحقق فلسفة وجود الأمة التى تحمل الدين الخاتم.
والزواج بين الرجل والمرأة يبنى كيانًا معينًا، هذا الكيان عليه أن يحمل عبء الدين الخاتم الذى استوعب كل الأديان ، وأضاف إليها مقتضى الخاتمية ومقتضى العالمية ، والأسرة هى النواة التى تحقق لهذا الدين حماية وانتشارًا ووجودًا واستمرارًا ، ومن هنا كان اهتمام الإسلام بقضية الزواج والرجل والمرأة، وفى كل المجتمعات ينظر إلى الإعراض عن الزواج من جانب بعض الأفراد على أنه شكل من أشكال عدم السواء السيسيولوجى وهذا حقيقى ، بل إنه من الناحية العقلية والدينية مرفوض ؛ لأنه تعطيل لرسالة الله التى خُلق الإنسان من أجلها.
من أنفسكم
وقد أعلى الإسلام من علاقة الرجل بالمرأة، فحينما عبر عن العلاقة بينهما استخدم تعبيرًا لا يقف الناس أمامه كثيرًا فى معظم الأحيان وهو كلمة «من أنفسكم» فى قوله تعالى: {ومن آياته أن خلق لكم من أنفسكم أزواجًا لتسكنوا إليها وجعل بينكم مودة ورحمة} نحن نقف دائمًا عند المودة والرحمة كثمرة ومحصلة للزواج، ولكن ماذا عن أنفسكم ؟
إن الله خلق حواء من ضلع آدم ، ومقتضى ذلك أن تكون المرأة بعض الرجل، وأن يكون الرجل الكل الذى انبثقت منه المرأة ، فهذا هو ما يُولد المودة والرحمة ؛ لأن الكل ينبغي أن يعطف على الجزء وأن يحتويه ، والجزء ينبغى أن يطيع الكل، فالمنطق أن اليد تطيع الجسد، والمخ يصدر أوامره فيعمل الجسم كله، وعليه فينبغى أن يكون فى وعى الرجل والمرأة عند التعامل فى نطاق العلاقة الزوجية جزئية «عدم الاستغناء» فلا يستطيع أحدهما الاستغناء عن الآخر ، حتى لو اتخذ قرارًا بالاستغناء فإنه يكون قد اتخذ قرارًا يعذب به نفسه، ويضاد به فطرته، ويخالف به دينه.
الجزئية الثانية فى الحياة الزوجية والتى قررها القرآن أيضًا فى قوله تعالى: {وعاشروهن بالمعروف} وقد أسماها بعض العلماء بأنها «كالاتفاق الصامت»، ومعناها أن كل طرف فى الحياة الزوجية يترك أو يتنازل عن جزء من حقه لكى نلتقى فى نقطة سواء؛ لأن الإصرار على الحقوق كاملة لن تحقق العشرة بالمعروف، وإنما التقدير المتبادل، ومراعاة كل طرف لظروف الطرف الآخر.
ويثير البعض مسألة القوامة فى الأسرة على أنها ظلم وقهر للمرأة وسلطة تحكمية فى يد الرجل يفعل بها ما يشاء ، وفى هذا مغالطة شديدة لمبدأ العشرة بالمعروف، فمسألة القوامة تعرضت لمغالطات شديدة، فالقوامة ليست سوى صلاحية من الصلاحيات يأخذها المدير، وليس من العدل أن تطالب إنسانًا بإدارة مؤسسة ثم تغل يده وتقول له «كن مديرًا ولكن لا تعاقب فلانًا ولا تفعل كذا..» فلأن الله حمَّل الرجل مسئولية البيت ، وجعل له هذه الصلاحية، وهو فى الوقت نفسه لم يحرم المرأة من وجودها، بل أوصى الرجل بها خيرًا، فقد قال الله تعالى: {ولهن مثل الذى عليهن بالمعروف}، {فإن كرهتموهن فعسى أن تكرهوا شيئًا ويجعل الله فيه خيرًا كثيرًا}، وقال (صلى الله عليه وسلم): «لا يفرك مؤمن مؤمنة إن كره فيها خلقًا رضى منها آخر»، فصلاحيات الإدارة هنا تتضح معناها فى أنه ليس معنى القوامة أن الرجل أفضل من المرأة، أو أن المرأة أقل من الرجل، ولكن شاء الله سبحانه أن يخلق الرجل رجلاً، والمرأة امرأة لكى يعمر الكون، وهذا الفهم الصحيح سيلزم الرجل بأن يفرق فى معاملة زوجه بين التقاليد الموروثة وبين الدين الصحيح، فمثلاً إذا قالت المرأة رأيًا وكان فيه الصواب، وتملك معه من الحجج ما يؤيده كان على الرجل أن يقف موقف عمر ويقول: «أصابت امرأة وأخطأ عمر».
فلسفة الأسرة السعيدة
وعن السعادة الزوجية فى ظل القواعد التى وضعها الإسلام لبناء الأسرة أكد الدكتور أبو اليزيد العجمى أن الأسرة السعيدة لا نقصد بها أسرة بدون مشكلات، لأنها فى الحقيقة أسرة ليس لها وجود، فالزوجان ليسا ملكين وإنما بشران لهما نوازع تتلاقى أحيانًا ، وتتضارب أحيانًا أخرى، والشيطان يجرى من ابن آدم مجرى الدم.
ولكننا نقصد بالأسرة السعيدة، الأسرة التى تملك فلسفة لحل المشكلات، وتتم هذه الفلسفة بتحديد المرجعية، فعندما يعلن الزوجان عن بدء حياتهما أن اختيار كل منهما للآخر كان وفق مقياس إسلامى، وأن رسالتهما فى الحياة تتفق ومنهج الله، فلابد أن تكون مرجعيتهما عند حل المشكلات تتوافق وما سبق ، أى متفقة وشرع الله ، ولكن هناك نقطة مهمة فى هذا الصدد وهى مدى الالتزام بذلك، فهناك فارق جوهرى بين المرأة المسلمة قديمًا، والمرأة المسلمة الآن، فالمسلمة قديمًا كانت لا تعلم فإذا علمت التزمت، أما المسلمة الآن فهى قد تعلم ، وإذا علمت جادلت.
وجزء كبير من مشكلاتنا يكون بسبب عدم تحديد المرجعية مما يعرضنا للوقوع فى أغلاط المفاهيم ، فنخلط التقاليد بالإسلام ونجعل من الإسلام اجتهادًا ، فيفهم الرجل أن الرجولة «قهر» وتفهم المرأة أن الأنوثة «لعب على عقل الرجل ومكر به» ولذا نفقد روح التناصح فلا نجد امرأة كالمرأة العربية القديمة التى كانت تنصح ابنتها «كونى له أمة يكن لك عبدًا».
والنقطة الثانية لتحقيق السعادة الزوجية بعد تحديد المرجعية هى تحديد الهدف فى الحياة الزوجية، فتحديد الهدف يجعلنا نعلو فوق المشكلات، مما يخفف من غلوائها، فنحافظ على سعادة الأسرة، لأن الكل يعمل لأجل تحقيق هدف متفق عليه سلفًا.
لذا فأحد أسباب سعادة الأسرة أن يكون هدفها البعيد واضحًا، وأن تفكر ليل نهار فى وسائل تحقيقه، ومن الممكن أن نختلف - والخلاف فى الإسلام أمر واقع - ولكن ينبغى أن يكون شعارنا: «رأيي صواب يحتمل الخطأ، ورأى غيرى خطأ يحتمل الصواب».
السعادة فى الواقعية
والنقطة الثالثة لتحقيق السعادة هى واقعية الأسرة، بمعنى قبول الخطأ، فكل بنى آدم خطاء وخير الخطائين التوابون.
فعندما يطلب الرجل من زوجته تضحية، إذا بها تراها أحيانًا إجحافًا، ولكن بدلاً من أن يكون المحك هو العقاب واللوم الشديد ينبغى أن يصبح التسامح والتغافر هما عنوان الأسرة، ولو نظرنا إلى تاريخنا الإسلامى نجد السيدة عائشة كانت تتدلل على رسول الله (صلى الله عليه وسلم) ولكن الرسول كان إنسانًا وزوجًا واقعيًا مدركًا للمرحلة العمرية التى كانت فيها عائشة ، وهى فى ذلك تختلف عن أم سلمة المرأة الثيب التى تزوجت من قبل وكبر سنها، فهو يعامل كلاً بما يناسبه.
 

بياض الثلج

♥•-مشرفة سابقة -•♥
إنضم
16 سبتمبر 2010
المشاركات
1,466
العمر
37
تصرفي بذكاء وحكمة إذا غضب زوجك
المرأة المتفهمة الذكية هي التي تتكيف مع ظروفها والمواقف التي قد تتعرض لها بكل حكمة وعقلانية, وتستطيع أن تدير الدفة لصالحها رغم أنها قد تكون ضدها أو بعيدة عن متناولها.
وبدخول مضمار الحياة الزوجية نجد أن الزوجة المتفهمة التي تتمتع بقدر من الذكاء هي التي تستطيع أن تتعامل مع زوجها بكل حكمة في كافة المواقف, كامتصاص غضب الزوج وتفهم الظروف التي سببت بغضبه, سواء كان هذا الأمر من طبع الزوج أو يعود لظروف الحياة التي تزداد تعقيداً يوماً بعد يوم.
وأهم ما يمكن أن تفعله الزوجة في حال غضب الزوج, لتهدئ من روعه, وتسكن حالة التوتر والاضطراب التي تصيب البيت بأكمله :
ـ تجنب استفزاز الزوج وإثارته بكلمات وعبارات تبين له مدى استهانة الزوجة بشخصيته.
ـ عندما يتكلم الزوج وهو غاضب يجب تجنب مقاطعته, والتركيز على تأييده ببعض الكلمات مثل " معك حق ", وبعد أن يهدأ وتذهب حالة الغضب عنه على الزوجة أن تتحدث معه بأسلوب هادئ ولبق يشعره بالاهتمام, مما يجعله يندم على عصبيته ويعتذر عما صدر منه.
ـ أن تحاول الزوجة امتصاص غضب زوجها بكلام يعطيه الشعور بالراحة والسكينة, ويجب أن تبتعد في هذه الحالة عن الشكوى وذكر الهموم والمسؤوليات.
ـ إذا كانت الزوجة هي المخطئة فلتقم بمناداة زوجها بأحب الأسماء إليه, ولتشرح له الأسباب التي دفعت بها للخطأ, وعليها أن تتحمل بعض ما يقول لأنه بهذا يفرغ جزءاً من غضبه.
ـ فلتلجأ الزوجة للابتسام وبعض البشاشة, فهي بذلك تعطي رسالة غير مباشرة لإعلان وقف المشاحنات وإنهاء الخصام.
ـ يجب أن تحاول الزوجة أن لا يستمر غضب الزوج أو الخلاف لمدى بعيد, أو أن تنام وزوجها ما زال غاضباً فلتحاول المبادرة بالصلح, والواجب الشرعي يؤيدها ويقول أن المبادرة تكون من خيرهما ديناً وعقلاً
 

بياض الثلج

♥•-مشرفة سابقة -•♥
إنضم
16 سبتمبر 2010
المشاركات
1,466
العمر
37
بلمسات خاصة تغنين حياتك الزوجية
غالباً ما يقع الزوجين بعد مرور المرحلة الأولى من زواجهم بفخ الروتين والملل من تكرار التصرفات نفسها بشكل يومي, التي تنحصر بالعمل والتسوق والزيارات العائلية, وإيجاد الحلول لمشاكل الحياة التي تصبح هي الأخرى روتينية ومتوقعة ولا مفر منها.
لهذا عليك أن تعملي على الخروج من هذا الإطار من خلال بعض التصرفات التي قد تكون بسيطة وسهلة, ولكن تأثيرها فعال في كسر حاجز الروتين والممل, كأن تتوقفي عن التسوق لبضعة أيام وتلجئين لشراء الطعام الجاهز أو الوجبات السريعة الغير مكلفة والخفيفة على المعدة في نفس الوقت, أو أن تستبدلي زيارات الأهل في يوم معين برحلة قصيرة إلى منطقة جديدة من باب الاطلاع والمعرفة والترفيه.
ولا بأس من إنفاق بعض المال للحصول على السعادة والمتعة, عن طريق شراء الثياب الجديدة لكل من الزوج والزوجة, أو حجز غرفة في فندق خمس نجوم لليلة واحدة, أو شراء بطاقات سفر إلى بلد قريب لقضاء أسبوع من التسلية والمرح, فهذا سينعكس بشكل إيجابي على العلاقة الزوجية.
واعملي من وقت لآخر على تحريك غيرة زوجك فهي من الأدوية النافعة في العلاقة العاطفية بين الرجل والمرأة, لكن دون أية مبالغة فمن الجميل أن تشعري شريكك بأنك تغارين عليه من نظرات الأخريات, والعكس أصح لأن غيرة الرجل تشبع غرور المرأة وتعمق ثقتها بنفسها وبشريك حياتها.
ولا تربطي حاجتك إلى زوجك بضعف في شخصيتك, فمن الضروري جداً أن تشعر المرأة زوجها بحاجتها له في بعض الأحيان, والمقصود بالحاجة هنا المعنوية أكثر من المادية, كلمسة يد أو تربيت على الكتف فهذا سيشعر الزوج بأهميته وبميولك الأنثوي نحوه, وبقدرته على تطييب خاطرك وإشباع احتياجاتك, وعليك أيضاً أن لا تنسي أن تعامليه بالمثل وأن يجدك إلى جانبه عندما يحتاجك.
 

بياض الثلج

♥•-مشرفة سابقة -•♥
إنضم
16 سبتمبر 2010
المشاركات
1,466
العمر
37
زوجك يحتاجك بشدة بعد الستين
لكل مرحلة من مراحل العمر معنى ورونق‏,‏ وأطيب ما يجنيه إنسان في خريف عمره هو التقدير والشعور بأن قلوبا كثيرة تحيط به حيث يكثر التلفت للوراء ويقل التطلع للأمام.
فحين يصل زوجك إلى سن التقاعد عليك البحث في دفاترك القديمة عما قدمت وإلا سيكون مصيرك كزوجة الكاتب تولستوي الذي عاني من زوجته المعروف عنها الأنانية وكثرة الشكوى,‏ فحين وصل للسبعين ترك منزلها واختار كوخا بجوار محطة قطار ليرتاح من مشاكلها‏.
فلا تهمشي وجود زوجك لتقاعده‏، ولا تنسي أنه خطيبك القديم الذي همت به حبا‏,‏ وأنه يحتاج اليوم لمزيد من الحب‏، وتذكري أن المرأة تشيخ قبل الرجل‏،‏ وسن الستين بالنسبة للرجل كما جاء في دراسة في علم الاجتماع هي سن المراهقة والرغبة بالرجوع الى الوراء فى أيام العمر‏.‏
فالحقيقة أن المرأة يغيب عن تفكيرها أن زوجها المتقاعد يمر بأخطر فترة وهي السن الذي قد يمارس فيه مراهقته المتأخرة ويبدأ في سرد حياته أمام عينيه للبحث عما لم يفعله بعد مضي قطار العمر في كفاح‏,‏ فلو كانت الزوجة حملا ثقيلا طوال حياته الماضية فسرعان ما يلقي به ليفيق إلى نفسه ويحيا ما بقي من عمره في سعادة‏,.
وإذا كان المتقاعد من أصحاب المسئوليات والمناصب الكبيرة الذي شغلته عن نفسه فقد يراوده الإحساس بأنه في شهر العسل كما يؤكد علماء النفس فيجد نفسه مدفوعا إلى من يغدق له الحب والحنان المفقود داخل جدران بيته الذي تتولى فيه الزوجة الدور المهم في جذبه أو انفلاته‏.
وهذا لا يعني أن كل المتقاعدين يعانون ذلك فهناك الود والتراحم بين زوجين منذ بداية الحياة وهو أساس التوافق الزواجي حيث تكون الزوجة حنونا عطوفا‏,‏ مقدرة لزوجها الذي بدأ حياته معها منذ وضع دبلته في إصبعها وحتى تقاعده ليتعاظم دور المرأة في تلك المرحلة عندما تشعر زوجها بأهميته ودوره في حياتها وحياة أبنائها فالرأي الأول له وليس لها ولا أوامر أو هيمنة لرفيق الحياة وعليها تذكر أن الدور القادم عليها وما تقدمه ستجده حين تتقاعد أو تمرض‏.
وذكرت دراسة أن الزوجة عليها الإحساس بما يعانيه زوجها نفسيا لتقاعده فلا تمنحه الكآبة وترقب لحظة الموت بل تشمله بالحب وتدفعه للأسرة الممتدة والتي تعني الأخوات والعمات والخالات وزيارتهم وودهم ليشعر بالاختلاط الذي افتقده خلال سنوات عمله‏,‏ وتقترح عليه مشاركة الأصدقاء المماثلين له في السن في النادي أو الجمعيات الأهلية لتدعيم دوره وإحساسه بأنه موجود كما أن خبرته الكبيرة قد تفيد الآخرين فهو المواطن المميز كما يسمى في علم النفس لأنه اكمل دورة حياته وينتظر رد الجميل بالتقدير والاحترام‏.
فلو قهره التقاعد أو ضعف فسرعان ما يبحث خارج منزله عن الحب وهناك متقاعدون في أتم صحة نتيجة لارتفاع الوعي والرعاية الصحية اليوم مما يؤهلهم بأموالهم أيضا للزواج ثانية‏.‏
 

بياض الثلج

♥•-مشرفة سابقة -•♥
إنضم
16 سبتمبر 2010
المشاركات
1,466
العمر
37
حافظي على استقرارحياتك الزوجية
وجود التوازن في العلاقة الزوجية ينمي علاقات الحب بين الزوجين, ويزداد الشعور بالارتياح والاستقرار لامتلاك علاقة أسرية اجتماعية سوية, ويؤدي هذا للمحافظة على صحة العقل والجسد, فالثقة بالنفس وتقليل الشعور بالعزلة يبعد كلاً من الرجل والمرأة عن الغوص في بحور الاكتئاب والابتعاد عن العادات السيئة أقلها التدخين.
فعندما يبدأ الزوجان بالشكوى من آلام جسدية غير معروف مصدرها, فعليهما التقرب من بعضهما أكثر, وفي حال وجود مشاكل عليهما بحل هذه المشاكل والعودة للحياة الزوجية المستقرة, لأن الألم الجسدي إنذار قد يتبعه أخطار عديدية.
و يتبين بالتحاليل الطبية وجود نسبة عالية في دم الزوجين من هرمونات التوتر, وتكشف الفحوصات الطبية بأن القلب يعمل بشكل غير طبيعي, والشفاء السريع من هذه الحالة التي لا يحمد عقباها, يكون مع كلمات الحب وعلاقات المودة والدخول في حياة زوجية مستقرة.
فالعودة إلى المسيرة السليمة يقضي على التوتر الناتج عن تأزم العلاقة الزوجية الذي قد لا يستمر لأكثر من أسابيع, فهو مؤقت ولا داعي للخوف منه إذا تمت المصالحة بين الزوجين وعادت علاقات الحب بينهما.
ولكن مع تكرار المشاجرات الزوجية والاختلاف الدائم, تزداد إفرازات هرمونات التوتر وعلى المدى الطويل يصبح لها تأثير سام على القلب, كما أن المواد الكيميائية في هذه الهرمونات تسبب تقلص الشريان التاجي للقلب وتراكم كمية كبيرة من الكالسيوم ذات تأثير سلبي على عمل القلب.
والأمر الأخطر هو عندما ينفصل الرجل عن أسرته, يقع في دوامة الاكتئاب وعدم الثقة بالنفس, أما المرأة فتعيش بحالة أفضل عند الانفصال شرط أن يكون أولادها برفقتها, ولا تنقصها الموارد المالية, إلا أن الأمر البديهي أنها ستكون بأحسن الأحوال وأروعها في ظل حياة زوجية مبنية على الحب والتفاهم المشترك
 

بياض الثلج

♥•-مشرفة سابقة -•♥
إنضم
16 سبتمبر 2010
المشاركات
1,466
العمر
37
الفتور الزوجى .. الأسباب والعلاج
هناك حالة شبه عامة لا تكاد تخلو منها حياة زوجية، مهما تكون حالة الحب والتوافق والانسجام التي تظلل حياة الزوجين فيها، فهناك شكوى متكررة من حالة فتور أو خمول أو تراخٍ تصيب مشاعر الزوجين بعد مرور وقت على الزواج، طال هذا الوقت أم قصر، المهم أن هذا الإحساس يحدث بالفعل، وقد يهدد العلاقة الزوجية نفسها في بعض -أو ربما- في كثير من الأحيان. ومن هنا كان هذا التساؤل فإن الأمر يحتاج إلى وقفة تأمل وبحث في الأسباب المؤدية لهذا الفتور في حياة الأزواج، وكيف يمكن تدارك ذلك وعلاجه.
السعادة الزوجية بين مدّ وجزر
السعادة الزوجية هدف يسعى إليه كل من يفكر في الزواج؛ فالهدف من إنشاء هذه العلاقة أصلاً هو نشدان الاستقرار النفسي والوصول إلى حالة الأمن العاطفي، لكن في ذات الوقت علينا أن نعترف بأن السعادة الزوجية مفهوم نسبي لا يسهل قياسه وتعميمه.. وهو يعني فيما يعني رضا الزوجين عن حياتهما الزوجية بشكل عام وبدرجة عالية..
وتقييم العلاقات الزوجية بأنها سعيدة أو تعيسة، لابد له أن يرتبط بمرحلة زمنية معينة تمر فيها هذه العلاقة.. وبعض العلاقات تكون في قمة السعادة الزوجية في فترة معينة.. ثم تتغير الأمور والأحوال.. وهناك لحظات سعيدة جداً.. أو ساعات، أو أيام، أو أسابيع، أو سنوات.. أو العمر كله... وبالطبع كلما طالت المدة السعيدة كلما كان ذلك أفضل.
وترتبط السعادة الزوجية بنجاح العلاقة الزوجية في وظائفها ومهماتها والتي تتمثل في الجوانب التالية:
تأمين العيش المشترك، والسكن والحب، وتلبية الرغبات النفسية والعاطفية والجنسية للطرفين، وفي إنجاب الأطفال وتربيتهم، وفي تلبية متطلبات المنزل والمعيشة، وفي تحقيق المتطلبات والأدوار الاجتماعية المتنوعة، وغير ذلك.
وتتأثر السعادة الزوجية بالنجاح أو الإخفاق (النسبي) في تحقيق الوظائف السابقة بالنسبة للزوج أو الزوجة أو كليهما وبشكل مُرض ومقنع.. وبعض العلاقات تنجح في تحقيق عدد من الوظائف الزوجية، ولكنها تخفق في بعضها الآخر.. ولا بد من القول بأن العلاقة الزوجية هي مشروع طويل الأمد يتطلب الإعداد والجهد والجد، وفيه مسؤوليات متنوعة .. وكلما أُنجزت مهمات معينة ظهرت مهمات ومسؤوليات أخرى يجب إنجازها..
من أين يأتي الفتور الزوجي؟!
إذا قلنا إن السعادة الزوجية هدف نهائي ترمي إليه الأسرة بركنيها الأساسيين: الزوج والزوجة، فإن تلك السعادة تتأثر بعدد من المشكلات الحياتية التي يمكن أن تجعل من هذا الزواج زواجاً تعيساً أو مضطرباً..
فمثلاً الشخصية النكدية، أو الشخصية الأنانية، أو الشخصية العدوانية المضطربة، أو الشخصية ضعيفة المهارات، أو المفرطة في الحساسية نحو الآخر.. يمكن لها إذا كانت تنطبق على أحد الزوجين، أن تحوّل الحياة الزوجية إلى لغم موقوت، وإلى مشكلات لا تنتهي.
ويلعب الملل الزوجي أو الفتور الزوجي دوراً كبيراً سلبياً في التعاسة الزوجية.. وأسبابه متنوعة، وبعض أسبابه ترتبط بالمجتمع وثقافته، وتكوين الزوجين وثقافتهما وعقدهما النفسية وتاريخهما الأسري..
وفي حالات الملل الزوجي تزداد المشكلات الزوجية، ويزداد الخصام والصراخ والسلبية وابتعاد كل طرف عن الآخر في نشاطاته وأهدافه اليومية.. ويلجأ البعض إلى الاستغراق في العمل أو في هوايات أو نشاطات خاصة يهدف من خلالها أن يثبت نفسه، وأن يخفف من إحباطاته، وأن يعطي نفسه شيئاً من التوازن والمتعة والتجديد، ولكنه يضيف بذلك مزيداً من الضغوط على علاقته الزوجية، ويساهم بزيادة تسميم أجوائها، ومن ثم ينشأ في نفس طرفي هذه العلاقة "جدار عازل" يحول بين الأمل الجميل الذي كان، والواقع الجاف الكائن فعلاً،
ومن الممكن أن يتورّط أحد الزوجين ـ إن لم يكن هناك سياج حافظ من الدين والتقوى ـ في علاقة عاطفية مخفقة أو مزيفة أو متسرعة.. يمكنها أن تضيف إلى مشكلات العلاقة الأصلية المضطربة، وربما تؤدي إلى مرحلة اللا عودة أو الطلاق.
ترميم العلاقة وتجديدها
ومن الممكن بالطبع حدوث الترميم أو الإصلاح أو التجدد خلال مرحلة الملل الزوجي.. وربما يكون الملل والروتين والجمود دافعاً طبيعياً إلى تجدّد العلاقة، وإلى اقتراب الزوجين من بعضهما في كثير من الحالات..
وأخيراً.. لا بد من التأكيد على أن السعادة الزوجية والعلاقة الزوجية الناجحة ترتبط مفاتيحها بعدد من الأمور والصفات والسلوكيات، ومنها: المسؤولية، والتفاعل، والتعاون، والمشاركة، والحوار، و الصداقة، والحب، والحساسية للطرف الآخر، وعين الرضا، والتكيف، والتوافق، والتكامل، والمرونة، والواقعية، ولعل الحفاظ على نبع المودة والرحمة هو ما يضمن لهذه العلاقة الاستمرار والتجدّد حتى وإن وصلت إلى حد الفتور؛ فالعاطفة المشبوبة المتوهجة ليست أبدية، وجذوتها ليست مشتعلة باستمرار؛ لكن الأبقى هنا هو "المودة والرحمة"، وهي صفات إنسانية تمثل وقاية وحماية لمشاعر الزوجين من التآكل والانهيار. ولعل هذا ما أشارت إليه الآية الكريمة في قول الله تعالىومن آياته أن خلق لكم من أنفسكم أزواجاً لتسكنوا إليها وجعل بينكم مودة ورحمة..).
وأيضاً فإن العلاقة الزوجية تبدأ وتكبر وتنضج وتشيخ وتموت.. ولابد من التنبه لهذه الدورة الطبيعية والتدخل المستمر لرعايتها وتصحيح أخطائها ومشكلاتها وضمان حياتها لسنوات طويلة..
حساسية المشاعر وعدوى السعادة
وفي تشخيصه لأسباب إصابة الأزواج بالفتور العاطفي وكيفية علاج هذه المشكلة يقول د. إلهامي عبد العزيز ـ أستاذ علم النفس بجامعة عين شمس ـ: إن هناك حقائق تتعلق بالعلاقة العاطفية لا يدركها الكثير من الناس ومنها: أن هذه المشاعر تتسم بالحساسية الشديدة وسرعة التأثر، فهي بالضبط كالزهور أو النباتات إذا لم تلق الاهتمام والعناية والمناخ الملائم سرعان ما تذبل وتموت.. وفي رأيي ـ يضيف د. إلهامي ـ فإن أول أسباب الفتور للعلاقة العاطفية بعد الزواج هو عدم وجود أحلام جديدة مشتركة بين الزوجين يسعيان لتحقيقها. فقبل الزواج كان لهما حلم وحيد هو الارتباط، فلا بد أن تستمر الأحلام بعد الزواج ومنها: الحفاظ على الحب وإنجاب أطفال ناجحين في الحياة وتحقيق نجاحات عملية في مجال العمل، وغير ذلك من الطموحات والأحلام المشروعة.
من جانبها، ترى د. سهير عبد العزيز ـ مدير مركز دراسات الأسرة بجامعة الأزهر ـ أن سعادة أحد الزوجين أو حزنه ينعكسان بشكل مباشر على الآخر، وصدق من يقول: إن السعادة عدوى والحزن عدوى أيضاً.. وعلى كل منهما أن يحرص على السعادة النفسية والانسجام الذاتي مع نفسه أولاً، وذلك بتحقيق علاقة طيبة مع الله، ومصارحة مع النفس والرغبة الحقيقية في إسعاد الزوج واعتباره طريقاً لإرضاء الله تعالى. . وتضيف د. سهير: إن من بين وسائل تحقيق السعادة الذاتية "الكلمة الطيبة" لما لها من أثر طيب في دعم المشاعر بين الزوجين، وفي تخفيف كل منهما عن الآخر؛ فالكلمة الطيبة ـ كما تؤكد د. سهير عبد العزيز ـ إلى جانب تأثيرها الطيب فهي في الآخرة صدقة باقية.. إلى جانب العناية بالنفس والتزين، وكلها أمور حث عليها الدين لدعم الرابطة العاطفية بين الزوجين.
والكلمة الطيبة لها دورها دائماً.. وكذلك الحوار والتفاهم ورفع الظلم وتعديله، وأخذ كل ذي حق حقه.. وتبقى السعادة الزوجية مطلباً وحلماً يسعى الجميع نحوه.
 

بياض الثلج

♥•-مشرفة سابقة -•♥
إنضم
16 سبتمبر 2010
المشاركات
1,466
العمر
37
بالحب تستمرحياتك الزوجية
لا يوجد أفضل من الحب لبناء أي حياة جديدة بين الرجل والمرأة, فهو يضمن استمرارها, والقدرة على الوقوف في وجه أية مصاعب أو ظروف سيئة قد تواجه هذه الحياة.
والمقصود بالحب هنا, هو التصرفات التي تعبر عن صدق مشاعر الزوجين عند مواجهة مشكلات الحياة, للصمود أمامها؛ و رؤية كل طرف للآخر بأنه أفضل شخص التقى به, وهو أكثر الناس وسامة وجاذبية - حتى ولو كان هذا في نظره وحسب ـ على طول عمر الحياة الزوجية.
فالحب ليس الكلام المعسول المنمق في أيام الخطوبة, والفترة الأولى من الزواج؛ بل هو فعل, وقناعة, وتصرفات إيجابية تجاه الحبيب.
والحب يشعر الزوجين بالاطمئنان والأمان والراحة, ومهما اشتدت المصائب والمحن في الحياة الزوجية, يأتي الحب ليعطي مشاعر التعاطف والرحمة والتنازلات, ويعبر عن صدق المشاعر تجاه الطرف الآخر, وبذلك تتولد القدرة على الصمود وتجاوز المطبات التي قد تتعرض لها الحياة الزوجية.
وحتى عند وجود الفقر والأزمات المالية, يمكن أن تستمر الحياة الزوجية بكل أمان واستقرار, من خلال إحساس الزوجين بالحاجة, والوقوف إلى جانب بعضهما في الكفاح الذي يقوي علاقتهما, واجتياز الأزمات بالتغاضي عن الكماليات والاكتفاء بالأساسيات, وبرضا وسماحة كلاً من الطريفين ورغبتهما في إطالة عمر زواجهما.
وبالمقابل هناك الكثير من العلاقات الزوجية الفاشلة, لأزواج يتمتعون بماديات جيدة, ولكن فشل العلاقة تولد عن عدم وجود الرابط القوي الذي يجمع كلاً من الزوجين وهو الحب.
 

بياض الثلج

♥•-مشرفة سابقة -•♥
إنضم
16 سبتمبر 2010
المشاركات
1,466
العمر
37
صور المضايقات الزوجية العصرية
تعتبر الخلافات والمضايقات الزوجية أمر اعتيادي في أغلب المنازل، حتى أن خبراء الطب وعلماء النفس والاجتماع قالوا إن هذه الخلافات صحية جدا للزوجين بشرط ضبطها، فهي سلاح ذو حدين، فإما أن تنهي العلاقة الزوجية، أو تؤجج المشاعر العاطفية بين الزوجين اعتمادا، لكن ما هي صور المضايقات العصرية بين الأزواج؟!
كثير من الزوجات يتفقن على عدد من العادات التي تثير غضبهن، أهمها بقاء الزوج داخل الحمام لفترة طويلة كل صباح مما يعطل الأبناء والأم عن ممارسة مهامها‏,‏ كذلك إلقاء رماد السجائر في كل مكان حتى وان كان دون قصد لأنه يستدعي التنظيف الدائم‏,‏ والاستحواذ على جهاز التحكم الخاص بالتليفزيون أو الفيديو، والإبقاء على قنوات الرياضة مفتوحة طوال الوقت‏.‏
أما أهم المضايقات وأكثرها انتشارا فهو عدم الإنصات بجدية لما تقوله الزوجة فيما يخص الأبناء ومستلزمات المنزل والنقود واللامبالاة بصفة عامة لحديث المرأة‏.
وأحدث صيحات المضايقات، خروج الزوج من المنزل سواء للعمل أو أي مكان آخر تاركا الموبايل في المنزل أو على مكتبه في العمل فلا يسمعه وربما يغلقه‏,‏ فتظل الزوجة تبحث عنه دون جدوى‏.
وبعض الزوجات يشكين من إهمال الزوج حين يعدها أحيانا بالخروج يوم الإجازة أو يقبل دعوة أحد الأصدقاء وتعد نفسها لهذه النزهة، ثم يأتي في آخر لحظة ليخبرها بأنه لن يستطيع الخروج‏,‏ إما لأنه مرهق أو غير مستعد‏,‏ فتشعر بخيبة الأمل.
بالنسبة للرجال فالقائمة مليئة بالشكاوى,‏ وأول هذه الشكاوي أن الزوج غالبا ما يشعر بأنه مهمل داخل البيت فلا تعد له زوجته طعامه المفضل إلا بعد أن يهدد بالذهاب عند والدته لتناول ما لذ وطاب‏,‏ لان الأبناء دائما هم أصحاب الأولوية.
كذلك الثرثرة في التليفون بدون مناسبة مع أي قريب أو بعيد‏,‏ ولا ننسي قائمة الطلبات التي تمليها الزوجة يوميا‏,‏ وأخيرا الصراخ المستمر مع الخادمة فكلما عاد الزوج إلى البيت كي يستريح لا يسمع إلا الصوت العالي والشجار‏,‏ فيفقد أعصابه.
ومن الأمور التي يشتكي منها الرجل بشدة الوقت الطويل الذي تستغرقه الزوجة للاستعداد للخروج‏,‏ واختيار يوم الإجازة الأسبوعي لتنظيف البيت‏.‏
وهناك أشكال أخرى من المضايقات الصغيرة غير المقصودة,‏ مثل الفوضى التي يتركها الرجل وراءه في غرفة النوم أو الحمام‏,‏ وعدم محافظة الزوجة على أوراق زوجها إذا ما تركها في أي مكان‏.
 

بياض الثلج

♥•-مشرفة سابقة -•♥
إنضم
16 سبتمبر 2010
المشاركات
1,466
العمر
37
طاعة زوجك مفتاح الجنة
قررت الشريعة الإسلامية بجميع مصادرها حق الزوج على الزوجة بالطاعة، إذ عليها أن تطيعه في غير معصية، وأن تجتهد في تلبية حاجاته، بحيث يكون راضياً شاكراً.
ونجد ذلك بقول النبي صلى الله عليه وسلم في الحديث النبوي الشريف " إذا صلت المرأة خمسها وصامت شهرها وحفظت فرجها وأطاعت زوجها دخلت جنة ربها ".
وفي قول الله سبحانه وتعالى: "فإن أطعنكم فلا تبغوا عليهن سبيلا". وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " لو كنت آمراً أحداً أن يسجد لأحد، لأمرت المرأة أن تسجد لزوجها"
فمن أول الحقوق التي قررها الدين للرجل هي أن تطيعه زوجته في كل ما طلب منها في نفسها مما لا معصية فيه، إذ ورد أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: لا طاعة لمخلوق في معصية الخالق".
بالتالي عليها أن تأتمر بأمره، إن نادى لبت، وإن نهى أطاعت، وإن نصح استجابت، فإذا نهى أن يدخل قريب أو بعيد محرم أو غير محرم إلى بيته في أثناء غيابه أطاعت.
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " ألا إن لكم على نسائكم حقاً، ولنسائكم عليكم حق، فأما حقكم على نسائكم ألا يأذن في بيوتكم لمن تكرهون".

الطاعة تعدل الجهاد
وقد ورد في تعظيم حق الزوج عليها أخبار كثيرة، إذ روى ابن عباس أن امرأة جاءت إلى النبي صلى الله عليه وسلم فقالت : إني رسولة النساء إليك والله ما منهم امرأة علمت أو لم تعلم إلا وهي تهوي مخرجي إليك ، الله رب النساء والرجال وإلههن وأنت رسول الله إلى الرجال والنساء ، كتب الله الجهاد على الرجال فإن أصابوا أجروا وإن استشهدوا كانوا أحياء عند ربهم يرزقون فما يعدل ذلك من النساء ؟ قال : طاعتهن لأزواجهن والمعرفة بحقوقهم وقليل منكن تفعله. (رواه الطبراني و عبد الرزاق في مصنفه ).
وهنا نجد أن رسول الله يساوي بين أجر الجهاد في سبيل الله وأجر طاعة الزوجة لزوجها .

زوجات مطيعات
والزوجة التي تعرف واجباتها الدينية تجاه زوجها، على وعي تام بأهمية طاعة الزوج، وتقول السيدة مها جابر: إن على الزوجة أن تسلس قيادها لزوجها فيما يفيد وينفع، حتى تهيئ لأفراد الأسرة أجواء الأمان والحماية والاستقرار والمودة ، وليكونوا أعضاء أسوياء تمضي بهم سفينة الحياة بعيداً عن الهزات التي قد تتعرض لها، وفي المقابل فإن الإسلام قد أعطى المرأة حقها كاملاً وأوجب على الرجل إكرام زوجته وصيانة حقوقها، وتهيئة الحياة الكريمة لها لتصبح له طيعة ومحبة ".

أما السيدة منى المؤذن فتقول: "إذا كانت طاعة الزوج قد فرضت على الزوجة كأمر واجب القيام به فما ذلك إلا لأن المسؤولية والتبعية يتحملها الرجل ، والرجل راع في بيته وهو مسؤول عن رعيته، كما أنه قد فرض فيه أنه أبعد نظراً وأوسع أفقاً، وأنه قد يعلم أموراً لا تعلمها الزوجة بحكم اتساع دائرته، أو يرى بحكم تجاربه وخبرته ما لا تراه هي ، والزوجة العاقلة هي التي تقوم بطاعة زوجها وتنفيذ أوامره، وتستجيب لآرائه ونصحه برغبة وإخلاص ، فإذا ما رأت فيه ما هو خطأ في نظرها تبادلت معه وجوه الرأي ، وأرشدت إلى موضع الخطأ بلين ورفق واقتناع ، فالهدوء والعبارة اللينة تفعل فعل السحر في النفوس".
وقد تجد آفة الغرور و الاستعلاء طريقها إلى المرأة ، وهنا تقول السيدة عبير مرشد: " في حال وصلت هذه الآفة إلى قلبها فقل على الدنيا السلام ، إذ تصبح الشركة الزوجية مهددة بأخطر أنواع المشاحنات والمنازعات ، فإن الرجل قوام الأسرة بحكم وظيفته التي وهبها الله له، إذا حاولت الزوجة أن تغير من خلق الله وسنته فإن ذلك لن يعود عليها إلا بأضر النتائج ".
وعن طريقة تعامل السيدة لينا الغضبان مع زوجها تقول: " إذا دعاني زوجي إلى طاعة الله والرسول فاستجيب لدعوته من غير تضرر، ففي ذلك النجاة والغفران ، وإذا طلب مني الاحتشام وعدم التبرج فأطيع أمره ، ففي ذلك الفوز والرضوان من الله، ولا يهمني ما درج عليه المجتمع فالله يقول :" وإن تطع أكثر من في الأرض يضلوك عن سبيل الله ". وإذا طلب مني الاعتدال في نفقات البيت أكون معه بقلبي وحبي وإخلاصي فتلك هي أصول الحياة الزوجية التي وضعها الله بالمودة والرحمة، وأعلم أنه عندما يغضب زوجي من أفعالي بعد نصح وتوجيه فإن السماء تغضب لغضبه".
تقول السيدة خديجة حجازي: "إن الطاعة ربما تكون ثقيلة على النفس ، وبقدر استعداد الزوجة للقيام بها والإخلاص في أدائها كان الجزاء بقدرها، فقد ذكر الرسول صلى الله عليه وسلم النساء بخير وبين أنهن يؤدين خدمات لا يمكن لغيرهن القيام بها ويقدمن تضحيات من أعصابهن وأجسامهن ينوء غيرهن بها، فقد خلقن لأداء رسالة سامية ومهمة، ولهن عند الله الأجر وعظيم الثواب، ولن يكمل هذا الأجر إلا بطاعة الزوج وإرضائه وعدم الإتيان بشيء يكرهه.
أما هناء الصالح فتقول :" إن الرجل قوام على الأسرة فهو راعيها ومراقب أخلاقها وشؤونها ، فواجب على جميع أفراد الأسرة طاعته، ثم هو مكلف بأعباء الأسرة والسعي للإنفاق عليها وقضاء حاجاتها، وهكذا نظمت الأسرة على أن يكون لها راع وصاحب أمر مطاع ورعية تسمع وتطيع".

حدود الطاعة
على أن هذه الطاعة المفروضة على المرأة لزوجها ليست طاعة عمياء وليست طاعة بدون قيد أو شرط أو حدود، وإنما هي طاعة الزوجة الصالحة للزوج الصالح النقي، التي تعتمد على الثقة بشخصه والإيمان بإخلاصه والصلاح في تصرفاته ، والطاعة المبنية على التشاور والتفاهم تُدعم من كيان الأسرة وأحوالها وتزيد من أواصرها وقوتها، فالمشاورة بين الزوجين واجبة في كل ما يتصل بشؤون الأسرة ، بل إنها يجب أن تمتد إلى كل ما يقوم به الرجل من عمل، فليس هناك كالزوجة المخلصة الصادقة مستشار، تعين زوجها وتهديه بعواطفها وتحميه بغريزتها وتغذيه برأيها، وقد كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يستشير زوجاته ويأخذ برأيهن في بعض الأمور الهامة.
وقد استشار رسول الله صلى الله عليه وسلم زوجته أم سلمة في أحرج المواقف فكان لمشورتها ورأيها الثاقب أثر كبير في انفراج الأزمة وعودة الأمور إلى مجراها الطبيعي .
وفي النهاية نجد أن الإسلام قد نظم الحقوق الممنوحة لكل من الزوجين، بحيث لو قام بها كل واحد خير قيام لسعد هو وأسعد من حوله، أما إذا أساء أحدهما استخدام هذا الحق فشلت الحياة الزوجية.
فالحياة الزوجية شركة بين الزوجين، وكما قرر الإسلام حقوقاً للزوج قرر أيضاً حقوقاً للزوجة وبين كذلك الواجبات المفروضة على كل منهما ، فإن هما قاما باتباعها خير قيام وعرف كل منهما حقوقه وواجباته كما جاءت في الإسلام سعدت الأسرة وأظلتها السكينة وغمرتها رحمة الله
 

بياض الثلج

♥•-مشرفة سابقة -•♥
إنضم
16 سبتمبر 2010
المشاركات
1,466
العمر
37
تسع وسائل لحب دائم بين الزوجين
ان من صفات الأزواج والزوجات الحاصلين على درجة عشرة على عشرة أنهما يحافظان على حبهما الزوجي ويحرصان على تنميته وتطويره ليكون متوقدا دائما، لأن هناك كثيرا من الزيجات تفاجأ "بموت الحب" بين الطرفين فتصبح علاقتهما الزوجية علاقة جافة قاتلة، ولولا الأبناء لما استمرا في زواجهما، ولكن هناك صنف آخر يشع الحب من نفسيهما من خلال العبارات والنظرات والإشارات، ولهذا فإننا ننصح كل من أراد حبا دائما أن يتبع التعليمات التالية:
1- رددا معا : عسى الله أن يجمعنا في الدنيا والآخرة: إن مثل هذه العبارة وغيرها تزيد من بنيان العلاقة الزوجية وتقوي الحب بين الزوجين حتى يدوم ولا يموت ومن أمثلتها (لو عادت الأيام لما قبلت بزوج غيرك).
2- الإكثار من تصرفات التودد والمحبة : وهي تصرفات صغيرة وبسيطة ولكنها ذات قيمة كبيرة وثمن غال ومنها أن يضع أحد الزوجين اللحاف على الآخران رآه نائما من غير لحاف، أو أن يناوله المسند إذا أراد الجلوس أو أن يضع اللقمة في فيه، أو أن يربت على كتفه عند رؤيته لفعل حسن، أو أن يحضر الشاي ويقطع الكيكة ويقدمها له، وكل هذه التصرفات إذا صدرت عن الزوجة لزوجها أو عن الزوج لزوجته فإنها تؤكد معاني الحب بين فترة وأخرى.
3- إيجاد وقت للحوار بين الزوجين بين فترة وأخرى : فلا يشغلهما شاغل ويشاهد كل واحد بريق عيون الثاني ويلمس دفء يديه ويتحدثان عن ماضيهما وحاضرهما ومستقبلهما فيكونان صديقين أكثر من كونهما زوجين، فكلمة من هنا وقصة من هناك، وضحكة من هنا ولمسة من هناك، تجدد الحب بينهما وتعطيه عمرا أطول .
4- التعبير عن رغبة كل واحد منهما للآخر: في الذهاب إلى غرفة النوم وتناول الأحاديث الخاصة في هذا الموقع وللتقارب الجسدي أثره النفسي على الزوجين، كما أن له أثراً كبيرا على زيادة الحب بينهما .
5- تأمين المساندة العاطفية عند الحاجة إليها: مثلا إذا كانت الزوجة حاملا فان زوجها يقف بجانبها ويعيش معها آلامها ومشاعرها أو إذا كان الزوج مريضا فتسانده الزوجة بعاطفتها وهكذا فان الدنيا كثيرة التقلب تحتاج من كل طرف أن يقف مع الآخر ويسانده عاطفيا حتى يدوم الحب.
6- التعبير المادي بين حين وآخر: فيهدي الزوج زوجته هدية سواء أكانت في مناسبة أومن غير مناسبة، ودائما للمفاجآت أثر كبير لأنها غير متوقعة، وكذلك تهدي الزوجة زوجها، فان الهدايا تطبع في الذاكرة معنى جميلا وخصوصا إذا كانت مشاهدة دائما، كساعة أو خاتم أو قلم يكثر استخدامه، فانه يذكر بالحب الذي بينهما ويعطر أيام الزواج ولياليه، وهنا نشير إلى أن الهدية يكون لها أثر أكبر إذا كانت توافق اهتمام الطرف الآخر، فالنساء بطبيعتهن عاطفيات يملن للهدايا التي تدغدغ مشاعرهن وأما الرجال فعقلانيون ويميلون للهدايا المادية كثيرا.
7- الإكثار من الدعاء بعد كل صلاة وفي أوقات الإجابة: كالثلث الأخير من الليل، أو بعد الانتهاء من الوضوء أو بين الأذانين أو يوم عرفة أو أثناء السفر بأن يديم لله تعالى الحب بين الزوجين ولا يميته فيكون حيا دائما وما ذلك على لله بعزيز .
8- أن يتعامل كل واحد منهما مع الآخر بروح التسامح وحسن العشرة والتغافل عن السلبيات: والتركيز على الايجابيات وان يتعاملا فيما بينهما كما يحبان لا كما يريدان فإن ذلك يعزز الحب بينهما ويجعله دائما.
9- أن يعلما أبناءهما كيف يحترمان والديهما : بالتقبيل والمساعدة والتضحية والتقدير، فعندما يقف الزوج مع أبنائه وقفة تقدير لأمهم فأنها تشعر بالفرح والسرور، ولا تنسى تلك المواقف فيتجدد حبهما من جديد وكذلك الزوجة مع أبنائها تجاه أبيهم.
فليجرب القارئ والقارئة هذه الوسائل التسع للحفاظ على الحب والدعاء باستمراره بإذن الله تعالى فيجتمعان في الدنيا ويلتقيان في الجنة بإذن الله
 

بياض الثلج

♥•-مشرفة سابقة -•♥
إنضم
16 سبتمبر 2010
المشاركات
1,466
العمر
37
مفاتيح القلوب
الزواج ليس بيتًا صغيرًا ينعزل فيه العروسان عن العالم، إنه ارتباط أسرتين، كما هو رباط بين فردين، وحتى ينجح هذا الارتباط؛ هناك عدة مفاتيح ومهارات إذا أتقنها كل عروسين.. ظللتهما الدعوات الصالحة من أهليهما، وأغلقا بابًا واسعًا؛ تتسلل منه الخلافات والمنغصات.
خبراء فنون التعامل وكسب الآخر يرشدون الأزواج والزوجات إلى هذه المهارات:
نسيان الإساءة:
نسيان الإساءة من فضل الله على عباده، وهى نعمة رزقهم الله إياها، فعلى العروسين أن ينسيا أى إساءة، فينسى الإنسان إساءة المسيئين، وجفوة الجافين، ويسمو ليصل إلى أمر أعظم من النسيان، وهو الصفح والغفران.
ومن أراد راحة البال وحُسن العاقبة والمآل، فليحاول نسيان ما يلقاه من الآخرين، وليبدأ صفحة جديدة مع من قصروا فى حقه.
المرونة والحكمة:
أجواء الأسرة الجديدة غريبة عليكما، لذا يجب أن يكون التعامل مع أفراد الأسرة فيه ذكاء وفطنة؛ حتى لا تتوتر العلاقات وتنقطع، ولتحافظا دائمًا على شعرة معاوية ، كما تقول الحكمة «لو كان بينى وبين خصومى مقدار شعرة؛ ما انقطعت أبدًا، فإن هم شدوا أرخيت، وإن هم أرخوا شددت».
فن « لا»
إن قضاء حاجات الآخرين وتلبية مطالبهم، ومجاملتهم فى المواقف والمناسبات، وحُسن ضيافتهم، كلها أمور مطلوبة، ولكن لكل شيء حدودًا لا ينبغى تجاوزها، وحتى لا تكلفى نفسك ما لا تطيقين؛ تعلَّمى فن الاعتذار وقول كلمة (لا)، ولكن بتأدب فى قولها، فلا تقوليها وأنت غاضبة، أو بصوت مرتفع، أو منفر، بل قوليها وأنت مبتسمة، وبأسلوب رقيق مؤدب، وأشعرى من قلت له: (لا) بأنك متألمة؛ لأنك لم تستطيعى تلبية المطلوب.
الهدية
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : «تهادوا؛ فإن الهدية تذهب وحر الصدور» (رواه الترمذى)، فالهدية تؤلف القلوب، وتعمق أواصر المحبة والمودة بين الناس، وكلما كانت الهدية بلا مناسبة، ومما يرغب فيه المهدى إليه ويحبه كانت أوقع، فاجعلا الهدية رسول حب بينكما وبين أسرة كل منكما، جربا ولن تندما.
الآباء جسر إلى الأبناء
حماتك وحموك أقصر طريق إلى قلب زوجك والعكس، فالإنسان يعتبر إكرام والديه إكرامًا له، وإهانتهما إهانة له، فإذا أراد كل زوج وفاقًا مع شريكه، فليحب أبويه ويحترمهما، ولا يتحدث عنهما بسوء مهما كانت الأسباب حتى لا يدق مسامير فى نعش الزواج.
نحلة لا ذبابة
تقف النحلة على الزهور لتمتص الرحيق وتخرج العسل، ولا تقف الذبابة إلا على القاذورات، وكأنها تتتبع زلات الناس وعوراتهم وتتصيد أخطاءهم، ولو أراد الإنسان إحصاء عيوب أى شخص لوجد العديد من الأخطاء، ولكن هذا ليس شيم الكرام - والانشغال بعيوب النفس أولى لإصلاحها وإعفائها من عقوبة الغيبة وتتبع العورات.
حفظ الأسرار
حفظ السر أهم ما يحقق الثقة بين الناس، وإفشاؤه يهدم جسور هذه الثقة، فليكن كل من الزوجين مستودع سر أسرة الآخر، خاصة الأب والأم، فقد قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «إذا حدث الرجل رجلاً بحديث ثم التفت فهو أمانة»، وجملة «السر فى بئر» التى نرددها جميعًا من مفاتيح القلوب.
القناعة
ولماذا أنا ؟ تساؤل يجب ألا يردده الزوجان أبدًا، وهما يقارنان نفسيهما بالآخرين، فلماذا شقتى غرفتان، وشقة فلان ثلاثة ؟
ولماذا أركب «الميكروباص» وسيارة فلان أحدث طرازًا ؟ وغير ذلك أسئلة تتردد فى النفس، ولكن آثارها تبدو فى التعامل مع الآخرين، وفى نظرات الحسد وعباراته التى تنطلق رغمًا عن قائلها.
القناعة مع الأخذ بأسباب الارتقاء بعيدًا عما لدى الآخرين سر من أسرار السعادة والوفاق.. جرباه.
ابتسامة النقد
بعض الناس يعتبرون أنفسهم آلهة لا يراجعون ولا ينقدون - هؤلاء يخسرون الكثير فى علاقاتهم الاجتماعية، وينفرون الناس منهم، والفطن هو من يعتبر النقد دفعة والمعارضة - مكسبًا حتى لو صدرت عن نفس حاقدة.. المهم موضوع النقد والمعارضة، فقد يكون صاحبه محقًا، فابتسما فى مواجهة النقد، ووسعا صدريكما له، فلا معصوم سوى النبى صلى الله عليه وسلم ، وملاطفة الحماة أو معارضة أخت الزوج - أو والد الزوجة ليست جرائم إلا إذا أراد الزوجان اعتبارها كذلك - وهما فى هذه الحالة خاسران.
نقد السلوك لا نقد الشخص
شتان بين «أنت أخطأت» و«ما فعلته ليس مقبولاً»، فنقد السلوك لا الشخص فن ورسالة موجزة توصل معانى إيجابية للمنقود، أهمها: «إننى أحبك وأحترمك، ولا أرفضك، بل لى تحفظ على سلوك صدر منك»،
فالآخرون يصبحون أفضل إن لم يشعروا برفض غيرهم لهم، ويجدون فى إرشادهم إلى السلوك الصائب، بدلاً من صب نيران النقد الهدام على رءوسهم، أفضل حافز للتغيير.
 

بياض الثلج

♥•-مشرفة سابقة -•♥
إنضم
16 سبتمبر 2010
المشاركات
1,466
العمر
37
ثلاثيات البيت السعيد
ثلاثيات البيت السعيد . .
محاولة لقراءة جوانب السعادة في البيت المسلم . .
وذلك من خلال وقفات تأملية مع توجيهات النبوة ..
ثلاثيات البيت السعيد ....
الأسرة هي الحصن والمعقل الأخير للمجتمع المسلم إن لم تكن هي الحصن الأول والأخير - بله - !
فالأسرة هي اللبنة الأولى في بناء المجتمع وصناعته وصياغته ، وبقدر ما تكون الأسرة مستقرة في أفرادها وما يحيط بها بقدر ما تكون حصنا منيعاً ، ومدرسة دفّاقة بالأمل والعمل .
إن من أهم مطالب الأسرة مطلب السعادة !
والحق أن السعادة ليست مطلب الأسرة فحسب ؛ بل السعادة مطلب كل مخلوق خلقه الله تعالى على وجه الأرض من الكائنات الحية !
فتجد كل يغدو في سبيل إسعاد نفسه وإسعاد من يعز عليه وتقر به عينه .
ومن هنا كانت هذه المحاولة للقراءة في بعض نصوص الوحي التي أشارت إلى عناوين ورسمت خطوطا في سبيل تحصيل السعادة وخاصة السعادة الأسرية . كتبتها على هيئة ثلاثيات ....
أخرج الحاكم في مستدركه عن سعد بن أبى وقاص رضي الله عنه قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ( أربع من السعادة المرأة الصالحة والمسكن الواسع والجار الصالح والمركب الهنيء وأربع من الشقاوة الجار السوء والمرأة السوء والمسكن الضيق والمركب السوء ) .
وإنما اعتبرت فيها الجار من لوازم المسكن ، حيث يتأثر المسكن بالجار سلباً وإيجاباً فصار من المناسب جمعهما في قالب واحد .

وعلى هذا فتكون
ثلاثية البيت تتكون من :
1 - الأفراد .
2 - المسكن .
3 - المركب .

أولاً ثلاثية الأفراد :
1 - الزوج .
2 - الزوجة .
3 - الأبناء .

الزوج
ثلاثية الزوج :
1 - الدين .
2 - الخلق .
3 - القوامة .
 

بياض الثلج

♥•-مشرفة سابقة -•♥
إنضم
16 سبتمبر 2010
المشاركات
1,466
العمر
37
الدين
ثبت في الحديث الصحيح ( إذا أتاكم من ترضون دينه وخلقه ) فجعل الدين من أهم صفات الزوج السعيد .
والمتأمل يجد أن اشتراط الدين إنما حصل في نصوص الوحي من جهة الزوج ، أما من جهة الزوجة فإن الشريعة قد أباحت الزواج من الكتابيات ولا يجوز للمرأة أن تتزوج من غير مسلم مؤمن بالله . والحكمة في ذلك - والله أعلم - أن الزوج في الغالب الأعم هو الذي له القوامة والأمر والنهي وأن الزوجة تتأثر بزوجها سلباً وإيجابا في العموم الأغلب ومن هنا شُرع للرجال المسلمين الزواج من كتابيات لا العكس .
وسر السعادة في اختيار صاحب الدين : أن الحياة الزوجية قائمة على المشاركة والبذل والتفاني من هنا فإن الزوج صاحب الدين سوف يبذل ويتفانى في أن يكون وزوجته على استقامة مرضية في الدين ، والسعي إلى إكمال بعضهما الآخر ، كما أن صاحب الدين يلتزم أمر الله ونهيه في زوجته على أي حال في الرضا والغضب ، وفي اليسر والعسر . في الفرح والحزن ... وهكذا .
أضف إلى أن صاحب الدين ستنعكس تربيته لأبناءه على أساس هذا الدين لا على أي وجهة أخرى . ثم إن الشريعة لم تكتف باشتراط اتصاف الزوج بالدين حتى يضم إلى ذلك حسن الخلق :
* الخلق .
سبق في الحديث ( إذا أتاكم من ترضون دينه وخلقه فزوجوه ) وفي بعض الروايات ( إذا أتاكم من ترضون أمانته ) والأمانة خُلق أخص من جملة الأخلاق ، وإنما ذكرت الأمانة دون غيرها في هذا الموطن : لأن الزوجة إنما هي أمانة عند زوجها ، فمن عُرف عنه صيانته للأمانة فإنه سيصون هذه الأمانة ويحفظها .
وأهم ما ينبغي أن يكون عليه الزوج من خلق مع زوجته أن يرعى فيها ثلاثة أمور :
مراعاة طبيعة تكوينها من الضعف والنقص :
فيصبر على ذلك فقد ثبت في الحديث الصحيح عند الشيخين : عن أبي هريرة قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ( إن المرأة خلقت من ضلع لن تستقيم لك على طريقة فإن استمتعت بها استمتعت بها وبها عوج وإن ذهبت تقيمها كسرتها وكسرها طلاقها ) ( استوصوا بالنساء خيراً ) .
- حفظها ورعايتها ، والعشرة بالمعروف .
على حدّ قول الله تعالى : ( وَعَاشِرُوهُنَّ بِالْمَعْرُوفِ ) .
- أن يحقق فيها ( المودة والرحمة )
إن أحبها ودّها وقرّبها وحنا عليها ، وأظهر حبه لها مستغلاً في ذلك كل وسيلة وطريقة لبث روح الحب والمودة وإن كرهها رحمها ولم يهنها أويكفر عشرتها .
قال الله تعالى : { وَمِنْ آيَاتِهِ أَنْ خَلَقَ لَكُم مِّنْ أَنفُسِكُمْ أَزْوَاجًا لِّتَسْكُنُوا إِلَيْهَا وَجَعَلَ بَيْنَكُم مَّوَدَّةً وَرَحْمَةً إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآيَاتٍ لِّقَوْمٍ يَتَفَكَّرُونَ }(21)
فإن الرجل يمسك المرأة أما لمحبته لها أو لرحمة بها بأن يكون لها منه ولد أو محتاجة إليه في الإنفاق أو للألفة بينهما وغير ذلك إن في ذلك لآيات لقوم يتفكرون ومن هنا فإن مطلب الخلق إلى جنب الدين مطلب ملح ومهم في سبيل تحقيق السعادة الأسرية ، ولا ينفك أحدهما عن الآخر . ( إلا تفعلوا تكن فتنة في الأرض وفساد عريض ) فتنة تقع على الأفراد بالضياع وتبذّل الأخلاق .
وفساد بانتشار الفتن وتفكك البيوت والأسر وضياع الأبناء .
كل ذلك حين يتخلف أحد هذين الوصفين أوكليهما ( الدين والخلق )
· القوامة .
اختص الله جل وتعالى الرجل بخصيصة القوامة دون المرأة فقال جل وتعالى : ( الرِّجَالُ قَوَّامُونَ عَلَى النِّسَاء ) القوامة التي معناها الأمارة والرئاسة والتأديب .
ولازمها النفقة بالمعروف والذب عن الزوجة وحفظها .؛ وتأمل التعبير بقوله ( قوّامون ) على صيغة المبالغة التي تدل على الأمر بالاجتهاد قي حفظ الزوجة ورعايتها وحسن تأديبها ومعاشرتها . وبذل المستطاع في سبيل حماية الأسرة .
والمتأمل البصير يجد أن القوامة ليست تشريف بقدر ما هي أمر وتكليف ، وحين يتخلى الرجل عن صفة القوامة لتبرز في الزوجة فإن الأسرة هنا يختل وضعها وأمرها ، لاختلال هذه الصفة في الرجل .
فالبيت السعيد هو البيت الذي تشعر فيه الزوجة بقوامة زوجها عليها وعلى أبناءها وبذله واجتهاده في ذلك . إذ فائدة القوامة راجعة إليها وإلى أبناءها ...
لكن حين تبقى قوامة البيت في يد المرأة فإنه ( لا يفلح قوم ولّوا أمرهم امرأة ) هذا على نطاق الأسرة وينجر ذلك على المجتمع والجماعات .!
ومن هنا كانت القوامة من أهم صفات الزوج الذي تكتمل به سعادة الأسرة باكتمال تحقيق أفرادها سبل السعادة .
 

بياض الثلج

♥•-مشرفة سابقة -•♥
إنضم
16 سبتمبر 2010
المشاركات
1,466
العمر
37
الزوجة
ثلاثية الزوجة
1- الصلاح .
2 - الجمال .
3 - اليسر .

· الصلاح .
وهو المطلب الأول في اختيار الزوجة التي تكون بها السعادة ؛ مطلب الصلاح .
وأهم ما يراد ويطلب في صلاح المرأة هو: صلاح دينها ، الأمر الذي ورد النص بالظفر به فقد اخرج الشيخان عن أبي هريرة رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال ( تنكح المرأة لأربع لمالها ولحسبها ولجمالها ولدينها فاظفر بذات الدين تربت يداك ) وقد وقع في حديث عبد الله بن عمرو عند بن ماجة يرفعه :لا تزوجوا النساء لحسنهن فعسى حسنهن أن يرديهن - أي يهلكهن - ولا تزوجوهن لاموالهن فعسى أموالهن أن تطغيهن ولكن تزوجوهن على الدين ولأمة سوداء ذات دين أفضل .
والله جل وتعالى قد جبل المرأة على الضعف والنقص وطبيعة الخَلْق من ضلع أعوج يحتّم على من يطلب السعادة الأسرية أن يبحث عن ذات الدين التي يمنعها دينها ويحجزها من أن تنجر على ضعفها وعوجها فلا ترعى حق الله في نفسها وزوجها وابناءها .
ومن جهة أخرى فإن صاحبة الدين تسعى لأن تبلغ وزوجها المرتبة العليا في باب الدين والتدين والصلة بالله .
والمشاهد أن المرأة أشد عاطفة في التدين والعبادة من الرجل، وهذا أمر نراه ملموسا في الواقع مما يعني أن اختيار صاحبة الدين الصحيح ايسر في سياستها ومعاشرتها من غيرها التي لا يردعها دين ولا خلق .

ولسائل أن يسأل : ما حكمة التنصيص على حسن الخلق في الرجل إلى جنب الدين،والسكوت عنه في المرأة والاقتصار على طلب ذات الدين ؟!
لعل الحكمة - والله أعلم - في ذلك تظهر في أمور:
- أنه لمّا كانت القوامة بيد الرجل وأنه صاحب الأمر والنهي في البيت والأسرة كان اشتراط حسن الخلق فيه آكد حتى لا ينتهي الأمر إلى سفيه أو مجترئ على حق ضعيفة حرّج على حقها رسول الله صلى الله عليه وسلم بقوله ( إني أحرج حق الضعيفين المرأة واليتيم ) . فصاحب الخلق اقرب لأن يرعى هذه القوامة بحقها .
- أنه لمّا كانت المرأة خُلقت من ضلع أعوج وأنها جُبلت على النقص والضعف كان التنصيص على طلب صاحبة الخُلق فيه مشقّة للجبلة التي جُبلت عليه . ومن جهة أخرى فإن نصوص الوحي التي جاءت تأمر المرأة بحفظ زوجها وحسن التبعّل له أكثر من تلك النصوص التي وردت في حقوق في جانب الرجال ، فكانت هذه التوجيهات والنصوص بمثابة التهذيب لخلق المرأة على عوجها ونقصها - والله أعلم - .
· الجمال .
والمراد بالجمال هنا جمال المظهر والمخبر .
فجمال المخبر بجمال الروح وشفافيتها ..
جمال العفة والطهر والحياء .. وهذا المقصود الأعظم من طلب الجمال في المرأة .
أن تكون طاهرة السريرة نقيّة عفيفة حيية ، تشكر على المعروف ،وتحسّن التبعل بالمعروف ، تقيم فرضها وتحفظ بيتها وترعى أبناءها ؛ جاء عند ابن حبان عن أبي هريرة رضي الله عنه قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ( إذا صلت المرأة خمسها وصامت شهرها وحصنت فرجها وأطاعت بعلها دخلت من أي أبواب الجنة شاءت ) فهذا النص النبوي قد أبان أصول جمال الروح عند المرأة :
- المحافظة على الفرائض .
- تحصين الفرج ( فيه كناية عن الطهر والعفاف ) .
- طاعة الزوج . ( حسن التبعّل له وعشرته بالمعروف ) .

ثم يأتي بعد جمال المخبر جمال المظهر ، وهو مقصد تكميلي لدوام العشرة والسعادة بين الزوجين .
فإن النفوس جُبلت على حب الجميل الذي تأنس به العين ويسكن إليه الفؤاد ، وفي هذا تغنّى الشعراء وتاه الأدباء - إلا من رحم ربك- والجمال من هذه الجهة في اصله لا يستطيع العبد أن يتصرّف فيه ، لكن الله تعالى أباح للمرأة أموراً تتجمل وتتزين بها لبعلها مما يزيد في حسن تبعلها ودوام الألفة بينها وبين زوجها .
وجمالها من هذه الجهة يكون في :
- أن تكون بكراً غير ثيّب .
فإن البكر أدعى للألفة والمحبة لما يكون منها من شدة الاهتمام والعناية بالتجمّل والزينة ، ولذلك جاءت السنة بالندب للتزوج من الأبكار : من حديث جابر رضي الله عنه ( فهلاّ بكرا تلاعبها وتلاعبك ) ( وتضاحكها وتضاحكك ) !
وقال صلى الله عليه وسلم ( عليكم بالأبكار فإنهن اسخن اقبالاً وأنتق أرحاما وأرضى باليسير من العمل ) !

- حسن التجمل والزينة في الهيئة .
ثم مع هذا - أي مع كونها بكراً - فإن على المرأة أن تعنى بهذا الجانب عناية خاصة من حسن التجمّل والزينة للزوج ، فإن المرأة بتكميلها لهذين الجمالين ( المخبر والمظهر ) تكون كنزا من كنوز الدنيا ، جاء في الحديث ( ألا أخبركم بخير ما يكنز المرء : المرأة الصالحة إذا نظر إليها سرته وإذا أمرها أطاعته وإذا غاب عنها حفظته ) .
فتأمل الوصف : ( إذا نظر إليها سرته ) ببشاشة وجهها وطلاقته ، وحسن هيئتها وجمالها ... هذا بمجرد نظره إليها تُسرّ نفسه وتأنس عينه فما بالك بما بقي !!!
وهاهنا ينبغي على الزوجة أن تعنى بجمالها وحسن هيئتها سيما في زمن أصبحت فيه بضاعة الشهوة والجنس الرخيص سائبة ، فإن المؤمن يحتاج في بيته ما يكفّ به بصره عن الحرام ، ويقنعه من أن يمدّ عينيه إلى زهرة الحياة الدنيا !!
كما ينبغي على المرأة أن تحذر في هذا الباب من أن تنجر وراء لهاث الموضة والصرعة الأخيرة !!
فتكلّف نفسها أن تتزين بما حرم الله تعالى من تغيير خلق الله وتبديله بالنمص أو الوشم أو الفلج أو الوصل وغير ذلك من أمور التجميل التي يعود أثرها بالضرر المتحقق على الإنسان .
 

بياض الثلج

♥•-مشرفة سابقة -•♥
إنضم
16 سبتمبر 2010
المشاركات
1,466
العمر
37
اليسر ..
ثبت عند ابن حبان عن بن عباس رضي الله عنهما قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ( خيرهن أيسرهن صداقا ) ، وفي المستدرك عند الحاكم عن عائشة رضي الله عنها أن النبي صلى الله عليه وسلم قال ( أعظم النساء بركة أيسرهن صداقا ) والبركة تعني زيادة الخير ونماءه .
فالزوجة المتيسر أمرها وحالها أكثر وأعظم بركة ممن غلا صداقها وفحش .
وإنك ترى اليوم كيف يقضي الزوج حياته في تعاسة وشقاء بعد الزواج من جرّاء الديون المتكاثرة ..
إيجار في شقة فاخرة ..
وتقسيط لأكثر من سيارة..
وقرض من هيئات ومشاريع خيرية ..
كل ذلك ليستكمل المهر وليقيم حفلة زفاف تليق ( بالمحروسة ) ..
فأي سعادة هذه السعادة التي يجدها من يعيش همّ الدين بالليل وذلّه بالنهار ؟!!!
بل أي سعادة يجدها الزوج مع زوجة يشعر أنها هي سبب شقاءه وبلاءه ومصائبه !
وقد حصل لي وأن أطلعت على حادثة غريبة من نوعها ،حيث وجدت شابا مهر عروسه ( مبلغ خيالي ) !!!!
سألته : كيف تجد نفسك ؟!
فقال : والله لأخرجن هذه الآلآف من عيونها - يعني زوجته - !!
يقول هذا الكلام وهو بعد لم يتم زفافه ... فبالله عليكم ما حجم السعادة التي يحياها مثل هذا مع زوجة يرى أنها استنزفته حتى أفقرته !!!
وكم سمعت عن حالات طلاق تمّت بعد الزواج بأسبوع أو أسبوعين أو شهر أو شهرين ، ثم جلسات وجلسات في أروقة المحاكم لاستخلاص الحقوق والأموال الطائلة التي صرفت في زواج هذه المطلقة !!
ألا فليتق الله الآباء في مهور بناتهم ، فإن اشرف نساء العالمين أمهات المؤمنين رضي الله عنهن لم يكن مهر إحداهن يبلغ عشر مهر بناتنا في هذه الأيام ! بل كان صلى الله عليه وسلم يزوّج بالقرآن .
ومن هنا فمن أراد دوام السعادة الزوجية فعليه أن يبحث عن اليسيرة الميسّرة لتحلّ في بيته البركة التي أخبر عنها صلى الله عليه وسلم .
على أن صفة اليسر صفة نسبية تختلف من فئة لأخرى ، لكن تبقى صفة اليسر صفة يحسّها الزوج في زواجه وعشرته .

فالمرأة اليسيرة :
- يسيرة المهر والصداق .
- يسيرة الجَهاز والزفاف .
- يسيرة العشرة والألفة .
- يسيرة الطلبات والرغبات فلا تكلّف زوجها ما لا يطيق ، بل هي تعيش حياته متكيّفة مع حال زوجها قنوعة صبورة شاكرة حامدة .

الأبناء . .
ثلاثية الأبناء
1 - الصلاح .
2 - البر .
3 - الصحة .

· الصلاح .
صلاح الأبناء من أعظم مقاصد الشريعة في تكوين الأسرة المسلمة .
إذ الأبناء هم الجيل الذين تعوّل عليهم الأمة في صناعة مجدها وصياغة عزّها على نور من الوحي وهدى . وكما أن صلاحهم مطلب شرعي ، فهو أيضا قرة عين لآبائهم فالابن الصالح ثمرة خير وبركة على البيت المسلم .. آثاره في الواقع بيّنة بل ويمتد اثر صلاحه حتى بعد وفاة أبويه :
فعن أبي هريرة رضي الله عنه قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ( إذا مات الإنسان انقطع عنه عمله إلا من ثلاثة صدقة جارية أو علم ينتفع به أو ولد صالح يدعو له ) فتأمل بركة صلاح الابن كيف تصل إلى أبويه حتى بعد موتهما وليس ذلك إلا للولد الصالح .
من هنا كان صلاح الأبناء من أعظم مطالب السعادة في الأسرة السعيدة .
ولذلك جاءت نصوص الشريعة متوافرة بالأمر برعاية الأبناء وحسن تربيتهم وتأديبهم .
قال الله تعالى : ( المال والبنون زينة الحياة الدنيا والباقيات الصالحات خير عند ربك ثوابا وخير أملا ) ؛ والولد مشغلة وفتنة كما قال الله : ( إنما أموالكم وأولادكم فتنة ) وثبت في الحديث ( الولد مجبنة مبخلة ) ولهذا عطف الله تعالى بقوله ( والباقيات الصالحات خير ) قال غير ما واحد من السلف أن الباقيات الصالحات هي : كل عمل صالح يقرب إلى الجنة .
وسر هذا العطف أنه لما كان الولد فتنة والإقبال عليه والتفرغ له والشفقة عليه والجمع له قد تشغل العبد عن المقصود الأعظم من حصول الأبناء نبه الله تعالى إلى الاشتغال بتربيتهم تربية صالحة وادخارهم للآخرة خير من تسمين عقولهم وخواء قلوبهم ... ولذلك يسمى الولد الصالح ( عملا صالحا ) قال الله تعالى في حق ابن نوح عليه السلام ( قال يا نوح إنه ليس من أهلك إنه عمل غير صالح ) !!
وبما أن الصلاح والهداية أمر بيد الله تعالى - ( إنك لا تهدي من أحببت ) - جعلت الشريعة بعض التدابير الوقائية التي تعين الوالدين على أن يسلك أبناؤهم طريق الهداية والصلاح ، فمن ذلك :

- حسن الاختيار .
أعني حسن اختيار الزوجة أو الزوج على ضوء الوصية النبوية التي جعلت أساس معيار الاختيار في أمرين ( الدين والخلق ) .
وقد أخبر النبي صلى الله عليه وسلم أن الأبناء يتأثرون بدين آباءهم فعن أبي هريرة رضي الله أنه كان يحدث قال : النبي صلى الله عليه وسلم ( ما من مولود إلا يولد على الفطرة فأبواه يهودانه أو ينصرانه أو يمجسانه كما تنتج البهيمة بهيمة جمعاء هل تحسون فيها من جدعاء ) ثم يقول أبو هريرة رضي الله عنه فطرة الله التي فطر الناس عليها الآية .

- الذكر عند اللقاء . .
فعن بن عباس رضي الله عنهما قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ( لو أن أحدكم إذا أراد أن يأتي أهله فقال باسم الله اللهم جنبنا الشيطان وجنب الشيطان ما رزقتنا فإنه إن يقدر بينهما ولد في ذلك لم يضره شيطان أبدا )
قا ل ابن حجر رحمه الله : كثير ممن يعلم هذا الفضل العظيم يذهل عنه عند المواقعة والقليل الذي يستحضره . الفتح 9 / 229

-- الأذان في أذن المولود عند الولادة .. .
فعن عبيد الله بن أبي رافع عن أبيه قال( رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم أذن في أذن الحسن بن علي حين ولدته فاطمة بالصلاة ) قال أبو عيسى : هذا حديث حسن صحيح .
فإن المولود عند خروجه يمسّه الشيطان فيستهل صارخاً لحديث أبي هريرة قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ( ما من مولود يولد إلا يمسه الشيطان فيستهل صارخا إلا مريم ابنة عمران وابنها إن شئتم اقرؤوا إني أعيذها بك وذريتها من الشيطان الرجيم ) .
من هنا ندرك حكمة الأذان في أذن المولود عند ولادته ، إذ من حكم ذلك تحصينه من الشيطان الرجيم ، لأن الشيطان إذا سمع الأذان ( ولّى وله ضراط ) !
 

بياض الثلج

♥•-مشرفة سابقة -•♥
إنضم
16 سبتمبر 2010
المشاركات
1,466
العمر
37
تربية الأبناء على الفرائض والآداب الشرعية في أحوالهم وحياتهم ... .
وإن من أهم ما ينبغي أن يغرسه الآباء في نفوس أبناءهم وأطفالهم :
- حب الله تعالى .
- حب الرسول صلى الله عليه وسلم .
- حب القرآن .
- أدب المعاملة مع الآخرين : ( الوالدين - الإخوان - الأقارب والأرحام - الناس على اختلاف طبقاتهم - الحيوان ) .

وقد جاءت الشريعة بوسائل تلك التربية فمن ذلك :
- ( مروا أبناءكم للصلاة لسبع واضربوهم عليها لعشر ) .
فتأمل كيف جعل سن السابعة سن الترغيب في الصلاة والتشجيع عليها ، فانظر لو أن طفلا بدأ يصلي من عمر السابعة في اليوم يصلي خمس صلوات ، وفي الأسبوع ( 35 ) صلاة ، وفي الشهر ( 140 ) صلاة وفي العام ( 1680 ) صلاة وفي ثلاثة أعوام ( 5040 ) مرة يصلي فيها فهل ترى من نشأ على ذلك يترك الصلاة حين يبلغ سن العاشرة ؟!!
- إظهار شعيرة الصلاة في البيت تعليماً لأهل البيت وشحذا للهمم . .
فالطفل بطبعه يحب أن يقلّد الكبار في أفعالهم ، من هنا جاء التوجيه النبوي الكريم ( صلوا في بيوتكم ) الأمر الذي يتحقق به تحصين البيت من الشيطان الرجيم ويحصل به تعليم أهل البيت وتربيتهم على ذلك.
- اصطحاب الأبناء للمسجد ومواطن العبادة .

الأمر الذي له بالغ الأثر في نفس الطفل حين يرى جموع المصلين تكبر مع الإمام وتصلي معه وتؤمن لتأمينه .
ومثل هذا ينبغي على الوالدين العناية به ،كما ينبغي على المجتمع أن يحترم ويقدّر هذا الطفل بالتشجيع والثناء وعدم زجره وتأنيبه لو أخطأ في مشاغبة أو نحوها في المسجد فإن الطفل من طبعه الحركة وكثرتها ، ولذلك ينبغي على الآباء والمجتمع أن ينمّو هذه الظاهرة بالتوجيه والتشجيع لا بالتأنيب والتقريع والتوبيخ .
فإن الرسول صلى الله عليه وسلم كان ينزل من على منبره ليحمل الحسن أو الحسين وكان الحسن أو الحسين يرتحله وهو ساجد فيطيل السجود .
الأمر الذي يدلنا على المنهج النبوي في تعويد الأطفال على طبيعة المسجد وما يكون فيه من الصلاة والعبادة .
ومن ذلك صحبة الطفل في حج أو عمرة أو إلى المسجد الحرام أو أي موطن للعبادة مما يولّد عند الطفل حبا وارتباطاً بمثل هذه المواطن وما يكون فيها من الشعائر .

- تعويدهم على الآداب الشرعية في أحوالهم وحياتهم ..
كاحترام الوالدين ، وإكرام الضيف ، وتربيتهم على الصدق وبغض الكذب ، وتعويدهم على الأذكار كأذكار الطعام والشراب والنوم والاستيقاظ والخروج من المنزل والدخول ....وتعليمهم على الشعور بالآخرين والعطف على الضعفاء والمساكين ... إلى غير ذلك من الآداب الشرعية التي يجدر بكل والد ووالدة مراعاتها في حال تربية الأبناء ، فإن البناء أمانة والوالدين قدوة !
فيالله كم هي سعادة المرء حين يكون أسعد الناس به من حوله من أهله وابنائه ...
وليت شعري كم هو شقي كل الشقاء من كان أشقى الناس به اقربهم إليه !!
 

بياض الثلج

♥•-مشرفة سابقة -•♥
إنضم
16 سبتمبر 2010
المشاركات
1,466
العمر
37
الدعاء . ..
فإن دعاء الوالدين لأبنائهم من أقرب الأدعية إجابة عند الله ، وذلك لما يقوم في نفس الوالدين أو أحدهما حال الدعاء من شدة الحرص والإشفاق وصدق اللجأ والطلب .
ومن هنا ينبغي أن نرعى ألسنتنا عند الدعاء فلا ندعوا على أبناءنا إلا بخير وعافية ، فرب دعوة توافق استجابة تكون بها سعادة الدنيا والآخرة .. ورب دعوة تحبط العمل وتعود على صاحبها بالحسرة والندامة .
وبعد هذا يبقى اثر القدوة والإقتداء في أن يسلك الأبناء حذو والديهم :
مشى الطاووس يوما باختيال : :: فقلّد نحو مشيته بنوه !!

· البر . .
وخلق البر خُلق أخصّ .
وإنما أفردته لالتصاق هذا الخلق بالأبناء ، ولأن البر من غايات طلب الولد .
فإن الوالدين إنما يطلبون الولد بغية البر بهما .
وعلى هذا الخلق ينبغي أن نربي أبناءنا وفلذات أكبادنا .. وتربيتهم على هذا الخلق يبدأ من ذواتنا نحن ، ومن خلال برنا نحن بآبائنا وأمهاتنا ؛ فكم سمعنا ونسمع عن حوادث العقوق المتسلسلة في عقود أحداثها المتشابهة في فصولها ، الأمر الذي يحتّم على كل والدين أن يبدؤوا بخاصة أنفسهم بالبر بآبائهم وأمهاتهم .
والمؤسف حقاً أن يتزوج الرجل وتتزوج المرأة ثم إنهم يغفلان عن البر بآبائهم ظنّاً منهم أنهم قد شبوا عن الطوق ولم يعد متعلق في ذمتهم البر بآبائهم بعد الزواج !
وهكذا تبقى سلسلة العقوق متصلة في العقب والذرية - نسأل الله الحماية - ولا يزال البيت يتجرّع مرارة الشقاء بسبب عقوق الآباء . وقد جاء في اثر : بروا آباءكم تبركم أبناءكم !!!
وفي سبيل تحصيل السعادة ببر الأبناء فهاكم أيها الآباء بعض الأمور المعينة على ذلك :
- العقيقة عن المولود ...
فقد ثبت عنه صلى الله عليه وسلم أنه قال : ( من ولد له منكم مولود فأحب أن ينسك عنه فليفعل عن الغلام شاتان وعن الجارية شاة ) الحاكم في المستدرك . وثبت عنه صلى الله عليه وسلم أنه قال الغلام مرتهن بعقيقته تذبح عنه يوم سابعه ) .
فالعقيقة عن المولود وسيلة من وسائل تحقيق بر الأبناء وتجنيبهم العقوق .

- اختيار الاسم الحسن للمولود ....
فقد كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يحب الاسم الحسن ويعجبه الفال الحسن .
ثم إن الاسم له اثر على شخصية حامله ، وبقدر ما يكون اسم الولد حسناً بقدر ما يجد اثر ذلك في بر الأبناء. فإن الابن قبيح الاسم يكبر وتكبر معه أحقاده على من تخيّر له اسم يُعيّر به وهذا أمر واقع - نسأل الله الحماية - .
وفي تربيتك لأبنك وطفلك :
- عوّد طفلك على احترام أبويه . فلا يرفع أحدكما صوته على الآخر أمام الأطفال الأمر الذي يُسقط قيمة الاحترام عند الطفل لأبويه أو أحدهما .كما لا تتعارض توجيهاتكما للطفل تعارضا يسقط هيبة أحدكما عند الطفل .
- كافئ طفلك على حسن بره ومساعدته لأبويه وسماعه للتوجيهات . فقد يقوم الطفل بمساعدة والدته في بعض شئون المنزل .. لا تجعلي هذا الموقف يمرّ دون مكافأة أو إشادة وحسن توجيه .
- لا تتغاضى عن خطأ الطفل في حق والديه ، فالطفل قد يسب والديه أو قد يرفع يده ليضرب أو يصفع !! لا تتجاهل هذا الخطأ ولا تجعله يمر عابرا كما لم يكن عابراً في بدايته !!
- أيها الوالدان أشعرا أبناءكم بالحب والقرب منهما ، فبقدر ما تنمى عاطفة الحب عند الطفل بقدر ما يستقيم على طريق البر والإحسان .
وحين يتحقق بر الأبناء بوالديهم فإن السعادة تغمر البيت كما لو كانت جنة من جنان الدنيا .
استشعر معي سعادة ذلك الإنسان الذي كان يغبق لوالديه اللبن ، وفي يوم تأخر عليهما بالغبوق فأدركهما وقد ناما فوقف على رأسهما حتى يستيقظا ليعطيهما غبوقهما وأطفاله من حوله يتضاغون كتضاغي صغار الطير من شدة الجوع وهو يؤثر أن لا يطعم الغبوق أحد قبل والديه !!
فيالله ما أجمل نغمات التضاغي .. ..
ويالله ما أعذب وأهنئ وامرئ الغبوق بعد شِبع الوالدين ....
وتأمل أثر هذا البر في واقع الحياة وكيف أنه بسبب ذلك فرّج الله عن هذا البار كربة من كرب الدنيا !!!
كم هي سعيدة تلك الأسرة التي تعيش بر أبناءها .
 
أعلى أسفل